لماذا الضمانات الأمنية ضرورية لتعافي دول الخليج من كورونا؟.. "رويترز" تجيب

لماذا الضمانات الأمنية ضرورية لتعافي دول الخليج من كورونا؟.. "رويترز" تجيب


10/06/2021

ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" في تقرير لها نشرته أول من أمس أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة تُحوّل تركيزها من التدخل القوي إلى الدبلوماسية "الاقتصادية"، وأنه نتيجة لذلك التحوّل، فإنه يتم الحكم على الدبلوماسيين والسفارات الإماراتية بشكل أكبر بناءً على قدرتهم على جذب الاستثمارات، وفق الصحيفة.

من جانبه، قال مسؤول إماراتي رفيع لـ"فايننشال تايمز": "لقد فكرنا في ما هو الأفضل للإمارات العربية المتحدة... سيكون هناك تركيز أكبر بكثير على الاقتصاد".

"رويترز": الأولوية الآن بالنسبة لدول الخليج هي التركيز على اقتصاداتها بعد كوفيد-19. لكن الضمانات الأمنية جزء مهم من هذا التعافي

وتُعلّق الصحيفة البريطانية على ذلك بالقول: إنها أحدث علامة على أنّ وباء كورونا وانتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية يجتمعان لتغيير ديناميكيات الشرق الأوسط، وتوليد تحرك مبدئي نحو وقف التصعيد بعد السنوات المضطربة لرئاسة دونالد ترامب. وتضيف: بالتوازي مع التوجيهات الجديدة، ستسعى دولة الإمارات إلى دور أكثر فاعلية في التوسط في النزاعات، مثل تلك الناشئة بين السودان وإثيوبيا، وحتى بين الهند وباكستان.

وقال المسؤول الإماراتي إنّ الإمارات "فخورة" بـ "إنجازاتها" في اليمن، على سبيل المثال، مستشهداً بما حققته من نجاحات ضد عناصر تنظيم "القاعدة" ووقف تقدم الحوثيين في الجنوب اليمني.

وقال شخص آخر مطلع على التحول في إستراتيجية دولة الإمارات إنه بالإضافة إلى محادثات القناة الخلفية مع إيران، أجرت الإمارات مؤخراً مناقشات للحدّ من التوترات مع تركيا. ونقلت الصحيفة عن الشخص نفسه قوله: "نريد أن نكون أصدقاء مع الجميع".

ونقلت "فايننشال تايمز" عن إلهام فخرو، المحللة الخليجية في "مجموعة الأزمات الدولية"، قولها إنّ "دولة الإمارات أدركت أنّ المزاج في المنطقة قد تحول نحو الدبلوماسية مع انتخاب إدارة بايدن، واعتقدت أنّ الوقت قد حان للاستفادة من ذلك".

المخاوف الأمنية الإقليمية

وقال المسؤول الإماراتي إنّ المملكة العربية السعودية تقود التواصل مع تركيا، مضيفاً أنّ "نهجنا هو رؤية ما يحدث هناك".

 وزار وزير الخارجية التركي المملكة العربية السعودية الشهر الماضي في إطار جهود لحل القضايا بين الرياض وأنقرة. وقال الرئيس رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي إنه يريد تعزيز علاقات تركيا مع مصر ودول الخليج.

وتبدي دول الخليج دعماً حذراً للمحادثات الجارية في فيينا بشأن إعادة العمل بالاتفاق النووي الإيراني. وقد نقلت وكالة "رويترز" للأنباء أمس عن عبد العزيز صقر من مركز الخليج للأبحاث هذا الأسبوع تأكيده أنّ "دول الخليج قالت إنه بإمكان الولايات المتحدة العودة إلى (الاتفاق النووي)، هذا قرارهم لا يمكننا تغييره، لكن... يجب أن يأخذ الجميع في الاعتبار المخاوف الأمنية الإقليمية".

 وشارك صقر في حوار سعودي إيراني غير رسمي سابق.

وقال مصدران مطلعان لـ "رويترز" إنه بدلاً من انتظار نتيجة محادثات فيينا، قبلت الرياض مبادرات عراقية في نيسان (أبريل) 2021 لاستضافة محادثات بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين.

"علينا أن نتعايش معهم"

وبينما يستكشف كل من الطرفين الآخر، قالت السعودية إنها تريد "أفعالاً يمكن التحقق منها".

وبين يدي إيران عدد من الأوراق، ليس أقلها دعمها لحركة الحوثي في ​​اليمن. وقال صقر "اليمن حلبة قليلة التكلفة بالنسبة لإيران ومكلفة جدا بالنسبة للسعودية. وهذا يمنح إيران موقفاً تفاوضياً قوياً"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "رويترز".

إلهام فخرو: الإمارات أدركت أنّ المزاج في المنطقة قد تحول نحو الدبلوماسية مع انتخاب إدارة بايدن، واعتقدت أنّ الوقت قد حان للاستفادة من ذلك

وقال مصدر إقليمي ثالث إنّ الإمارات من جانبها على اتصال مستمر مع إيران في محاولة للتهدئة، لا سيما منذ تعرض ناقلات نفط للهجوم قبالة سواحلها في عام 2019.

وتضيف "رويترز": الأولوية الآن بالنسبة لدول الخليج هي التركيز على اقتصاداتها بعد كوفيد-19. لكن الضمانات الأمنية جزء مهم من هذا التعافي.

وقال المصدر الثالث لـ"رويترز" إنّ "أي اتفاق (نووي) أفضل من عدم وجود اتفاق، ولكن كيف يمكنك إقناع العالم، والمستثمرين، بأن هذا الاتفاق حقيقي يمكنه أن يصمد أمام اختبار الزمن؟".

 سفير دولة الإمارات لدى واشنطن يوسف العتيبة

وتأمل دول الخليج في أن تحافظ واشنطن على قدرتها على الضغط على طهران من خلال الإبقاء على بعض العقوبات، بما في ذلك تلك التي تهدف إلى معاقبة الجهات الأجنبية المسؤولة عن دعم الإرهاب أو انتشار الأسلحة.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قال في جلسة لإحدى لجان الكونغرس الأمريكي إنه يمكن استخدام الاتفاق "كمنطلق للنظر في إمكانية تمديد الاتفاق نفسه، وإذا لزم الأمر تعزيزه، وكذلك لمعالجة" المخاوف الإقليمية.

لكن الشكوك، تضيف "رويترز"، لا تزال تساور دول الخليج. وقال سفير دولة الإمارات لدى واشنطن يوسف العتيبة في نيسان (أبريل) 2021 إنه لا يلمس أيّ دليل على أن الاتفاق النووي سيصبح "أداة لتمكين المعتدلين" في إيران؛ التي تشهد انتخابات رئاسية هذا الشهر يهيمن عليها المتشددون.

وقال العتيبة "لكن علينا أن نتعايش معهم في سلام... لا نريد أيّ تدخل أو صواريخ أو وكلاء".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية