كيف تستعدّ الإمارات للحروب الآلية؟

كيف تستعدّ الإمارات للحروب الآلية؟


24/02/2022

تستثمر شركات تصنيع أسلحة إماراتية بشكل متزايد في الطائرات بدون طيار وتكنولوجيا الأنظمة المسلحة غير المأهولة، تماشياً مع ازدياد أهمية "الحروب الآلية"، خصوصاً عبر الطائرات المسيرة، في الشرق الأوسط والعالم.

وفي معرض للأنظمة غير المأهولة في أبوظبي هذا الأسبوع، عُرضت طائرات مسيّرة ضخمة في جناح مجموعة "إيدج" الإماراتية، فيما قدّمت شركات محلية أسلحة "ذكية" أخرى تشمل الرشاشات التي يتم التحكم فيها عن بعد، بحسب تقرير نشرته وكالة "فرانس برس".

اقرأ أيضاً: ما جديد الإمارات بشأن التغير المناخي واستخدام التكنولوجيا في التنبؤ به؟

وشهدت نسخة هذا العام التي انتهت أمس، وهي الخامسة، مشاركة 134 شركة من 26 دولة حول العالم منها 7 دول تشارك للمرة الأولى، هي البحرين، وإسرائيل، وصربيا، والنمسا، وبلغاريا، ومالطا، وتركيا.

ويتزامن المعرض مع تكثف الهجمات بالطائرات المسيّرة في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك اعتداءات نفذتها ميليشيا الحوثي الإرهابية أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص في أبوظبي.

مجموعة إيدج والركائز الثلاث

وقال مدير قسم تطوير الأعمال في مجموعة "إيدج" مايلز تشامبرز لوكالة "فرانس برس": "أصبحت الأنظمة الآلية أكثر انتشاراً في جميع أنحاء العالم، وهذا قطاع نستثمر فيه بشكل كبير".

تستثمر شركات تصنيع أسلحة إماراتية بشكل متزايد في الطائرات بدون طيار وتكنولوجيا الأنظمة المسلحة غير المأهولة

وأضاف "نحن بالفعل نستثمر بقوة في تطوير قدرات (الأنظمة) غير المأهولة لدينا، وكذلك في مجال الحرب الإلكترونية وفي ذخائرنا الذكية. هذه هي الركائز الثلاث الأساسية لدينا".

وتمّ إنشاء مجموعة "إيدج" قبل نحو ثلاث سنوات عبر دمج 25 شركة إماراتية متخصّصة في تصنيع الأسلحة، لكن مبيعاتها وصلت سريعاً إلى نحو 4,8 مليار دولار في عام 2020.

واحتلّت المجموعة المرتبة 23 بين أكبر 100 شركة منتجة للأسلحة والخدمات العسكرية في جميع أنحاء العالم في ذلك العام، وفقاً لمعهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام.

 

في معرض للأنظمة غير المأهولة في أبوظبي هذا الأسبوع، عُرضت طائرات مسيّرة ضخمة في جناح مجموعة "إيدج" الإماراتية، فيما قدّمت شركات محلية أسلحة "ذكية"

 

وتضاعفت عقود المجموعة مؤخراً، وغاليتها تقريباً مع حكومة الإمارات.

وشملت أكثر الصفقات المربحة صيانة الطائرات العسكرية، بقيمة تقارب 4 مليارات دولار، بالإضافة إلى توفير ذخائر موجّهة عن بعد بقيمة 880 مليون دولار.

وكشفت المجموعة أول من أمس عن محطة أسلحة جديدة يتم التحكم فيها عن بعد. ويتميّز النظام المثبّت على المركبة بحمولة بصرية ذات سبع عدسات وحامل أسلحة مزود ببندقية هجومية. كما يتمتع بقدرة دوران 360 درجة، ووزن خفيف يبلغ حوالي 30 كلغ.

وقال تشامبرز إنّه في عام 2022، تتطلع المجموعة إلى "توسيع بصمتها الدولية".

مزيد من التكنولوجيا

وتصاعدت الهجمات بالطائرات المسيّرة في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة.

تمّ إنشاء مجموعة "إيدج" قبل نحو ثلاث سنوات

في كانون الأول (ديسمبر) 2021، قال التحالف العربي الذي تقوده السعودية والذي يضم الإمارات ويدعم القوات الحكومية اليمنية في مواجهة ميليشيا الحوثيين في اليمن منذ 2015، إنّ الحوثيين أطلقوا أكثر من 850 طائرة مسيرة مفخخة و400 صاروخ باليستي على السعودية في السنوات السبع الماضية، ما أسفر عن مقتل 59 مدنياً.

اقرأ أيضاً: كيف يتحوّل الاعتداء على الإمارات إلى وبالٍ على الميليشيا الحوثية؟

واتهمت الولايات المتحدة وإسرائيل العام الماضي إيران بمهاجمة سفينة يديرها إسرائيلي بطائرة مسيّرة قبالة سلطنة عُمان، بينما نجا رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، من هجوم بطائرة مسيّرة مفخخة.

وقتلت إسرائيل، تضيف "فرانس برس"، عالِماً نووياً إيرانياً قبل عام باستخدام مدفع رشاش يتم التحكم فيه عن بُعد. والجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ دفاعاته الجوية أطلقت النار على طائرة مسيّرة قادمة من لبنان دخلت مجال إسرائيل الجوي، في ثاني حادث من نوعه خلال يومين.

 

كشفت المجموعة عن محطة أسلحة جديدة يتم التحكم فيها عن بعد. ويتميّز النظام المثبّت على المركبة بحمولة بصرية ذات سبع عدسات وحامل أسلحة مزود ببندقية هجومية

 

بالنسبة لأحمد المزروعي، وهو صاحب شركة إماراتية تعمل بشكل أساسي على تطوير الروبوتات العسكرية، فإنّ صناعة الدفاع الإماراتية مستعدة لمواجهة "التحديات" في أعقاب الهجمات التي تبناها الحوثيون ضد الإمارات، وتصدت لها الدفاعات الإماراتية في الاسابيع الأخيرة.

وقال لـ"فرانس برس"، وهو يتحدث أمام بندقية آلية يتم التحكم فيها عن بعد: "التحديات مهمة لأنها تدفعنا لتطوير أنفسنا لمواجهتها"، مضيفاً "هدفنا هو الحصول على مزيد من الأنظمة والمزيد من التكنولوجيا في السنوات العشر المقبلة...هذا إنتاج اماراتي ... ونريد المنافسة".

اقرأ أيضاً: الإمارات تعزز جاذبيتها للأعمال التجارية بدعم الشفافية الضريبية

ويذكر أنّ مجموعة "إيدج"، وهي الأكبر من نوعها في الإمارات، وقّعت صفقات متعددة مع شركات أجنبية، بما في ذلك "لوكيهد مارتن" و"رايثون" في الولايات المتحدة. وفتح تطبيع العلاقات مع إسرائيل الباب أمام تعاون معها في مجالات التصنيع العسكري وخصوصاً تكنولوجيا الأنظمة الذكية.

الحوثيون أطلقوا أكثر من 850 طائرة مسيرة مفخخة و400 صاروخ باليستي على السعودية في السنوات السبع الماضية

وخلال اليوم الأول من المعرض، وقّعت وزارة الدفاع الإماراتية 3 صفقات مع شركات محلية ودولية بقيمة إجمالية تجاوزت 654,6 مليون درهم (نحو 170 مليون دولار).

وشملت العقود صفقة لشراء أنظمة طائرات مسيرة بقيمة 10 ملايين درهم، وصفقة أخرى لتوفير خدمات الدعم الفني والصيانة والإصلاح وقطع الغيار. كما تضمنت عقداً لتوفير مساندة فنية لأنظمة الطائرات.

"درع" حماية

وقد دعت الإمارات، الأحد، جيوش الدول الحليفة إلى العمل معاً لبناء "درع" يحمي من خطر الطائرات المسيرة (الدرونز). وأمام قادة عسكريين وخبراء، قال وزير الدولة الإماراتي للذكاء الاصطناعي عمر سلطان العلماء: "اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نتفهم أهمية حماية أمتنا من خلال ضمان أن هذه التقنيات هي أدوات يمكننا استخدامها، لكن لا يمكن أن تُستخدم ضدنا".

اقرأ أيضاً: الإمارات تحتفظ بحق الرد وترد: حين يعود الحوثي خائباً مهزوماً

وأضاف "أصبحت هذه الأنظمة أرخص بكثير ويمكن الوصول إليها أكثر من أي وقت مضى. وإمكانية الوصول هذه تسمح للأنظمة بالوقوع في أيدي الأشخاص الذين لا نريد أن تقع في أيديهم، وهم الجماعات الإرهابية".

وتابع المسؤول "هذا التحدي يتطلب منا التكاتف والعمل معاً لضمان أنه يمكننا بناء درع يحمي من خطر استخدام هذه الأنظمة".

وقال وزير الدولة الإماراتي لشؤون الدفاع، محمد بن أحمد البواردي، في مؤتمر أبوظبي المتخصص في "الأنظمة غير المأهولة": "علينا أن نتحد لمنع استخدام الطائرات بدون طيار في تهديد أمن المدنيين وتدمير المؤسسات الاقتصادية".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية