ماذا بعد خسارة العدالة والتنمية؟!

ماذا بعد خسارة العدالة والتنمية؟!


26/06/2019

تتواصل أصداء فوز مرشح تحالف الشعب، أكرم إمام أوغلو، برئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، بفارق وصل نحو 800 ألف صوت.

وفي مقالها التحليلي للانتخابات، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"؛ أنّ "النتائج الأخيرة قد تسرِّع وتيرة الانقسام في صفوف حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم".

"بي بي سي": انتخاب إمام أوغلو يعدّ أعنف ضربة تلقاها أردوغان على مدار مسيرته السياسية

وذكر ممثل الإذاعة البريطانية في تركيا، مارك لوين؛ أنّ "الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يعدّ أقوى رئيس في تاريخ تركيا الحديث، تلقى أعنف ضربة على مدار مسيرته السياسية، وأن هذه النتائج توضح أنّ اللجوء لإعادة التصويت أسفر عن ارتكاب خطأ حسابي فادح"، مشيراً إلى "احتمالية تسريع نتائج تلك الانتخابات لوتيرة الانقسام داخل حزب العدالة والتنمية، والتركيز على مرحلة ما بعد أردوغان".

وفي سياق متصل؛ يرى عدد من قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا؛ أنّ صهر  أردوغان، بيرات البيرق، قام بتضليله عن طريق إقناعه بضرورة إعادة انتخابات بلدية إسطنبول.

وبحسب مصادر مطلعة لموقع "زمان"؛ فإنّ "أعضاء الحزب يرون أنّ إعادة انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى كانت بمثابة خطأ فادح، ويحمّلون وزير الخزانة والمالية، بيرات البيرق، مسؤولية هذا، وسط الحديث عن ضرورة اتخاذ أردوغان الإجراءات اللازمة في هذا الصدد".

أعضاء حزب العدالة والتنمية يحمّلون "البيرق" مسؤولية الهزيمة ويؤكدون أنّ إعادة انتخابات إسطنبول كانت خطأ فادحاً

ويدور الحديث في أروقة الحزب عن ضرورة مراجعة إدارة الحزب والتشكيل الوزاري بدون إضاعة للوقت، والتخلي عن سياسة الاستقطاب، والإصلاح السريع للجوانب المتداعية للنظام الجديد، المتسببة في انقسامات بقاعدة الحزب، وتدخل أردوغان ضدّ الجماعات التي تضرّ بالحزب من داخله، وإلا فإنّ الحزب سيتعرض لخسارة أعنف خلال الانتخابات المقبلة.

ويرى أعضاء الحزب أيضاً؛ أنّ "أردوغان كان قد تقبّل نتائج انتخابات الحادي والثلاثين من آذار (مارس) الماضي، كما ظهر من تصريحاته عقب ظهور النتائج، غير أنّ صهره، البيرق، وأنصاره، أقنعوه بأنّ إعادة الانتخابات قد تعيد الناخبين الغاضبين من الحزب إلى صناديق الاقتراع، وقد يسفر هذا عن فوز الحزب بالانتخابات".

وتشير الأحاديث المتداولة داخل الحزب إلى استخدام ألبيراق شتى الحجج لإعادة الانتخابات، ويتوقع قيادات من الحزب أن يبادر أردوغان إلى محاسبة من خدعوه وتسببوا في ارتفاع الفارق من 13 ألف إلى 800 ألف صوت.

انشقاق 80 عضواً برلمانياً عن حزب العدالة والتنمية وانضمامهم إلى حزبَين جديدَين برئاسة أوغلو وباباجان

وبعد فوز أكرم إمام أوغلو في رئاسة بلدية إسطنبول، بفارق قياسي عن منافسه، بن علي يلدرم، انتشرت ادعاءات حول انضمام نحو 80 عضواً برلمانياً عن حزب العدالة والتنمية إلى حزبين جديدين، سيؤسَّسان على يد كلّ من: رئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو، ووزير الاقتصاد الأسبق، علي باباجان.

يذكر أنّ إمام أوغلو فاز ببلدية إسطنبول، مرشحاً عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، في انتخابات المحليات، التي جرت في 31 آذار (مارس) الماضي، على حساب مرشّح حزب العدالة والتنمية الحاكم، ورئيس الوزراء السابق، بن علي يلدريم، لكنّ اللجنة العليا للانتخابات قررت إعادة التصويت في إسطنبول، في ٢٣ حزيران (يونيو)، بعد طعون تقدم بها حزب العدالة والتنمية بحجة وقوع مخالفات تصويتية كبيرة، ليفوز إمام أوغلو مجدداً وبفارق كبير يصل إلى نحو 800 ألف صوت، أول من أمس.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية