كيف ستنتهي الحرب الإسرائيلية على غزة؟.. أبرز السيناريوهات

كيف ستنتهي الحرب الإسرائيلية على غزة؟.. أبرز السيناريوهات

كيف ستنتهي الحرب الإسرائيلية على غزة؟.. أبرز السيناريوهات


31/10/2023

يحتل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وعمليته البرية، والخسائر التي يمكن أن تلحق به، بالإضافة إلى الأرباح والمكتسبات التي يمكن تحقيقها، يحتل المساحة الكبرى في التقارير الإعلامية.

وفيما يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لأسبوعه الثالث، بدأ الاحتلال الإسرائيلي يوم 27 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري عملية برية محدودة داخل قطاع غزة، بعد تحذيرات أمريكية من توغل بري شامل دون أهداف محددة داخل القطاع، وتبدو السيناريوهات المتوقعة للأزمة كلها "قاتمة"، وقال مسؤولون إسرائيليون: إنّ الهدف من الهجوم البري هو "تفكيك" البنية التحتية لـ (حماس) وتدميرها بالكامل، كذلك أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجدداً يوم 28 من الشهر الجاري أنّ الحرب ستكون "طويلة وصعبة".

رغم قتل الجيش الإسرائيلي نحو (8) آلاف مدني فلسطيني، وتدمير المساكن والبنية التحتية، إلا أنّه لم يستطع أن يستعيد الردع الذي كان يتمتع به قبل هجوم (حماس)

وحول إصرار إسرائيل على تنفيذ الاجتياح البري، أوضح تقرير مطول نشره "المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب": أنّ عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها (حماس) في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وجهت ضربة غير مسبوقة لإسرائيل، من حيث الخسائر البشرية وتأثيرها على المؤسسة العسكرية والاستخباراتية والنفسية والردع في البلاد، ومقابل الضربة التي تلقتها، وضعت إسرائيل لنفسها هدفاً يتمثل في القضاء على حركة (حماس)، وهذا الهدف أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف جالانت، وأغلبية المسؤولين الإسرائيليين، لذلك فإنّ أيّ وقف لإطلاق النار دون تحقيق القضاء التام على (حماس) يعني خسارة إسرائيلية خالصة.

أمريكا تحذر إسرائيل من توغل بري شامل دون أهداف محددة داخل القطاع

وأضاف المركز، في تقريره المنشور عبر موقعه الإلكتروني، أنّه بينما قتل الجيش الإسرائيلي نحو (8) آلاف مدني فلسطيني، وألحق أضراراً جسيمة بالمساكن والبنية التحتية خلال هجومه الجوي على قطاع غزة، على مدار (3) أسابيع، فإنّه لم يستطع أن يستعيد الردع الذي كان يتمتع به قبل هجوم (حماس)، كما أنّه غير قادر على الظهور منتصراً، حتى الآن، وأيضاً لم تتمكن إسرائيل من إلحاق ضرر جسيم بالبنية التحتية لـ (حماس)، وبالتالي فإنّ أيّ وقف لإطلاق النار اليوم يعني أنّ تل أبيب قد استوعبت علناً الخسائر التي تكبدتها في عملية "طوفان الأقصى": ما لا يقلّ عن (1400) قتيل إسرائيلي، وتدمير فرقة جيشها في غزة، و(250) أسيراً يحتجزهم عدوها داخل غزة، ومن شأن هذه الأمور مجتمعة أن توجه ضربة قوية لقدرة الردع الإسرائيلية.

إسرائيل تجري عمليات حربية برية محدودة، بدلاً من غزو واسع النطاق لقطاع غزة، يتفق مع الاقتراحات التي قدمها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن

وتابع: "تعتقد إسرائيل أنّها تحتاج إلى حرب برية لاستعادة قدرتها على الردع، ليس فقط في مواجهة فصائل المقاومة في غزة، بل أيضاً في مواجهة خصومها في لبنان، وإيران، وبقية المنطقة، كذلك لا يمكن لإسرائيل أن تخرج من هذه المعركة دون خوض حرب برية. وقال المتحدث باسم جيشها، جوناثان كونريكوس في 13 تشرين الأول (أكتوبر) 2023: إنّ حرباً برية ستحدث ما لم تلتزم (حماس) بشرطين: الاستسلام دون شروط، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين. وترفض المقاومة الفلسطينية هذه الشروط جملة وتفصيلاً.

هذا، وأجرت إسرائيل خلال الأيام الماضية عمليات حربية برية محدودة، وتوغلت في عدة مناطق، وقرار إسرائيل الواضح بوقف غزو واسع النطاق لقطاع غزة والقيام بدلاً من ذلك بإجراء المزيد من التوغلات البرية المحدودة، على الأقل في البداية، يتفق مع الاقتراحات التي قدمها وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لنظرائه الإسرائيليين، حسبما قال مسؤولون في إدارة بايدن، الذين حذروا من أنّه من الصعب معرفة ما ستفعله إسرائيل في نهاية المطاف، خاصة أنّ التوغلات التي تقوم بها القوات البرية الإسرائيلية في غزة حتى الآن أصغر حجماً وأكثر تركيزاً.

العدوان الإسرائيلي على غزة دمر البنية التحتية للقطاع

وأضاف التقرير أنّ خطط الغزو الإسرائيلي الأولية أثارت انزعاج المسؤولين الأمريكيين، الذين أعربوا عن قلقهم من افتقارها إلى أهداف عسكرية قابلة للتحقيق، وأنّ الجيش الإسرائيلي لم يكن مستعداً بعد لشن غزو بري، خاصة أنّ (حماس) تحتفظ بشبكة معقدة من الأنفاق تحت مناطق مكتظة بالسكان.

خطط الغزو الإسرائيلي الأولية أثارت انزعاج المسؤولين الأمريكيين، الذين أعربوا عن قلقهم من افتقارها إلى أهداف عسكرية قابلة للتحقيق

 وقال مسؤول أمريكي، تحدث لـ (واشنطن بوست): إنّ الإسرائيليين قاموا بتحسين خطتهم وتغييرها، بعد جهود منسقة بذلها مسؤولون أمريكيون، ومع ذلك، أصر مسؤولو إدارة بايدن على أنّ الولايات المتحدة لم تبلغ إسرائيل بما يجب عليها فعله، وما زالت تدعم الغزو البري.

لكنّ مسؤولين حاليين وسابقين في البنتاغون، بالإضافة إلى قادة سابقين نفذوا عمليات عسكرية في المناطق الحضرية، قالوا أول من أمس: إنّ إسرائيل تنفذ على ما يبدو عملية على مراحل، حيث تتقدم وحدات استطلاع أصغر إلى داخل غزة لتحديد مواقع مقاتلي (حماس) والاشتباك معهم، والتعرف على هوياتهم، ونقاط الضعف لديهم.

 ونقل التقرير تصريحات مسؤول كبير سابق في سياسة الشرق الأوسط في البنتاغون وضابط متقاعد في وكالة المخابرات المركزية ميك مولروي الذي قال: إنّه "بمجرد اكتشاف نقاط الضعف والفجوات، فإنّ إسرائيل ستستعين بالقوة الهجومية الرئيسية". 

وأكد المركز أنّ السيناريوهات المتوقعة لنهاية الصراع في قطاع غزة ضبابية منذ اليوم الأول من الأزمة، وذلك ما عبّر عنه مسؤولون أمريكيون مراراً، حيث تتحرك إسرائيل في ضوء الرد على عملية "طوفان الأقصى"، فيما لا تبدو لديها خطة لما ستؤول إليه الأمور في المستقبل القريب أو البعيد، لكنّ تقديرات الخبراء تضع (6) سيناريوهات ربما لن تخرج عنها نتائج الحرب، بعد بدء العملية البرية ضد قطاع غزة يوم 27 تشرين الأول (أكتوبر) 2023.  

ميك مولروي: بمجرد اكتشاف نقاط الضعف والفجوات، فإنّ إسرائيل ستستعين بالقوة الهجومية الرئيسية

وتابع المركز أنّ السيناريو الأوّل هو تدمير (حماس)، والثاني هو تقسيم غزة إلى نصفين بين شمال محتل وجنوب فلسطيني، وفي هذه الحالة ستمدد إسرائيل احتلاله العسكري المستمر منذ عقود من الضفة الغربية إلى غزة، وربما يستمر مثل هذا الاحتلال لأعوام، أو ربما لعقود، وليس لأشهر.

خبراء يضعون سيناريوهات لانتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة؛ منها تدمير (حماس)، أو تقسيم غزة، أو الاحتلال الكامل لها، أو هزيمة إسرائيل وخضوعها لمطالب (حماس)

أمّا السيناريو الثالث، فهو الاحتلال الكامل، وقد يكون هذا خياراً متاحاً في ضوء احتدام الصراع، مع فرض قيود عسكرية على الحركة، واحتمال إعادة إقامة المستوطنات اليهودية، ويمكن أن نؤشر على ذلك بقرار إسرائيل مطالبة حوالي نصف سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة بالفرار من الشمال إلى الجنوب، وقد يؤدي ذلك إلى نزوحهم داخلياً إلى منطقة تشترك في نقطة تفتيش حدودية مع مصر، مثل معبر رفح الذي سيتمكنون من الفرار عبره إذا فتحته السلطات المصرية.

وأوضح التقرير أنّ السيناريو الرابع هو فشل الهجوم، وهو التوقع الأكثر رعباً لإسرائيل، فإنّ تعثر الهجوم، مع ارتفاع عدد القتلى العسكريين والمدنيين، سيؤدي إلى ردّ فعل عنيف داخل إسرائيل وخارجها، وهذا قد يعني إجبار تل أبيب على تبادل الأسرى.

أمّا الخامس، فيتعلق بالحرب الإقليمية، وما يعزز هذا التوقع هو انخراط أطراف دولية في الصراع بشكل كبير، ربما في مقدمتها أذرع إيران بالمنطقة، والتصعيد المستمر في مواجهة إسرائيل.

في حين أنّ السيناريو السادس، وفق التقرير، فهو أن يمتد العدوان على غزة ليصبح صراعاً عالمياً، وهو السيناريو الأكثر رعباً وتطرفاً، ففي حال دخلت إيران الحرب، فسيجبر ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على الدفاع عن إسرائيل عسكرياً ومهاجمة خصومها في الخارج، وإذا انضم حزب الله وإيران إلى الحرب، فستواجه الولايات المتحدة ضغوطاً هائلة لشن ضربات مباشرة على كلا الكيانين، وهذا بدوره يخلق خطر نشوب حرب مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية