
فاقم الانهيار المفاجئ لنظام بشار الأسد في سوريا، مؤشرات عودة صعود تنظيم داعش الذي تعرّض لهجمات حاسمة من التحالف الدولي أدت إلى هزيمته في 2019، وتبديد طموحاته بتشكيل "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في ولايته الأولى، تحديداً في آذار / مارس 2019، "هزيمة داعش بنسبة 100%"، لكن التنظيم المصنف إرهابياً، تشبّث خلال 6 سنوات بمحاولات البقاء، إذ كان يطلق خلاياه النائمة في سوريا لتنظيم هجمات متباعدة، كان أكثرها دموية الهجوم على سجن غويران في مدينة الحسكة في 2022.
وبحسب تقرير نشره موقع "إرم نيوز"، يخشى متابعون أن تكون الأوضاع الأمنية الهشة في سوريا "إبرة حياة" للتنظيم، الذي كشفت تقارير صحفية عن استيلائه على مخزونات من الأسلحة والمعدات التي خلفها جيش الأسد والميليشيات الموالية له، مع أنباء أخرى تتحدث عن تدريبه لمجنّدين جدد، وحشد قواته في الصحراء السورية.
أما في ناحية الشرق، في مخيم الهول بمحافظة الحسكة على الحدود العراقية، الذي يعد "الخزان البشري" للتنظيم الإرهابي، فقط رصد تقرير لقناة "سكاي نيوز" البريطانية، عودة مفزعة لخطر داعش داخل المخيّم وخارجه، وسط أنباء متواترة عن محاولات هروب شبه يومي من المخيم.
يخشى متابعون أن تكون الأوضاع الأمنية الهشة في سوريا "إبرة حياة" للتنظيم الذي كشفت تقارير صحفية عن استيلائه على مخزونات من الأسلحة والمعدات
ونقلت القناة عن كين أحمد، وهو قائد في قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أن المعلومات الاستخباراتية تكشف عن عمليات مستمرة لداعش، ومحاولات لتهريب السلاح والأشخاص، مؤكداً أن التنظيم يتلقى مساعدة من خلاياه الخارجية.
كما استُخدمت شاحنات نقل لتهريب المعتقلين في مقاعد مُجوّفة، وحُوّلت الممرات المائية إلى طرق لتهريب الأطفال الذين تسارعت وتيرة تجنيدهم ليكونوا "أشبال الخلافة".
وقد كشفت المداهمات التي نفذتها قسد على المخيم عن كميّات كبيرة من القنابل اليدوية والبنادق، وحتى السكاكين، وتنقل القناة البريطانية عبارات أطلقها دواعش من خلف أسوار المخيم "داعش يعود. سنقطع رؤوسكم".
وبعد عام 2023، الذي شهد تراجعاً ملحوظاً في النشاط الإرهابي لتنظيم داعش، فقد كان العام الماضي، 2024، يحوي تحولاً خطيراً في التنظيم في أوروبا، أبرزها هجوم موسكو الدموي الذي أسفر عن 112 قتيلاً، لكن اللافت كان في تضاعف هجمات داعش في سوريا، ثلاث مرات، لتصل إلى حوالي 700 هجوم، بحسب تقرير لمركز "صوفان" للشؤون الأمنية.