أعاد مجلس الشعب السوري فتح ملف "لواء إسكندرون السليب"، المحتل من قبل تركيا.
وقال مجلس الشعب السوري في بيان نُشر عبر موقعه الإلكتروني أول من أمس، بـ"مناسبة الذكرى الـ(82) لسلخ لواء إسكندرون": "إنّه جزء لا يتجزّأ من التراب السوري، وإنّ السوريين سيبذلون الغالي والنفيس حتى يعود الحق السليب إلى أصحابه، وهم مصرّون على استعادة كامل الأراضي المغتصبة، وتحقيق النصر المؤزر بهمّة رجال الجيش العربي السوري لإعادة الإعمار وبناء سوريا".
وقال المجلس: إنّ "الاتفاق الثلاثي بين الاحتلالين الفرنسي والبريطاني وتركيا عام 1939 لسلخ اللواء هو اتفاق عار، وخرق فاضح لالتزامات فرنسا كدولة، وانتهاك واضح وصريح للمعاهدة التي وقّعتها مع الحكومة السورية عام 1936، وتنصّ حرفياً على أن تأخذ سوريا على عاتقها جميع الالتزامات التي كانت زمن الانتداب، بما فيها مناطق الاستقلال الإداري".
مجلس الشعب السوري بمناسبة الذكرى الـ(82) لسلخ لواء إسكندرون: "إنه جزء لا يتجزأ من التراب السوري، وسنبذل الغالي والنفيس حتى يعود الحق السليب إلى أصحابه"
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط، فإنّ مراقبين ومعارضين يشبهون التفاهمات الثلاثية، التي أفضت إلى خسارة لواء إسكندرون، بالاتفاقات بين تركيا وروسيا الحالية التي أفضت إلى سيطرة فصائل موالية لأنقرة والجيش التركي على أكثر من 10% ب من مساحة سوريا (نحو 20 ألف كلم2، أي ضعف مساحة لبنان) في شمال سوريا وشمالها الغربي.
وكانت تركيا قد ضمّت لواء إسكندرون في 1939، وبقي النزاع قائماً بين دمشق وأنقرة، إلى ما بين 2005 و2011، حين ازدهرت العلاقات بين الرئيس بشار الأسد وأردوغان، وتضمّنت تبادل زيارات وتعزيز العلاقات في جميع المجالات، وتأسيس منطقة تجارة حرّة على جانبي الحدود، وتفاهماً حول نهر العاصي الذي يمرّ باللواء؛ الأمر الذي اعتبره الجانب التركي اعترافاً بضمّ لواء إسكندرون، وقال رئيس الوزراء السوري وقتذاك ناجي عطري: "إنّ العلاقات نموذجية".
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): إنّ "سلخ اللواء لم يحظَ باعتراف عصبة الأمم في وقتها، ولا خليفتها منظمة الأمم المتحدة فيما بعد؛ ما يعني أنّ اللواء من وجهة النظر الدولية سيبقى أرضاً سورية".
وتبلغ مساحة اللواء (4800) كيلومتر مربع، ويطلّ على خليجي إسكندرون والسويدية، في الزاوية الشمالية الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، ويتوسط شريطه الساحلي رأس الخنزير الذي يفصل بين الخليجين المذكورين، وأهمّ مدنه أنطاكية وإسكندرونة وأوردو والريحانية والسويدية وأرسوز.
مراقبون ومعارضون يشبهون التفاهمات الثلاثية بين فرنسا وبريطانيا وتركيا عام 1939 التي أفضت لخسارة لواء إسكندرون بالاتفاقات الحالية بين تركيا وروسيا
اللواء ذو طبيعة جبلية، وأكبر جباله (4): جبال الأمانوس، وجبل الأقرع، وجبل موسى وجبل النفاخ، وبين هذه الجبال يقع سهل العمق، أمّا أهمّ أنهاره، فهي: نهر العاصي الذي يصبّ في خليج السويدية، ونهر عفرين ونهر الأسود ، ويصبّان في بحيرات سهل العمق.
وتُعدّ مدينة الإسكندرونة من أهمّ الموانئ البحرية التي تعتمدها تركيا لتصدير النفط، ويعتمد لواء إسكندرون على السياحة؛ نظراً لاحتوائه على مدن تاريخية، إلى جانب الطبيعة الخلّابة، أمّا في الزراعة، فيشتهر اللواء بالقطن، والحبوب، والتبغ، والمشمش، والتفاح، والبرتقال والزيتون، ويشهد حركة صناعية في قطاع النسيج والزجاج.