بعد محاولة يائسة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للملمة ما تبقى لحزبه من شعبية عبر التحذير من "غرق" ما أطلق عليه "سفينة تركيا"، قال نائب رئيس كتلة حزب الشعب الجمهوري في البرلمان إنجين أوزكوتش: إنّ "الشعب ليس في هذه السفينة"، و"غير مهتم" بذلك التحذير.
ووفقاً لصحيفة "زمان" التركية، تأتي تصريحات أوزكوتش تعليقاً على تصريحات لأردوغان قال فيها: "تركيا جميعها في السفينة نفسها، فإذا أبحرت هذه السفينة بسرعة، فسيكون الجميع فائزين، وإذا غرقت هذه السفينة بسبب تسرب المياه من الثقوب المحفورة في الاقتصاد، فسيغرق الجميع".
بعد محاولة أردوغان لملمة ما تبقى من شعبية عبر التحذير من "غرق سفينة تركيا"، قال نائب معارض: "الشعب ليس في هذه السفينة"
وأوضح أوزكوتش أنّ "أردوغان لم يكن أبداً على متن السفينة نفسها مع الشعب التركي، فهو ينظر إلى الناس من داخل قصره، فهو زعيم نأى بنفسه عن الناس، لدرجة أنّه لا يفهم الناس الذين يعيشون خارج قصره"، مضيفاً: "نحن لسنا في السفينة نفسها معه، نحن في السفينة نفسها مع مواطنينا، هناك أشخاص لا يستطيعون كسب لقمة العيش على هذه السفينة، وهناك شباب لا يستطيعون أن يحلموا بمستقبل، ولدينا مزارعون يعانون، وسنبذل قصارى جهدنا لجعل تركيا دولة مرموقة حقاً مرّة أخرى".
وتابع أوزكوتش: "لن ينام أيّ طفل في تركيا جائعاً، ولن تحني أيّ من النساء رأسها، ولن يكون أيّ من الشباب الذين أكملوا تعليمهم بدون عمل".
أوزكوتش: أردوغان لم يكن أبداَ على متن السفينة نفسها مع الشعب التركي، فهو ينظر إلى الناس من داخل قصره
ويواجه الاقتصاد التركي هزة عنيفة، فقد ارتفع معدل التضخم بشكل كبير، وانخفضت قيمة العملة التركية، وسط تحذيرات من أنّ وضع الاقتصاد التركي قد يزداد سوءاً ما لم يغير أردوغان مساره، وعكس استراتيجيته النقدية المثيرة للجدل، ففي حين تتجه غالبية الأنظمة الاقتصادية العالمية إلى رفع أسعار الفائدة لكبح التضخم، يصر أردوغان، الذي أعلن نيته الترشح لولاية جديدة في انتخابات 2023، على خفض أسعار الفائدة.
وفي آذار (مارس) الماضي، حذّر كينيث روجوف، أستاذ الاقتصاد بجامعة هارفارد الأمريكية وكبير الاقتصاديين السابق في صندوق النقد الدولي، من أنّ تركيا تواجه خطر الانزلاق إلى أزمة اقتصادية أعمق من عام 2001.