ماذا تعرف عن عصابات " النيقروز" التي تثير الرعب في السودان؟

ماذا تعرف عن عصابات " النيقروز" التي تثير الرعب في السودان؟


30/06/2021

يأمل السودانيون أن يمثل الحكم الصادر قبل أيام على زعيم عصابات "النيقروز" بحد الحرابة رادعاً لتلك العصابات التي ازدادت سطوة في ظل أزمات السودان سواء الأمنية أو الاقتصادية.

وتشكل عصابات النهب المنظم أو ما يُسمى محلياً بـ "النيقروز" قلقاً كبيراً للمواطنين والأجهزة الأمنية في العاصمة السودانية الخرطوم، وذلك بسبب عمليات النهب التي تقوم بها ليلاً ونهاراً،  بحسب ما أورده موقع "سكاي نيوز".

وتتميز هذه المجموعات التي تظهر فجأة لافتراس غنيمتها من أموال وهواتف وغيرها بتنظيم عالٍ وخطورة شديدة لحملها أسلحة بيضاء ونارية.

وقد أصدرت محكمة سودانية الأسبوع الماضي حكم "حدّ الحرابة" على أحد زعماء تلك العصابات، وقضى بقطع يده اليمنى ورجله اليسرى من خلاف، لإدانته بنهب أموال وهاتف من أحد المواطنين.

تتميز هذه المجموعات التي تظهر فجأة لافتراس غنيمتها من أموال وهواتف وغيرها بتنظيم عالٍ وخطورة شديدة لحملها أسلحة بيضاء ونارية

وبحسب الموقع ذاته، فإنّ وسائط التواصل الاجتماعي ومجالس السودانيين تضج بقصص مرعبة عن جرائم تلك العصابات التي تنتشر نهاراً وليلاً في الشوارع الرئيسية وتنقض على ضحاياها بالقوة وتسلب هواتفهم وأموالهم بسرعة فائقة.

ويروي مصعب أحمد، وهو تاجر مواد مكتبية، قصة معاناته مع هذه العصابة، ويقول لموقع "سكاي نيوز": إنه تعرض لأكثر من مرة لعمليات ترويع ونهب من تلك العصابات.

ويوضح: "في إحدى المرات كنت خارجاً من البنك وأحمل أموالاً، وتوقفت للتحدث في الهاتف وفجأة تعرضت لهجوم من 3 أشخاص مشهرين أسلحتهم البيضاء مهددين إمّا بترك المال وإمّا بطعني، فاستسلمت لهم حفاظاً على سلامتي الشخصية".

ويشير أحمد إلى أنّ الوضع الأمني الهش الذي تمرّ به البلاد هو السبب الرئيسي في تفشي مثل هذه الظواهر التي تهدد المجتمع قبل الدولة.

ويعيد البعض تزايد الظاهرة خلال الفترة الأخيرة إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه السودان حالياً، ووفقاً لمسح أجراه موقع "سكاي نيوز" في بعض مناطق تركز جرائم تلك العصابات، فإنّ الفقر والحاجة للمال هما أهم الدوافع.

ويُعتبر غالبية أفراد تلك العصابات من المشردين وفاقدي الأبوين والأطفال فوق سن الـ10، وهم يقومون بأعمال متنوعة لا تقتصر على سرقة المال فحسب، بل سرقة الوقود من السيارات المتوقفة في الأحياء.

وفي الغالب يتم بيع الأغراض المسروقة في الأسواق الطرفية بعيداً عن قلب الخرطوم، حيث يتم بيعها لجهات معينة متخصصة في شراء وبيع الأغراض المسروقة.

ونقل موقع "سكاي نيوز" عن أحد أفراد تلك العصابات، معرفاً نفسه بـ"يوسف" ويقطن جنوب الخرطوم ويبلغ من العمر 22 عاماً، قوله: إنه انضم إلى هذه العصابات وهو في سن 10 أعوام، وذلك عن طريق أصدقائه الذين عرّفوه على زعيم عصابة تضم تقريباً 12 عضواً، زعيمها أحد المفصولين من القوات النظامية لسوء السلوك.

وتتميز تلك العصابات، حسب رواية يوسف، بتنظيم إداري صارم يخضع الجميع لقوانينه التي تستوجب طاعة "الزعيم"، وفي حال مخالفة تلك القوانين يتعرض المخالفون لعقوبات صارمة تصل أحياناً إلى القتل.

ويشرح يوسف الآلية التي يعمل بها أفراد العصابة قائلاً: "تأتينا الأوامر والتوجيهات نهاية كل ليلة بتنفيذ أعمال الغد، وتوضع خطة محكمة يشترك فيها عدد من أفراد الفريق الذي يظل يستخدم إشارات وكلمات لا يفهمها العامة ويفهمها فقط المنتمون للفريق. ويضيف: "تعتبر القوة وعدم الاكتراث بالعواقب والاستعداد للقتل أهم شروط اختيار أفراد تلك العصابات".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية