كيف سيواجه الاتحاد الأوروبي تدفق المهاجرين من تركيا؟

كيف سيواجه الاتحاد الأوروبي تدفق المهاجرين من تركيا؟


02/03/2020

بعد أن فتح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حدود بلاده مع بعض الدول الأوروبية أمام اللاجئين، وإعلانه عدم التزامه بالاتفاق المبرم عام 2016، الذي يمنع بموجبه اللاجئين والمهاجرين من التوجه إلى أوروبا، يحاول الاتحاد الأوروبي جاهداً لإيجاد صيغة ناجعة للتعامل مع الأزمة، في مسعى منه لمنع تكرار موجة اللجوء الكبيرة في عامَي 2015 و2016.

واستعرضت صحيفة "أحوال" التركية بعض الخيارات المطروحة أمام الاتحاد بعد أن جدّد التصاعد الأخير في الحرب السورية مخاوف أوروبا بشأن الهجرة.

 

 

أول تلك الخيارات؛ تقديم المزيد من الدعم المالي لتركيا، حيث أبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقاً مع تركيا، في آذار (مارس) عام 2016، لدفع 6 مليارات يورو (6.6 مليار دولار) مقابل أن تمنع أنقرة اللاجئين والمهاجرين على أراضيها من السفر إلى أوروبا.

وخفض الاتفاق منذ ذلك الحين أعداد الواصلين إلى الاتحاد الأوروبي من تركيا بدرجة كبيرة، وقال الاتحاد إنّه عازم على الإبقاء على الاتفاق مع أنقرة، مما يعني احتمال تقديم المزيد من المال لها، لكن من الصعب الترويج لذلك بين الدول الاعضاء في الاتحاد، وعددها 27 دولة.

الخيارات المطروحة تقديم الدعم لتركيا او مساعدة اليونان وبرغالية في مواجهة تدفق اللاجئين من تركيا

هذا وقد اتصل شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت الماضي، لإبداء تضامنه مع أنقرة بعد أن قتلت غارة جوية شنتها القوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا أكثر من 30 جندياً تركياً الأسبوع الماضي.

وأشار ميشيل بالفعل إلى استعداد الاتحاد لزيادة الدعم الإنساني لمنطقة إدلب في شمال غرب سوريا، وهي من آخر المناطق التي تسيطر عليها معارضة مدعومة من تركيا تقاتل قوات النظام السوري المدعومة من موسكو.

لكن عدم صدور البيان عن الدول الأعضاء، وصدوره عن ميشيل فقط، يلقي الضوء على الانقسامات داخل التكتل بشأن تركيا.

وتوترت العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة منذ أن نظم أردوغان حملة كاسحة على المعارضين في تركيا في أعقاب محاولة انقلاب فاشلة على حكمه في 2016.

وفي الفترة الأخيرة؛ فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على أنقرة، بسبب عمليات تنقيب قبالة قبرص، والعلاقات متوترة بين تركيا واليونان العضو في الاتحاد الأوروبي حتى في أحسن الظروف.

ومن الخيارات المطروحة أيضاً؛ تقديم المساعدات لليونان وبرغالية، حيث دعت المفوضية الأوروبية لاجتماع طارئ لوزراء الهجرة في دول الاتحاد، وقالت إنّها مستعدة لإشراك وكالة الحدود الأوروبية (فرونتكس) في المساعدة على مراقبة حدود التكتل الخارجية مع تركيا في اليونان وبلغاريا.

وينظر في بروكسل إلى قرار تركيا فتح الطريق لأوروبا أمام اللاجئين والمهاجرين؛ رداً على قصف إدلب، كمحاولة لاستدراج الاتحاد الأوروبي وضمان دعم لتركيا في مواجهة روسيا.

وربما تجتمع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بأردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن إدلب، يوم الخامس من آذار (مارس).

وأبدت ميركل وماكرون ورئيس حلف شمال الأطلسي بالفعل قلقهم بشأن الوضع الإنساني في إدلب وحثوا على إنهاء الصراع.

وشهدت الحدود اليونان التركية اشتباكات بين اللاجئين وقوات الأمن التي حاولت تفريق الجموع بالغاز المسيل للدموع.

 

الصفحة الرئيسية