أشارت منظمة العفو الدولية "إمنستي" إلى أنّ القنابل المسيلة للدموع والقنابل الدخانية التي استخدمتها قوات الأمن العراقية ضدّ المحتجين، وتسبّبت في إصابات قاتلة لعدد من المحتجين، إيرانية الصنع، وأنّ مصدرها منظمة الصناعات الدفاعية الإيرانية.
وذكرت المنظمة في تحديث لبيان صحفي كانت قد نشرته، في أواخر تشرين الأول (أكتوبر)، حول القنابل الفتاكة التي اخترقت جماجم محتجين في العراق؛ أنّ القنابل المستخدمة هي من صنع منظمة الصناعات الدفاعية الإيرانية، وتوجد قنابل أخرى من صنع صربيا.
"إمنستي": القنابل المسيلة للدموع والدخانية التي استخدمها الأمن العراقي ضدّ المحتجين إيرانية الصنع
وقالت المنظمة الدولية، في تقرير مطول نشرته على موقعها الإلكتروني: "أظهر التحليل الجديد أنّه، إضافة إلى القنابل الصربية الصنع "سلوبودا تساتساك إم 99"، التي تم تحديدها سابقاً، فإنّ جزءاً كبيراً من المقذوفات الفتاكة هو في الواقع قنابل غاز مسيل للدموع "إم 65١"، وقنابل دخان "إم 713" صنعتها منظمة الصناعات الدفاعية الإيرانية".
وحثّت "إمنستي"، الأول من أمس، السلطات العراقية على التوقف فوراً عن استخدام القنابل الإيرانية والصربية.
ولفتت إلى استخدام نوعَين من القنابل المسيلة للدموع، لم يسبق استخدامها من قبل "لقتل المحتجين بدلاً من تفريقهم".
واستندت المنظمة في تقريرها إلى مقابلات عبر الهاتف مع العديد من الشهود، إضافة إلى سجلات طبية واستشارات مهنيين طبيين في بغداد، وأخصائي مستقل في الطبّ الشرعي، حول الإصابات المروعة التي سببتها هذه القنابل، منذ 25 تشرين الأول (أكتوبر)، وتحليلات لمقاطع فيديو صورت بالقرب من ساحة التحرير بالعاصمة العراقية بغداد.
وحاولت إيران، مع بداية الحراك العراقي، ترويج رواية "المؤامرة الخارجية"، وحذّرت العراقيين من قوى خارجية تسعى لجرّ العراق للفوضى، وفق ما أوردت "ميدل إيست أون لاين".
ومع ارتفاع وتيرة الاحتجاجات وسقف مطالبها إلى التنديد بالنفوذ الإيراني وإحراق صور قادة إيرانيين، مثل: المرشد الأعلى علي خامنئي، وقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، المشرف على عمليات الحرس الثوري الخارجية، حرّكت إيران ميليشياتها الشيعية الموالية لها لضرب الحراك الشعبي.
وزار قاسم سليماني، قائد فيلق القدس والمشرف على عمليات الحرس الثوري الخارجية وعلى الميليشيات الشيعية في المنطقة، والتي تعتبر أذرعاً إيرانية، في الفترة الماضية، بغداد، وأجرى لقاءات مع قادة في ميليشيات الحشد الشعبي، كما بحث سبل توفير الدعم لعادل عبد المهدي لإنقاذه من السقوط.
هذا وقد احتشد آلاف المتظاهرين في العراق، أمس، في كثير من المدن العراقية، مؤكدين ثباتهم في تحركهم، الذي بدأ يطال البنية التحتية الحيوية للبلاد في ظلّ عدم وجود بوادر حلّ في الأفق.
وشهدت الاحتجاجات، التي انطلقت في الأول من تشرين الأول (أكتوبر)، أعمال عنف دامية، أسفرت عن مقتل نحو 300 شخص، غالبيتهم من المتظاهرين المطالبين بـ"إسقاط النظام".