ما الذي تريده حماس من استئناف العلاقات مع سوريا؟

ما الذي تريده حماس من استئناف العلاقات مع سوريا؟

ما الذي تريده حماس من استئناف العلاقات مع سوريا؟


13/10/2022

يرى محللون أن إعلان حركة حماس استئناف علاقاتها مع سوريا بعد قطيعة استمرت عقدا يؤشر إلى قرار بتعزيز حضورها في “محور المقاومة” الذي تتزعمه إيران مدفوعة بتطورات إقليمية عدة بينها التقارب التركي – الإسرائيلي.

وقالت حماس في بيان في سبتمبر الماضي إن استئناف علاقاتها مع سوريا “خدمة لأمتنا وقضاياها العادلة”، وإنها “ماضية في بناء وتطوير علاقات راسخة مع سوريا”.

وعزت الحركة الخطوة إلى “التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة التي تحيط بقضيتنا وأمتنا” في إشارة ضمنية، وفق محللين، إلى استئناف العلاقات بين إسرائيل وتركيا التي لجأ اليها عدد من قياديي حركة حماس بعد خروجهم من سوريا.

وقال مسؤول في حركة حماس فضّل عدم الكشف عن هويته إن “تقليص دور الحركة في تركيا وضعها أمام خيارين: إما الوقوف مع دول عربية وإسلامية لديها اتفاقات تطبيع للعلاقات مع إسرائيل أو البقاء في محور المقاومة” في مواجهة الدولة العبرية.

وفتحت إسرائيل وتركيا حقبة جديدة في علاقاتهما خلال الأشهر الأخيرة، وعاد السفيران إلى البلدين بعد أن تمّ استدعاؤهما في 2018 إثر احتجاج أنقرة على مقتل متظاهرين فلسطينيين في قطاع غزة.

وأوضح المسؤول أن قرار استئناف العلاقات بين حماس وسوريا سبقته زيارات عدة “سرية وعلنية” لقادة كبار في الحركة التقوا مسؤولين سوريين بوساطة من حزب الله اللبناني وإيران.

ويقول المحلل السياسي مخيمر أبوسعدة إن حماس “حسمت أمرها مع محور المقاومة على الرغم من أن هذا سيؤثر عليها داخليا واقليميا”.

ويتابع أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في غزة أن الرغبة الإيرانية في “رصّ صفوف محور المقاومة (حزب الله، حماس، الجهاد الإسلامي والحوثيين) في ظل تعثر الاتفاق النووي مع الغرب، إضافة إلى التقارب التركي – الإسرائيلي، ومع زيارة وفد قيادي من حماس إلى موسكو”، كلّها أسباب “دفعت حماس باتجاه تعزيز التقارب مع سوريا”.

وتزامن إعلان حماس عن استئناف العلاقات مع سوريا مع زيارة قام بها رئيس المكتب السياسي في الحركة إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري إلى موسكو حيث التقيا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

ويبيّن أبوسعدة أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على سوريا و”تسخين الأوضاع مع لبنان في مسألة ترسيم الحدود وحقل الغاز كاريش عجّل بضرورة أن يكون محور المقاومة على أتم الجهوزية في مواجهة أي مغامرات إسرائيلية في المنطقة”.

وأكد قيادي كبير في حماس أن حركته تتجه إلى “فتح مكتب تمثيل في دمشق قريبا كخطوة أولى على طريق عودة العلاقات الطبيعية القديمة”، لكنه استدرك قائلا “من المبكر الحديث عن نقل مقر رئاسة الحركة إلى دمشق”.

ويشير إلى أن وفدا قياديا من حركته “سيتوجه الأسبوع القادم إلى سوريا لمتابعة استئناف العلاقات، ومناقشة استئناف العمل وإعادة فتح المكتب مع المسؤولين السوريين”.

لكن أستاذ العلوم السياسية جمال الفاضي استبعد “أن يوافق النظام السوري على عودة حماس بثقلها كما كانت قبل عقد”. وكان رئيس المكتب السياسي السابق لحماس خالد مشعل يتمتع بامتيازات نادرة في سوريا، وكانت تربطه علاقة شخصية مع الرئيس بشار الأسد.

وبعد بدء النزاع السوري انتقدت حركة حماس قمع النظام للمعارضة السورية، وتوترت العلاقات بين الطرفين. وفي فبراير 2012، أي بعد عام على اندلاع الأحداث في سوريا، غادرت حماس دمشق وأغلقت كافة مكاتبها ونشاطاتها فيها.

وعلى مدى سنوات اعتبر مسؤولون سوريون في تصريحاتهم مغادرة حماس “ضربة قاصمة” للعلاقة مع سوريا، وبعضهم وصفها بـ”الخيانة”. ويرى الفاضي أن “ارتباط حماس بعلاقة مع سوريا في الوقت الحالي سيخضعها لاعتبارات أمنية صعبة، ويعرّض قياداتها ونشطاءها لمخاطر الاستهداف الإسرائيلي السهل”.

ورغم “سلبيات” القرار، في رأيه، يقول الفاضي إن حماس ستسعى لأن “تكون طرفاً مؤثرا” في المنطقة. ويكشف عضو بارز في حماس طلب عدم الكشف عن اسمه أنه لا يؤيد استئناف علاقات حركته مع دمشق لأن “النظام السوري ارتكب جرائم بحق شعبه”، مضيفا “لم تنته الأسباب التي من أجلها غادرت الحركة سوريا، حماس تقف إلى جانب الشعوب المقهورة”.

وأثار قرار حماس جدلا واسعا عكسته مواقع التواصل الاجتماعي، وشارك فيه عدد من نشطاء الحركة ومؤيدوها.

واعتبر الباحث في الشؤون الإسرائيلية والإسلامية صالح النعامي، وهو مقرب من حماس، في تغريدة نشرها على حسابه على تويتر أن قرار حماس “خطيئة أخلاقية”. وتابع أن القرار “يعكس خلل الأولويات الإستراتيجية وتخبطا سياسيا لدى الحركة، ولا يعبّر عن موقف قواعد الحركة والأغلبية الساحقة من نخبها”.

عن "العرب" اللندنية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية