ماذا تفعل لتنجو؟.. أهم توصيات خبراء السلامة خلال حوادث التدافع

على خلفية حادث التدافع المأساوي الذي خلف مقتل أكثر من 150 شخصا بالعاصمة الكورية سيول، قدم مجموعة من الخبراء تحذيرات وتوصيات للتعامل مع حوادث التدافع، مشيرين إلى أن بالرغم من ندرة حدوثها، إلا أنها تبقى غير مستبعدة في أي تظاهرات وأحداث عامة، إذا خرجت الأمور التنظيمية عن السيطرة.

"لا يهم كم أنت ضخم، ومدى قوتك، إذا وقعت في حالة تدافع حشود، فإن الأمور تخرج عن سيطرتك"، بهذه الجملة يحذر خبير سلامة الحشود في لوس أنجلوس، بول فيرتهايمر، من خطورة حوادث التدافع في حديثه لصحيفة "نيويورك تايمز"، مشيرا إلى أن هناك إجراءات عديدة يمكن أن تساعدك "لتنقذ حياتك" في وضعيات مماثلة.

أولها، حسب الخبير ذاته ضرورة الانتباه مسبقا إلى المعلومات بشأن الحدث: أعداد الحضور وتوجيهات السلامة والإجراءات التنظيمية المعتمدة، وغيرها، لافتا إلى أنه عادة ما تكون احتياطات السلامة والأمن "أقل في الاحتفالات المفتوحة في الشوارع أو الأحداث الواقفة التي لا توفر مقاعد للجلوس".

من جانبه يقول أستاذ علم الحشود الزائر بجامعة سوفولك في إنكلترا، كيث ستيل، إن على الآباء الاطلاع على نوعية الحدث الذي سيحضره أطفالهم، مضيفا: "بعدها، اطلب من طفلك الاطلاع على مكان المخارج، والبقاء منتبهين لأي مخاطر محتملة، مثل الممرات المزدحمة أو تكدس السلالم".

انتبه لـ"الإشارات" بمجرد وصولك

إذا كانت إجراءات الدخول إلى حدث ما منظمة بشكل سيئ، مثلا على المستوى الأمني ومراقبة التذاكر، فهذا يعطي فكرة على أن تنظيمه لم يتم بشكل جيد للتعامل مع الحشود الكبيرة، على حد قول ستيل، مضيفا: "إذا بدا ذلك فوضويا، فسأحاول تجنب الحشود عالية الكثافة والعثور على أقل جهة مزدحمة، حتى لو كان ذلك يعني متابعة العرض من بعيد".

ويوصي الخبراء، بضرورة الاطلاع على مخارج الأمان المتوفرة في مكان تنظيم الحدث، والبحث عن أقربها، مؤكدين أن اندفاع الجماهير قد يتم بشكل سريع وغير متوقع في أي مكان.

مدير إدارة الكوارث ومبادرة التأهب للطوارئ المجتمعية في نورث وسترن ميديسين، جورج تشيامباس، يوضح للصحيفة الأميركية: "يجب أن تكون متأهبا وتقوم بعملية مسح دورية للمكان، لمراقبة أي علامات توحي بقرب حدوث ازدحام، وقياس صعوبة الوصول إلى المخارج".

يدعو الخبراء إلى مراقبة العلامات التحذيرية التي تشير إلى أن الحشد أصبح كثيفا بشكل خطير. يقول خبير السلامة فيرتهايمر إذا تم الضغط عليك من طرف من بجوارك، فقد تكون هذه علامة على أن الحدث أصبح غير آمن. يجب عليك أيضا النظر حولك ومعرفة ما إذا كان هناك أي مديرين لسلامة الحشود أو أفراد أمن يراقبون الموقف؛ إذا لم يكن هناك أي شيء حولك، فيجب أن تبحث عن طريقك للخروج.

في نفس السياق، يؤكد خبير إدارة الحشود وأستاذ في جامعة ويست فلوريدا جيل فرايد، أنه بقدر ما هو ممتع مشاهدة حفلة موسيقية بالقرب من المنصة، فمن المرجح أن يكون الجزء الخلفي أقل ازدحاما وأكثر أمانا.

ماذا تفعل في حال حصول تدافع للجماهير؟

يوصي فيرتهايمر، بأهمية إبقاء ذراعيك أمام صدرك، لخلق مساحة أكبر بينك وبين الشخص الذي أمامك. وينصح بالوقوف في وضعية الملاكم، من خلال وضع قدم أمام الأخرى بحيث تكون أكثر ثباتا وقادرة على أن تمتص الضغط بالإضافة إلى ضمان قدرتك على الحركة.

النصيحة الثانية من خبير السلامة، هي عدم الانحناء لالتقاط أشياء من الأرض، قائلا: "حتى لو سقط هاتفك لا تنحني، فقد لا تتمكن بعدها من النهوض".

"لا تصرخ، رئتاك بحاجة إلى الأوكسجين"، يؤكد المتحدث، مبرزا أن الصراخ، حتى من أجل طلب المساعدة من المحتمل أن يكون عديم الجدوى في حشد كبير.

ونظرا لأن الهواء في الزحام يميل إلى أن يكون حارا ورطبا، من الأفضل رفع رأسك للوصول إلى المزيد من الهواء النقي عوضا عن ذلك، حسب المتحدث ذاته.

وفي حالة السقوط على الأرض، ينصح الخبير بضرورة الاستلقاء على الجانب الأيسر لحماية القلب والرئتين. موضحا إذا كنت على بطنك أو ظهرك وسقط الناس فوقك، فهناك خطر أن ينضغط صدرك.

ورغم ندرة حوادث اندفاعات الحشود، إلا أن الوضع الذي يبدو آمنا يمكن أن ينتقل بسرعة إلى وضع غير آمن. وتبقى أفضل إستراتيجية لمواجهة ذلك، هي توقع أسوأ سيناريو يمكن أن يحدث والبقاء على دراية بما يجري في محيطك، حسب نيويورك تايمز.

عن "الحرة"