محادثات فيينا... هل تنجح في ظل تعنت إيران وسلوكها المتناقض؟

محادثات فيينا... هل تنجح في ظل تعنت إيران وسلوكها المتناقض؟


30/11/2021

استُؤنفت أمس المحادثات الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني في فيينا، في ظل تعنت إيران، وربطها نجاح المفاوضات بإلغاء العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.

وقال الدبلوماسي الأوروبي إنريكي مورا الذي يرأس المفاوضات: إنه "رغم الظروف الصعبة، ما رأيته أمس يدفعني لأن أكون إيجابياً للغاية"، موضحاً أنّ الخبراء سيواصلون العمل خلال الأيام القليلة المقبلة "بشعور بالإلحاح لإحياء اتفاق 2015"، لكنه رفض إعطاء موعد نهائي؛ لأنّ المسائل المطروحة "معقدة". ويوجد قسمان في المحادثات: التزامات طهران النووية، ورفع العقوبات الأمريكية.

وقد توقفت المحادثات في حزيران (يونيو) الماضي وسط أجواء إيجابية، حين قال دبلوماسيون: "إنهم قريبون من التوصل إلى اتفاق"، لكنّ وصول المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي إلى الرئاسة الإيرانية غيّر المعطيات.

إنريكي مورا الذي يرأس المفاوضات: "رغم الظروف الصعبة في مفاوضات فيينا، ما رأيته أمس يدفعني لأن أكون إيجابياً للغاية"

ولأشهر، تجاهلت الإدارة الجديدة في إيران دعوات الدول الغربية لاستئناف المحادثات، وعملت على تعزيز قدرات برنامجها النووي، وتصرّ طهران الآن على "رفع جميع العقوبات بشكل مضمون، ويمكن التحقق منه". 

وأمام وفد إيراني قوي يخوض هذه الجولة الـ7 منذ بدء المحادثات في نيسان (أبريل) الماضي، يشارك دبلوماسيون من الدول الأخرى المعنية بالاتفاق؛ وهي: بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين، وتشارك الولايات المتحدة بشكل غير مباشر.

وقبل مجيئه إلى فيينا، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران روبرت مالي: "إنّ موقف طهران لا يبشر بالخير بالنسبة إلى المحادثات".

وأضاف لإذاعة "ناشيونال بابلك راديو" الوطنية العامة الأمريكية في وقت سابق من الأسبوع الماضي: "إذا كانوا ماضين في تسريع وتيرة برنامجهم النووي، فلن نقف مكتوفي الأيدي".

مبعوث روسيا إلى محادثات إيران النووية: "أول اجتماع انتهى في فيينا، وبدأ بنجاح إلى حد بعيد"

هذا، وأعلن مبعوث روسيا إلى محادثات إيران النووية أمس أنّ أول اجتماع انتهى في فيينا، وأنه بدأ "بنجاح إلى حدٍّ بعيد".

وقال ميخائيل أوليانوف على تويتر: "اجتماع اللجنة المشتركة بخصوص خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي) انتهى، واتفق المشاركون على خطوات عاجلة أخرى خلال الجولة الـ7 من المفاوضات التي بدأت بنجاح إلى حدٍّ بعيد".

وقد أصرّ كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين على أن تقدّم الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون ضمانات لإيران بعدم فرض عقوبات جديدة عليها مستقبلاً.

وقال علي باقري لرويترز: إنّ أطراف الاجتماع الأول اتفقت على أنّ التركيز في المحادثات يجب أن يكون على رفع العقوبات.

وفي إطار متصل، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي  لـ”الانخراط بشكل بنّاء" في المحادثات النووية التي استؤنفت يوم الإثنين.

كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين مصرٌّ على أن تقدّم الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون ضمانات لإيران بعدم فرض عقوبات جديدة عليها

وكشف ماكرون خلال اتصال هاتفي مع رئيسي أنّ هدف بلاده هو عودة إيران إلى الاحترام الكامل لجميع التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، وعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق، حسبما أفاد قصر الإليزيه في بيان نقلته فرانس برس.

وقال الإليزيه: "إنّ الرئيس شدّد على ضرورة أن تنخرط إيران بشكل بنّاء في هذا الاتجاه، حتى تقود المحادثات إلى عودة سريعة للاتفاق، مشيراً إلى أنّ ماكرون أكد أنّ على طهران “العودة بدون تأخير إلى احترام جميع التزاماتها وواجباتها تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن تستأنف بسرعة التعاون الذي يمكّن الوكالة من أداء مهمتها".

وفي السياق، دعا مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبد الله بن يحيى المعلمي، إيران إلى التوقف عن بث التوتر في المنطقة، معرباً عن قلق بلاده من سلوك السلطات الإيرانية المتناقض.

وأكد أنّ بلاده ودول المنطقة سعت على مدار أكثر من (40) عاماً لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى، مشيراً إلى أنّ هذا منطلقها في دعم الجهود الدولية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وفق وكالة واس.

وأعرب في كلمة المملكة التي ألقاها خلال مؤتمر الشرق الأوسط الثاني الخاص بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى، الذي عُقد برئاسة وفد دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة أمس، أعرب عن قلق المملكة البالغ إزاء سلوك طهران المتناقض مع ما تعلنه من سلمية أنشطتها النووية، داعياً إياها لاغتنام الفرص الدبلوماسية الحالية، والدخول في مفاوضات جادة حيال البرنامج النووي، وعدم تعريض أمن واستقرار المنطقة لمزيد من التوتر.

وأوضح أنّ السعودية كانت، وما زالت، في طليعة الدول الداعمة لإقامة مناطق خالية من الأسلحة النووية في جميع أنحاء العالم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تعيش حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار.

وختم المعلمي كلمته لافتاً إلى تطلع السعودية لاتخاذ خطوات عملية خلال المؤتمر والخروج بنتائج إيجابية، مؤكداً استعداد وفد المملكة للتعاون مع رئاسة المؤتمر الموقرة والدول المشاركة، في كل ما شأنه نحو تحقيق الأهداف المشتركة، والمضي سوياً بخطوات ثابتة نحو تحقيق منطقة شرق أوسط خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية