بعد أيام من تقرير إسرائيلي لصحيفة "هاآرتس" حول منع النظام السوري لإيران من الرد على سلسلة غارات إسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا، ترددت تقارير غير رسمية حول صدور تعليمات لمختلف الميليشيات الإيرانية والموالية لطهران في سوريا بتعليق أنشطتها العسكرية بشكل كامل والالتزام بمقراتها.
ونقلت "العربية" عن الخبير في الشؤون الإيرانية وجدان عبد الرحمن قوله: إنّ هناك (3) أسباب دعت الميليشيات إلى تعليق أنشطتها العسكرية، مشيراً إلى أنّ طهران "أرغِمت على اتخاذ هذا القرار على خلفية سحب روسيا دفاعاتها الجوية من سوريا، ممّا جعل استهدافها أسهل مقارنة بالسابق، وأيضاً تجنباً لأيّ ضربات جديدة تستهدف مواقعها من قبل إسرائيل، بالإضافة إلى أنّ موسكو طلبت مؤخراً من طهران عدم استفزاز تل أبيب".
ترددت تقارير غير رسمية حول صدور تعليمات لمختلف الميليشيات الإيرانية في سوريا بتعليق أنشطتها العسكرية بشكل كامل والالتزام بمقراتها
التقرير حول تعليق الميليشيات الإيرانية أنشطتها في سوريا يأتي بعد نحو أسبوع من زيارة قيادي عسكري بـ"حزب الله" اللبناني مدينة الميادين في دير الزور في 31 آب (أغسطس). واجتمع القيادي المعروف بـ"حاج سجاد" مع قادة الميليشيات الموالية لإيران، وأمرهم بتشكيل خلايا في منطقة شرقي الفرات تعمل لصالح الميليشيات الإيرانية، من أجل شن هجمات على القواعد الأمريكية واستخدام طائرات "درون" انتحارية من مسافات قريبة من القواعد المراد استهدافها لضمان عدم رصدها من قبل الدفاعات الأرضية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويأتي ذلك بعد أيام من تقرير إيراني حول بدء طهران تسليح (51) مدينة إيرانية، في ظل تصاعد التوتر مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
مخاوف من الاستهداف
أكّد رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ "إيران تتخوف من استهداف مكثف لقواتها ومواقعها في سوريا من قبل الأمريكيين والإسرائيليين على حدٍّ سواء، خاصة مع وجود طائرات استطلاع أمريكية فوق مواقع ميليشياتها داخل الأراضي السورية، ولذلك أوعزت إليها بتعليق أنشطتها".
ذكر المرصد السوري أمس أنّ الميليشيات الموالية لإيران بدلت مواقعها، ونقلت عتادها العسكري إلى أماكن أخرى
وذكر المرصد أمس أنّ الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات سورية وغير سورية بدلت مواقعها، ونقلت عتادها العسكري إلى أماكن أخرى، في ظل التحليق المتواصل للطائرات المسيّرة التابعة لـ "التحالف الدولي" في سماء منطقة دير الزور، وخوفاً من استهداف مواقعها، حيث نقلت الميليشيات منصات الصواريخ التي نصبتها قرب مدرسة عبد المنعم رياض في مدينة الميادين، باتجاه محطة ضخ النفط الثانية جنوب محافظة دير الزور.
ونقلت الميليشيات الموالية لإيران مدافع ميدانية إلى مواقع جنوب غرب محافظة دير الزور، وبلغ عددها (10) مدافع ثقيلة، مع طواقمها ومدربين للطبوغرافيا والتعامل مع الإحداثيات من الجنسية اللبنانية، على حدّ قول المرصد السوري.
وأشارت "العربية" إلى احتجاز الميليشيات الإيرانية لمقاتلين سوريين بعد اتهامهم بالتعاون مع جهات خارجية سهّلت تحديد المواقع التي استهدفتها إسرائيل مؤخراً، وكشف مدير المرصد عن وجود "عملاء" للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في صفوف الميليشيات الإيرانية.