ما مستقبل الإسلام في أوروبا الغربية؟

ما مستقبل الإسلام في أوروبا الغربية؟


كاتب ومترجم جزائري
28/10/2018

ترجمة: مدني قصري


من الواضح؛ أنّ التوترات بين المسلمين وغير المسلمين تتزايد وتتفاقم، ليس فقط بسبب المشاعر العنصرية، أو المعادية للهجرة، لكن أيضاً بسبب السلوك المروّع في بعض الأحيان، الصادر عن بعض اللاجئين من الدول الإسلامية (الاعتداءات، الاغتصاب، الشغب)، وحتى من قِبل بعض المجتمعات المسلمة في أوروبا (تعزيز الإرهاب، ومحاولات فرض الشريعة)، قبل أن يتحسّن الوضع (مع افتراض أن الأمر سيتحقق)، فمن المرجّح أنّ هذا الوضع قد يتطور من سيِّئ إلى أسوأ.

لا عودة للسابق ولا واقع جديد

أوّلاً: دعونا نؤيد الكلمات الحكيمة لأوتو فون بسمارك، التي مفادها أنّ "السياسة هي فنّ الممكن"؛ فالأوروبيون الذين يعتقدون أنّ هذا يكفي لطرد جميع المسلمين من أوروبا، أو للقضاء على الإسلام بطريقة أو بأخرى، لا شكّ مخطئون، لا محالة.

أوتو فون بسمارك

وبالطريقة نفسها؛ فإنّ المسلمين (النادرين جداً)، الذين يريدون إنشاء نوع من الخلافة في أوروبا مخطئون أيضاً، في الواقع؛ جميع الذين يقترحون "حلولاً" بسيطة ومباشرة للأزمة الحالية، عليهم دراسة الجدلية الهيغلية قليلاً، لفهم أنّ نتيجة الأزمة لن تكون عودة إلى الوضع السابق، أو خلق واقع جديد تماماً.

مسلمون موجودون للبقاء

ثانياً: يحقّ لنا أن نزعم أنّه لا المهاجرون المسلمون، ولا الإسلام نفسه، سوف يغادرون أوروبا أبداً، سواء أحببنا ذلك أم لا، فهم موجودون هنا للبقاء، لماذا؟! ببساطة، لأنّه إذا تمّ طردُ بعض الجماعات، مثل المهاجرين غير الشرعيين، من بلد أوروبي، أو حتى من القارة الأوروبية، فإنّ البعض الآخر، مثل المسلمين من جنسيات أوروبية، أو من السكان المحليين الذين اعتنقوا الإسلام، لا يمكن طردهم؛ من المستحيل قانونياً، ومن المستحيل عملياً (الطرد إلى أين؟ وكيف؟). في أفضل الأحوال، يمكن للاتحاد الأوروبي، نظرياً وبجهد هائل، إغلاقُ حدوده أمام المهاجرين في المستقبل، وإن كان هذا قليل الاحتمال؛ فهو على الأقل ممكن ووارد، لكنّ عمليات الطرد الجماعية ليست، ببساطة، خياراً مقبولاً.

جيل المستقبل أكثر اندماجاً

ثالثاً: المسلمون الموجودون أصلاً في أوروبا، سيصعدون السلَّم الاجتماعي حتماً، على الرغم من أنهم في طريقهم إلى أسفل السّلم في الوقت الحالي، كثير منهم شباب، والكثير منهم عانى صعوبات لا يستطيع معظم الأوروبيين تحمّلها والتغلب عليها؛ علاقاتهم الأسرية، والقبلية والعِرقية والدينية، أقوى بكثير من تلك التي نراها في الأسرة "النووية" الحديثة لدى معظم الأوروبيين.

سيبقى المسلمون أقلية صغيرة نسبياً في أوروبا في المستقبل المنظور

أخيراً، وليس آخراً، فإنّ دافعهم الاجتماعي أقوى بكثير من ذلك الموجود في الدوائر الأوروبية "الراسخة"؛ لذا حتى إذا كان الجيل الحالي غير متعلم تعليماً جيّداً، وغير مندمج في المجتمع الأوروبي، فإنّ الجيل القادم سيكون متعلّماً وأكثر اندماجاً، وقد ثبت ذلك مع العديد من المهاجرين الاقتصاديين الآخرين، مثل الإيطاليين أو الألبان؛ لذا عندما نرى امرأة عراقية تكنس وتنظف طوابق مستشفى محلي، فلا شكّ في أنّه، بعد عشرة أعوام، أو نحو ذلك، من المحتمل أن تعمل ابنتها في المستشفى نفسه، لكن كطبيبة، بمعنى آخر؛ ستنمو القوة الاجتماعية للمجتمع الإسلامي حتماً.

صورة كاريكاتورية ساذجة عن الإسلام

هل يعني هذا أنّ الاتحاد الأوروبي سيصبح منطقة محتلة من قبل داعش، ستقوم فيه جميع النساء في نهاية الأمر بارتداء البرقع، و/ أو يتعرّضن للاغتصاب، وحيث كلّ الرجال سيُجبَرون على التحوّل إلى الإسلام، أو يُقتَلون، أو أنّ أسواق العبيد سوف تزدهر في جميع أنحاء البلاد، وأنّ قانون الشريعة سيُفرض على الجميع، وأنّ المثليّين سيتم رجمُهم حتى الموت؟

اقرأ أيضاً: هذا عدد الإرهابيين الملاحقين في روسيا وآسيا الوسطى عام 2018

بالطبع لا! إنّها صورة كاريكاتورية ساذجة عن الإسلام، أنشأها وروّج لها 1 % من الأنجلوصهاينة، الذين يديرون إنشاء الإمبراطورية، والذين يحاولون خلق صِدام حضارات مصطنع، يتيح لهم البقاء في السلطة، والاستمرار في إدارة الخيوط خلف الكواليس.

من ناحية، سيبقى المسلمون أقلية صغيرة نسبياً في أوروبا في المستقبل المنظور، لكنّ الأهم من ذلك؛ أنّ نوع "الإسلام ـ الداعشي ـ الأنجلوصهيوني" ليس نوع الإسلام الذي يريدُ معظمُ المسلمين العيشَ فيه، في الواقع؛ لقد فرّ العديد منهم من بلدانهم، تحديداً، لتجنب العيش في "خلافة" تكفيرية.

علاقة "المجانين" بوسائل الأمن الأوروبية

لعلّ من يتساءل؛ إن كان هؤلاء السلفيون المجانين، الذين قتلوا بالفعل العديد من الأوروبيين وصرخات "الله أكبر" على شفاههم، أتباعاً حقيقيين لداعش؟ إنه سؤال معقّد. على سبيل المثال؛ هل لاحظنا أنّ الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يطلق عليهم اسم "المجانين" الإسلاميين، لديهم روابط قوية مع أجهزة الأمن الأوروبية؟ وأنّ بعضهم ذهبوا إلى إسرائيل؟ ألا يبدو غريباً أنّ هجماتهم تبدو مخططة في بعض الأحيان، لتتزامن مع أحداث سياسية مهمّة في أوروبا؟ هل هناك هجوم داعشي حقيقي في أوروبا؟ لا شكّ في أنّ معظمها كانت هجمات تشنُّ تحت رايات كاذبة، على أسلوب غلاديو، تمّ تنفيذها بواسطة مصالح خاصة أوروبية أو أمريكية.

يمكن للاتحاد الأوروبي، نظرياً، إغلاق حدوده أمام المهاجرين في المستقبل، وإن كان هذا قليل الاحتمال

لا شك أنّ هناك أنواعاً حقيقية وخطيرة من نوع القاعدة / داعش في أوروبا في الوقت الحالي. إنّها تمثل خطراً حقيقياً. ولكن، بخلاف معظم اللاجئين، فإنّ هذه الأنواع تنتهك القوانين الأوروبية، ومن الممكن اتخاذ إجراءات قانونية ضدها. نظرياً، يمكن لأوروبا أن تعيد فرض عقوبة الإعدام على الإرهاب، أو حتى على الدفاع عن الإرهاب. هذا لا يمكن أن يحدث قريباً، ولكن الشيء المهم هو أنّ الأمر سيعتمِد على قرار سياسي، وعلى إرادة سياسية أوروبية، ولكن ليس من أجل الطرد الجماعي الذي يستحيل تطبيقه.

هل يمكن أن يكون هناك تمرد، أو حتى حرب أهلية في أوروبا؟ نعم، لكن فقط عندما يكون للحكومات التي في السلطة مصلحة في السماح بحدوث ذلك التمرد، أو السعي لخلقه؛ فبمجرد أن تعطي السلطات الوطنية الضوء الأخضر لقوات الأمن والجيش للتدخل وقمع التمرّد، سيكون ذلك "نهاية اللعبة"، بالنسبة إلى أنواع القاعدة.

ففي حين أنّ الإسلام في حدّ ذاته والمسلمين بشكل عام، لا يمكن ترحيلهم من أوروبا، فإنّ الدول الأوروبية سوف تكون قادرة على التعامل مع الوضع الأمني ​​في حالة وجود إرادة سياسية للقيام بذلك.

معسكران كلاهما على خطأ

حالياً؛ تنقسم الطبقة السياسية الأوروبية إلى معسكرين سياسيين، كلاهما واقِعان في الخطأ أيضاً:

1. أولئك الذين يعتقدون أنّ أيّ انتقاد للمسلمين هو "إسلاموفوبيا (خوف متهوس من الإسلام)".

2. أولئك الذين يعتقدون أنّ جميع المسلمين والإسلام سيّئون، سيّئون، سيّئون.

مقارنة بين روسيا وأوروبا

هذه المواقف مواقف بدائية جداً، وخاطئة بشكل أساسي، والأهم من ذلك؛ أنّ هذين المعتقَدين لا يتيحان الوصول إلى أيّ شيء. الآن، يبدو وكأنّ العديد من الأوروبيين والأمريكيين مُجمّدين في هذا الخيار الزائف، ولكن، وليس مهمّاً كم سيستغرق هذا من وقتٍ، ستدركهم الحقيقة، وسيدركون عندئذ أنه لا يوجد شيء، مثل "إسلام" واحد، أو "مسلم" من نوع واحد؛ فالحقيقة أنّ العالم الإسلامي متنوّع للغاية، وأنّ جميع المقومات اللازمة لهزيمة كاملة للتكفيريين (سواء كانوا تابعين لتنظيم القاعدة، أو داعش، أو النصرة، أو غيرها) يمكن العثور عليها في الإسلام وحده، وحسبنا في هذا الشأن مقارنة بسيطة بين روسيا والاتحاد الأوروبي.

اقرأ أيضاً: روسيا ما بين تسليم "إس 300" لسوريا والإعلان عن فتح معبر القنيطرة

على خلاف الاتحاد الأوروبي؛ لروسيا حكومة مركزية واحدة، وحكومة قوية في هذا المجال، تعدّ أجهزة الاستخبارات والأمن الروسية من بين الأفضل على هذا الكوكب، تماماً مثل الجيش الروسي، ولا تعاني روسيا من "مرض الصواب السياسي": من المقبول تماماً في روسيا شجب الإرهاب الإسلامي بأشدّ العبارات الممكنة، في الواقع؛ أدلى بوتين بتصريح مشهور "اضرِبوا الإرهابيين في المراحيض إذا لزم الأمر"، والروس فعلوا ذلك بالضبط؛ لقد قتلوا كلّ رئيس شيشانيّ وهّابي، ولم ينكروا ذلك، بل أعلنوه بفخر، والفرق الأساسي مع الاتحاد الأوروبي هو أنّ بوتين والسكان الروس لديهم الإرادة السياسية لوضع حدّ للتمرد في الشيشان، حتى لو كان ذلك يعني تحويل كلّ الشيشان إلى كومة من ركام من دخان.

بذل بوتين جهوداً جبارة لدعم الجالية المسلمة في روسيا

المسلمون أولى بالتخلص من التكفيريين

ومع ذلك، في الوقت نفسه، بذل بوتين جهوداً جبارة لدعم الجالية المسلمة في روسيا، لم يقم فقط ببناء مسجد ضخم (وممتاز) في موسكو، بل شرع في تنفيذ برنامج مهمٍّ لدعم نموّ الإسلام التقليدي في روسيا (مثلما فعل مع الكنيسة الأرثوذكسية)، أمّا بالنسبة إلى الشيشان؛ فقد جعل بوتين من رمضان قاديروف، بمثابة "ابنه السياسي"، وأعطى الشيشانيين الكثير من الحكم الذاتي، خاصة في أمور الدين؛ فهل بوتين مناهض للمسلمين أم مؤيد للمسلمين؟

لا هذا ولا ذاك؛ بوتين يفهم ويدرك شيئاً بسيطاً، حتى الآن، تم تجاهله تماماً من قبل السياسيين الغربيين: أنّ الروس جيدون جداً في قتل التكفيريين، لكنّ المسلمين وحدهم هم القادرون على قتل التكفيريين.

الإسلام ليس تهديداً: التهديد هو التكفير

الإسلام لم يكن هو التهديد إطلاقاً؛ التهديد هو التكفير، فيما يلي تعريف في "ويكيبيديا" لمفهوم "التكفير": في الشريعة الإسلامية، يشير التكفير إلى ممارسة الطرد؛ حيث يعلِن مسلم مسلماً آخر كافراً (غير مؤمن). تتمثل العملية إذاً في إعلان "مسلم آخر" كافراً.

هناك العديد من أشرطة الفيديو على يوتيوب (للأسف بالروسية) تُظهر الزعيم الشيشاني، رمضان قديروف، في موقع معركة مع متطرفين شيشان، وإشراك الإرهابيين في جدل لاهوتي حول الإسلام، فبدلاً من أن يأمر قواته بقتلهم جميعاً، فهو يتحدّاهم، سائلاً إياهم: "إذاً، أنتم تعتقدون أنكم وحدكم مسلمون، ونحن لا؟ أو "كيف مجتمعنا ليس إسلامياً في رأيكم؟". والتحدي المفضل لديه: "إذا كان بإمكانكم أن تأتوني بدليل قرآني واحد يثبت أنّ ما أفعله ليس عملاً مسلماً، فسأتوقف في الحال عن فعل هذا الشيء"، لكنّ هذه الطريقة لا تنجح دائماً؛ إذ يرفض البعض الاستسلام، فيُقتلون حتماً (لا يوجد أيّ تسامح مع التكفيريين في الشيشان)، لكنّ هذا الأسلوب يعمل بنجاح في كثير من الأحيان؛ إذ يسلم الإرهابيون أسلحتهم، وبدلاً من أن يتعرّضوا لسوء المعاملة، أو السجن أو القتل، فببساطة يتم إرسالهم إلى سجون خاصة؛ حيث يأتي دعاة مسلمون، ويقضون ساعات طويلة في تعليمهم الإسلام الحقيقي، وفي كثير من الأحيان، عندما يخرج هؤلاء الشبان من السجون، يصبحون متطوعين في قوات الأمن الشيشانية!

الزعيم الشيشاني، رمضان قديروف

الإسلام الحقيقي ومعركة الفكر ضدّ التكفير

والآن، فلنطرح هذا السؤال: هل يمكن لمسيحي أرثوذكسي، أو حيادي، تحقيق النتيجة نفسها؟ أبداً، بالطبع. لذلك؛ فإنّ قوات الأمن غير المسلمة، رغم وجودها بشكل دائم في الشيشان وحولها، فإنّها ما تزال متواجدة في دور الاحتياط والدعم، ما تزال هناك قوات روسية قوية في حالة تأهب قصوى على استعداد للتدخل إذا خرج الوضع فجأة عن السيطرة، لكنّ المعركة الحقيقية حالياً ليست بالبنادق، لكن بالأفكار، وكما قال بوتين مرات عديدة؛ إنّ الإسلام التقليدي الحقيقي وحده هو القادر على أن يهزم التكفير.

التكفيريون تهديدٌ للسنّة والشيعة

في الوقت الحالي؛ معظم السياسيين الغربيين لا يفهمون ذلك، أو إذا فهموا ذلك، فإنّهم لا يجرؤون على قول ذلك، لكن عاجلاً أم آجلاً، سيتعيّن على الأوروبيين التوصل إلى هذا الاستنتاج الذي لا مفرّ منه، وعندما يحدث ذلك، سوف يدركون أخيراً أنّ الإسلام والمسلمين الممارسين ليسوا أعداءً أبداً؛ العدو هو فقط طائفة صغيرة من المجانين شبه الإسلاميين، تستمد أصولها من القرن الثالث عشر، وبقيت بشكل رئيس على هوامش العالم الإسلامي، إلى حين مجيء الوهّابيين أوّلاً، ثم فيما بعد وكالة المخابرات الأمريكية، التي منحتها زخماً هائلاً.

اقرأ أيضاً: السر وراء فرض العقوبات الأمريكية على روسيا وعلى مستوردي أسلحتها

واليوم؛ ما يزال التكفيريون أداة الإمبراطورية الأنجلوصهيونية، فهم المرض المعدي الذي يتفشى وينفجر في أيّ بلد يجرؤ على رفض هيمنة هذه الإمبراطورية، إضافة إلى ذلك؛ فإنّ التكفيريين هُم أوّلاً، وقبل كلّ شيء، تهديد لجميع أنواع الإسلام الأخرى، سواء كانت شيعة أو سنّية.

الغرب مشغول جداً في تشويه كل ما هو "بوتين"

قازان روسيا والتعايش بين المسيحيين والمسلمين

والآن؛ فلنلقِ نظرة على تاريخ قازان، كما هي موضّحة في "ويكيبيديا"؛ كانت قازان مدينة اضطهد فيها المسيحيون والمسلمون بعنف بعضهم بعضاً، حيث كان الجانبان يمارسان عمليات تحويل قسري، وعمليات قتل جماعية.

ما يزال التكفيريون أداة الإمبراطورية الأنجلوصهيونية، فهم المرض المعدي الذي يتفشى وينفجر في أيّ بلد يجرؤ على رفض هيمنتهم

في الآونة الأخيرة؛ ونتيجة لانهيار الاتحاد السوفييتي، سارت الأمور مرة أخرى بشكل سيئ، حيث كانت هناك حركة انفصالية محلية وجيزة، لكنّها صاخبة، ثم فاز أصحاب الرؤوس الباردة، لكنّ الحقيقة هي أنّ تاريخ قازان ليس عشقاً ناعماً ساذجاً، وقد تمّ سفك الكثير من الدماء البريئة.

إنّ ما ينبغي إدراكه هنا؛ هو أنه بعد قرون من الحرب، تعلّم المسلمون والمسيحيون الأرثوذكس أن يتعايشوا في سلام، وأن يخلقوا معاً شيئاً جميلاً حقاً، مثل هذا الكرملين، لم يكن هذا ممكناً مع التكفيريين، الوحوش البغيضة والمجنونة، الذين افتخروا بتدمير مدينة تدمر السورية الجميلة، بالنسبة إليهم، لا يوجد شيء جميل في الصورة أعلاه، بل هو الكفر، ولو قدِّر لهم أن يأخذوا السلطة في قازان، لدمرّوا كلّ جميل فيها، بما في ذلك المسجد.

الدرس هنا في روسيا بسيط: أوّلاً، الأعداء السابقون سوف يصبحون أصدقاء وحلفاء، وكنائس ومسجد الكرملين في قازان ستقوم بحماية بعضهما، وجعل الكرملين أقوى بكثير ممّا لو كان أحدُ المَبنَيَين قائماً داخل أسواره.

بوتين مثالاً

في الوقت الحالي؛ روسيا بوتين هي المثال على "كيفية العمل"، لكنّ الغرب مشغول جداً في تشويه كل ما هو "بوتين"، وفي دعم أيّ شيء مرتبط بفوبيا روسيا، مثل النازيين في أوكرانيا، ولذا؛ فما أبعده عن أتباع مثال بتوين، لكن من يدري، فقد يأتي جيل جديد من السياسيين الأوروبيين، للسير على منوال بوتين؟!


المصدر: lesakerfrancophone.fr


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية