مؤتمر تركيا يكشف الحالة المتردية التي وصلت إليها الحركة الإسلامية السودانية... تفاصيل

مؤتمر تركيا يكشف الحالة المتردية التي وصلت إليها الحركة الإسلامية السودانية... تفاصيل

مؤتمر تركيا يكشف الحالة المتردية التي وصلت إليها الحركة الإسلامية السودانية... تفاصيل


18/02/2025

تمرّ الحركة الإسلامية السودانية بمرحلة من التراجع الحاد، انعكست بوضوح في مؤتمرها الأخير الذي عُقد في تركيا، الذي كشف عن حالة من الانكماش والتحول نحو الطابع العائلي، حيث ضم الحضور أفراداً من أسر القيادات، ممّا يعكس تقلص التنظيم إلى دائرة ضيقة من المصالح المشتركة.

ووفق مقالة نشرها السياسي السوداني عبد المنعم همت عبر صحيفة (العرب) اللندنية، قال: إنّه لم تعد الحركة الإسلامية (جماعة الإخوان المسلمين) كما كانت من قبل، بل باتت تجمعاً لقياديين تلاحقهم تهم الفساد، فروا إلى الخارج، وعلى رأسه تركيا، بعد سقوط نظامهم في السودان.

وأضاف همت أنّه من خلال المؤتمر الذي أحيط بسرّية كاملة ووسط أجواء من التوجس والترقب، بات واضحاً أنّ الحركة الإسلامية لم تعد تمتلك القدرة على إدارة نفسها ككيان سياسي قوي، بل أصبحت أقرب إلى شبكة من المصالح العائلية والأمنية. حضور المؤتمر لم يكن بحجم التوقعات، إذ بلغ العدد الإجمالي (412) مشاركاً، بينهم (122) امرأة، في إشارة إلى أنّ التنظيم لم يعد مقتصراً على القياديين الفاعلين فقط، بل بات يضم عائلاتهم أيضاً. كما حضر (30) طالباً، وهو عدد ضئيل مقارنة بما كان عليه التنظيم في الماضي، عندما كان الطلاب يمثلون قاعدة تجنيدية كبيرة للحركة الإسلامية في السودان.

المؤتمر شهد حالة من الصراع، وانقسم المشاركون إلى فريقين؛ الأول يرى أنّ التحالف مع الجيش ضروري، بينما يعتبر الفريق الآخر أنّ الجيش بقيادة البرهان هو العدو الرئيسي.

وأشار السياسي السوداني إلى أنّ حالة الانكماش هذه لم تكن مجرد تحول هيكلي، بل جاءت نتيجة طبيعية لفقدان الحركة الإسلامية سيطرتها على السلطة، واضطرار العديد من قياداتها إلى الفرار خارج السودان. ومعظم الذين اجتمعوا في المؤتمر هم من الأثرياء الذين نهبوا ثروات البلاد خلال فترة حكمهم، ممّا جعلهم غير قادرين على العودة إلى السودان، خشية الملاحقة القانونية. وأصبح التنظيم اليوم مكوّناً من رجال أعمال، وقادة أمنيين سابقين، وعائلاتهم، دون وجود تيارات فكرية أو سياسية قادرة على صياغة رؤية جديدة لمستقبل الحركة.

وأضاف أنّ الحركة الإسلامية أصبحت اليوم مجرد تجمع يقتات على الماضي، دون أيّ رؤية للمستقبل. الانقسامات الحادة داخلها، والخلافات بين أجنحتها، تؤكد أنّ مصيرها بات معلقاً بين التلاشي والانفجار الداخلي.

وأكّد همت أنّ المؤتمر لم يكن مجرد فرصة للتجمع، بل شهد حالة من الصراع الحاد بين مختلف الأجنحة داخل التنظيم. وأحد أبرز الخلافات كان حول العلاقة مع الجيش السوداني، وقد انقسم المشاركون إلى فريقين؛ الأوّل يرى أنّ التحالف مع الجيش ضروري لاستعادة النفوذ، بينما يعتبر الفريق الآخر أنّ الجيش، بقيادة عبد الفتاح البرهان، هو العدو الرئيسي. 

وذكر أنّ الصراع الأبرز داخل المؤتمر كان حول منصب الأمين العام للحركة الإسلامية، حيث تنافس عليه المدير السابق لجهاز الأمن والمخابرات محمد عطا، وأحمد الشايقي الذي يمثل التيار المالي داخل التنظيم، ويمتلك نفوذاً اقتصادياً واسعاً، بفضل ارتباطه بعلي كرتي، أحد أبرز قيادات الحركة الإسلامية.

الحركة الإسلامية تعيش اليوم حالة من التآكل الداخلي، ولم يعد يربط بين أجنحتها سوى المعركة ضد خصومها. لكنّ هذه الوحدة الهشة مرشحة للانفجار في أيّ لحظة، خاصة مع تعدد الكتائب المسلحة التي تنتمي إلى الحركة، ولكنّها تحمل خلافات عميقة فيما بينها. وعندما تنتهي المعركة الحالية سيجد الإسلاميون أنفسهم في مواجهة مع بعضهم البعض، ممّا قد يؤدي إلى انشقاقات حادة وصدامات داخلية عنيفة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية