"بلومبيرغ": الإمارات تُعزز مكانتها الدولية بوصولها إلى الكوكب الأحمر

"بلومبيرغ": الإمارات تُعزز مكانتها الدولية بوصولها إلى الكوكب الأحمر


10/02/2021

نجح "مسبار الأمل" الإماراتي، أمس، في دخول مدار كوكب المريخ، لتصبح دولة الإمارات بذلك خامس دولة في العالم-بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وأوروبا والهند- تصل إلى منطقة جاذبية الكوكب الأحمر. وبوصولها إلى المريخ، تكون هذه أبعد نقطة كونية يصلها العرب في تاريخهم المديد عبر القرون.

وصل المسبار الساعة 8:15 مساءً. بالتوقيت المحلي لدولة الإمارات، بعد نصف ساعة الأكثر أهمية في رحلته التي استغرقت سبعة أشهر. وتتطلب العملية، المعروفة باسم الإدراج المداري، تباطؤاً إلى 18000 كيلومتر في الساعة فقط (11185 ميلًا في الساعة) من 121000.

شبكة "بلومبيرغ": إنّ هذا المشروع يعدّ أول رحلة للإمارات إلى الفضاء السحيق، وهي جزء من جهود الدولة الخليجية لتقليل الاعتماد على النفط وتعزيز المكانة الدولية

وتقول شبكة "بلومبيرغ" الأمريكية في تقرير نشرته بعد نجاح المسبار في دخول مدار الكوكب الأحمر، إنّ هذا المشروع يعدّ أول رحلة لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى الفضاء السحيق، وهي جزء من جهود الدولة الخليجية لتقليل الاعتماد على النفط وتعزيز المكانة الدولية.

وقد وجه الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، والشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة وحاكم دبي، الشكر شخصياً لموظفي مراقبة البعثة الفضائية في دبي.

وقال الشيخ محمد بن راشد على حسابه على "تويتر" إنّ "وصول مسبار الأمل هو إيذان ببدء احتفالات دولة الإمارات بعامها الخمسين.. باليوبيل الذهبي.. احتفالاتنا مختلفة.. علمية.. حضارية.. ملهمة.. لأننا نحاول أن نبني نموذجاً تنموياً.. نموذجاً يقول للشباب العربي.. نحن أهل حضارة.. وسنعيد استئناف حضارتنا، بإذن الله، بهم وبسواعدهم... اليوم بدأت مرحلة جديدة من التاريخ العلمي العربي.. مرحلة عنوانها الثقة.. الثقة بأنفسنا وبشبابنا وبشعوبنا العربية.. الثقة بأننا نستطيع أن ننافس بقية الأمم والشعوب".

دراسة الطقس والغلاف الجوي

وقد أنشأت دولة الإمارات وكالة فضاء في عام 2014، وأرسلت أول رائد فضاء لها إلى محطة الفضاء الدولية بعد خمس سنوات، وتخطط لإرسال مركبة فضائية غير مأهولة إلى القمر في عام 2024.

المسبار عبارة عن مركبة مدارية تزن 1350 كيلوغراماً (1.5 طن) مصممة كقمر صناعي لدراسة ورصد حالة الطقس، وتحليل الجوانب الديناميكية للغلاف الجوي عبر الكوكب بأكمله. وتهدف مهمة "مسبار الأمل"، التي تستغرق عامين، أيضاً إلى دراسة الهيدروجين والأكسجين في الغلاف الجوي العلوي للمريخ، ولماذا تُفقد هذه العناصر في الفضاء.

يعتبر المسبار الإماراتي الأول من بين ثلاث بعثات إلى المريخ في الأيام المقبلة؛ فاليوم الأربعاء، ستبدأ مهمة Tianwen-1 الصينية في وضع علامة على قائمة مهام جريئة، والتي تشمل وضع مركبة على سطح الكوكب. وفي الأسبوع المقبل، ستحاول وكالة ناسا الأمريكية إنزال أكبر مركبة تجوال لها حتى الآن - وهي مركبة عملاقة بحجم سيارات الدفع الرباعي - في قاع بحيرة قديم، وستبحث المركبة عن أي علامات لحياة متحجرة هناك.

أدلة الحياة في مكان آخر

وتقول "بلومبيرغ" إنّ استكشاف الفضاء العميق قد يوفر أدلة على الحياة في مكان آخر، وإلقاء نظرة ثاقبة على كيفية تكيف البشر مع البيئات الأكثر قسوة. وتؤكد الشبكة الأمريكية أنّ المغامرة أبعد من النظام الشمسي من شأنها أن تقود التقنيات في مجالات مثل الاتصالات بالليزر والوقاية من الإشعاع. ويبدو كوكب المريخ هو أولوية وكالة ناسا الأمريكية، والهدف الرئيسي للملياردير إيلون ماسك، الذي يتصور مدينة مكتفية ذاتياً. وتأتي الرحلات المتعاقبة نحو الكوكب الأحمر بعد نصف قرن تقريباً من هبوط أول مركبة فضائية هناك، وفي الوقت نفسه، كان لدى وكالة الفضاء الأوروبية واليابان مركبة فضائية في طريقها إلى عطارد.

ويقول مراسل شبكة "بي بي سي" للشؤون العلمية، جوناثان آموس، في تقرير نشر مساء أمس، إنه يُنظر إلى نجاح "مسبار الأمل" الإماراتي على أنه انتصار لدولة خليجية صغيرة تجرأت على التفكير في أنها يمكن أن تلهم الجيل القادم (في العالم العربي) من خلال إطلاق مهمة فضائية بين الكواكب. وقالت سارة الأميري، وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات ورئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء: "أردنا الوصول إلى المريخ؛ (أنا) ممتنة حقاً، وكأن ثقل سبع سنوات قد تم رفعه عن كتفي". وقالت الأميري لـ"بي بي سي": "عند وصولنا إلى المريخ، نتطلع الآن حقاً إلى الاكتشافات العلمية. وآمل حقاً أن تؤثر هذه المهمة في جيل بأكمله للسعي للقيام بأشياء أكبر".

يحمل مسبار الأمل على متنه ثلاثة أجهزة علمية مبتكرة، قادرة على نقل صورة شاملة عن مناخ المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة

وبنجاحه في إنجاز مرحلة الدخول إلى مدار الالتقاط حول المريخ، يكون "مسبار الأمل" قد أنجز أربع مراحل رئيسية في رحلته الفضائية منذ إطلاقه في 20 تموز (يوليو) 2020 من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان على متن الصاروخ "إتش 2 إيه"، وهي بالترتيب: مرحلة الإطلاق، ومرحلة العمليات المبكرة، ومرحلة الملاحة في الفضاء، ومرحلة الدخول إلى المدار. ويتبقى أمامه مرحلتان هما: الانتقال إلى المدار العلمي، وأخيراً المرحلة العلمية، حيث يبدأ المسبار مهمته الاستكشافية الخاصة برصد وتحليل مناخ الكوكب الأحمر، بحسب صحيفة "الاتحاد" الإماراتية.

بيانات نادرة

وسوف تستمر مهمة المسبار سنة مريخية كاملة /687 يوماً أرضياً/، بحيث تمتد حتى نيسان (أبريل) 2023، لضمان أن ترصد الأجهزة العلمية الثلاثة التي يحملها المسبار على متنه كل البيانات العلمية المطلوبة التي لم يتوصل إليها الإنسان من قبل حول مناخ المريخ، وقد تمتد مهمة المسبار سنة مريخية أخرى، إذا تطلب الأمر ذلك، لجمع المزيد من البيانات وكشف المزيد من الأسرار عن الكوكب الأحمر.


ووفق الصحيفة الإماراتية، يحمل مسبار الأمل على متنه ثلاثة أجهزة علمية مبتكرة، قادرة على نقل صورة شاملة عن مناخ المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة مما يمنح المجتمع العلمي العالمي فهماً أعمق للتغيرات المناخية التي يشهدها الكوكب الأحمر ودراسة أسباب تآكل غلافه الجوي. وترصد هذه الأجهزة، وهي كاميرا الاستكشاف الرقمية والمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء والمقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية، كل ما يتعلق بكيفية تغير طقس المريخ على مدار اليوم، وبين فصول السنة المريخية، بالإضافة إلى دراسة أسباب تلاشي غازي الهيدروجين والأوكسجين من الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ، والتي تشكل الوحدات الأساسية لتشكيل جزيئات الماء، وكذلك تقصي العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي السفلى والعليا لكوكب المريخ، ومراقبة الظواهر الجوية على سطح المريخ، مثل؛ العواصف الغبارية، وتغيرات درجات الحرارة، فضلاً عن تنوّع أنماط المناخ تبعاً لتضاريس الكوكب المتنوعة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية