كيف تأسس الوجود الإخواني في أمريكا اللاتينية؟

كيف تأسس الوجود الإخواني في أمريكا اللاتينية؟

كيف تأسس الوجود الإخواني في أمريكا اللاتينية؟


09/09/2023

في كتابه "السلالة الجديدة للتنظيم الدولي للإخوان: التحوّرات - الصراعات – الإرهاب" يجيب مركز المسبار للبحوث، عن سؤال: كيف تأسس الوجود الإخواني في أمريكا اللاتينية؟؛ حيث تأسس هذا الوجود، وفق الدراسة، على محورين: الأول، العناصر الإخوانية التي كانت ضمن هجرات بعض المسلمين القادمين من دول عربية وإسلامية إلى دول القارة؛ إذ أشارت تقارير إلى أنّ الجماعة ركزت على انتقال بعض عناصرها إلى عدة دول رئيسية في أمريكا اللاتينية، وعلى رأسها البرازيل والأرجنتين وتشيلي، كما ركزت في نشاطها في هذه الدول على الجاليات التي تعود جذورها إلى العرب والمسلمين، وهاجرت إلى هذه المنطقة في أوائل القرن العشرين، ضمن الهجرات الكبرى التي شهدتها أمريكا اللاتينية من منطقة الجزيرة العربية والشام.

تتشابه المنظمات الإخوانية في أمريكا اللاتينية مع مثيلاتها في أوروبا

العنصر الثاني، هو الأنشطة التي دأبت الجماعة على القيام بها لاستقطاب المسلمين، مع إقناع السلطات بأنّ هذه الأنشطة لا تتناقض مع ثقافة البلاد وقوانينها، مثل نشاط الرعاية الاجتماعية (العمل الخيري والإنساني)، ونشاط العمل الدعوي، وكلاهما ساعد الجماعة على فرض نفوذها على ساحة أمريكا اللاتينية واختراق المؤسسات الإسلامية المنشأة من قبل الدول العربية والإسلامية.

الجماعة تخفي هويتها

تؤكد الدراسة حرص الإخوان على عدم إظهار هوية الجماعة الحقيقية في الدول التي تواجدوا فيها، وهو ما أكده محمد سودان، المسؤول البارز بالجماعة بقوله: إنّ الجماعة تتواجد بين حركات ومؤسسات مرتبطة فقط بالفكرة أو التنظيم، وفق روابط تتبع الجماعة في تلك الدول، وأرجع التحفظات الكثيرة حول إعلان التواجد التفصيلي للجماعة في دول العالم، إلى الرغبة في عدم استفزاز هذه الدول، أو تعريض المؤسسات أو الحركات التابعة للجماعة لمضايقات يمكن أن تحدث جراء هذا الإعلان .

وتتشابه المنظمات الإخوانية في أمريكا اللاتينية وفق الدراسة مع مثيلاتها في أوروبا، وهي نوعان، الأول: منظمات أو جمعيات عامة تتولى الأنشطة الدينية والاجتماعية والتعليمية، وتربطها علاقات تختلف في قوتها بجماعة الإخوان، فهي إما جمعيات متعاطفة، أو جمعيات منتمية بشكل رسمي للجماعة. والنوع الثاني: هو كيانات أخرى، أكثر تخصصاً مكملة للشبكة الدعوية الإخوانية؛ مثل جمعيات الشباب والطلاب، وجمعيات المرأة، والجمعيات الإنسانية، وجمعيات دعم القضية الفلسطينية، والجمعيات الطبية.

منظمة "الإغاثة الإسلامية في أمريكا اللاتينية" أحد فروع مؤسسة الإغاثة العالمية على صلة بجماعة الإخوان

وتوالى إنشاء المؤسسات الإخوانية، وكان أكبرها وأهمها مؤسسة الإغاثة والتنمية العالمية، وهي إحدى فروع مؤسسة (الأرض المقدّسة) ويتبعها مدرسة عربية إسلامية تقوم بتدريس مبادئ الإسلام واللغة العربية، وكذلك المركز الإسلامي لشباب صلاح الدين الأيوبي، الذي يقع في وسط الحي التجاري في برايس، وهي ضاحية ومركز تجاري مهم في سان باولو يمتلك المسلمون فيها العديد من المحلات التجارية، وله عدّة أنشطة دعويّة كدروس أسبوعيّة ولقاءات لتعليم الشبان، وفرقة للأناشيد الإسلامية.

وتعتبر منظمة "الإغاثة الإسلامية في أمريكا اللاتينية"، أحد فروع مؤسسة الإغاثة العالمية، على صلة بجماعة "الإخوان المسلمين"، فرغم نفي المؤسسة صلتها بـ"الإخوان" أو تمويلها للعنف بأموال الأعمال الخيرية التي تجمعها إلا أنّ جميع التقارير والشواهد كانت عكس ذلك، إذ كان خالد لماضة، عضو التنظيم الدولي للإخوان، ورئيس مجلس إدارة الإغاثة الإسلامية في أمريكا السابق، قد ظهر في أحد مظاهرات الجماعة يلوح بـ"إشارة رابعة" بصحبة عدد من قيادات الجماعة في أمريكا ويندد بالنظام المصري.

كما أُنشئ مركز الدعوة الإسلامية العام 1987م على يد أحمد علي الصيفي عضو الجماعة الإسلامية بلبنان (وهي جماعة الإخوان التي تعمل في لبنان بهذا الاسم)، وهو رئيس المركز  الذي يمتلك جهازاً لإصدار شهادات الذبح الحلال، ويهدف لإقامة المخيمات وإصدار المطبوعات والمشاركة في معارض الكتاب، ويقوم بعقد مؤتمر سنوي في أمريكا اللاتينية.

 

حرص الإخوان على عدم إظهار هوية الجماعة الحقيقية في الدول التي تواجدوا فيها

وتم إنشاء الاتحاد الوطني الإسلامي العام 2007، ولديه هيئة إعلامية وأخرى قضائية، وقد تعاقد مع الشيخ محمد البقاعي لإدارة شؤونه الدينية. ويضم الاتحاد تحت لوائه 22 مؤسسة إسلامية تعد من أكبر المؤسسات الدعوية العاملة بالساحة البرازيلية، من بينها مركز الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية، واتحاد المؤسسات الإسلامية، والندوة العالمية للشباب المسلم بأمريكا اللاتينية، ولم تنضم الجمعية الخيرية الإسلامية بساو باولو، التي تعد أقدم جمعية ومن أقوى المؤسسات بعد له، على الرغم من أنها من أول الداعمين لفكرة إنشائه، وكانت الاجتماعات التمهيدية خلال سبع سنوات تتم في مقرها. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الندوة العالمية للشباب الإسلامي إحدى أهم أذرع جماعة الإخوان، وتم إنشاء مكتبها العام 2001، ويترأسها جهاد حسن حمادة .

التمدد من البرازيل لباقي القارة

كما تمددت الجماعة إلى الباراغواي، حيث تم التوجه لها بناءً على طلب أحمد على الصيفي، وأمين الكرم، وأحمد محايري، وذهب وفد إلى مدينة (أسونسيون) لإقامة عمل إسلامي منظّم، برفقة محمد حسان عجاج، وتم عقد اجتماع في المدينة الحدودية (فوز دو إيغواسو) صباح يوم الثلاثاء 24/10/1987 في مدينة (بورتو ستروسنر)، وحضر كل من: عبد العزيز الحاج أحمد، سوري، يدير فندقاً في العاصمة، دكتور مصطفى الضحاك، من أصول إسلامية سورية، أكرم سلوم، مسلم من منطقة الهرمل في لبنان، حجاز وفائي، باكستاني يدير البنك العربي في العاصمة، أسلم محمد خان، باكستاني يعمل في نفس البنك، أحمد جميل الدين، شاب باكستاني يعمل في التجارة، محمد قعيد بن علي حسن، من سوريا .

في كولومبيا يترأس إلياس مرزوقي، المقرب من تركيا، معهد الإمام القرطبي في العاصمة بوغوتا، الذي لفت إلى أنّ إدارة معهد الإمام القرطبي واصلت القيام بأنشطة الدعوة عبر شبكة الإنترنت، وأنّ أنشطتهم لا تقتصر على العبادات فقط. أما في جويانا فمن أهم الجمعيات الإسلامية الإخوانية حالياً هي GIT وهي جمعية شاملة تتعامل مع الطلبة والطالبات ورجال الأعمال، ومن خلالها تم إنشاء جمعية الأخوات الإسلامية الوطنية، ومعهد جويانا الإسلامي (جامعي) .

ومن أهم قيادات الجماعة بأمريكا اللاتينية، وفق مركز المسبار للبحوث، علي محمد البدون، السوري جهاد حمادة، محمد الباشا، المغربي محسن الحسيني، اللبناني خالد عبد الباقي، اللبناني يحي عبد القادر داوود، والمصري عمر نبيل علي حسن. وكذلك (جھاد سلیمان) ومن غویانا (سلیمان) ومن شیلی (سیرجیو) ومن فنزویلا (قاسم طجین) ومن الإكوادور (یحیى سوكیلو) ومن بولیفیا (أیمن الترامسي)، وهم من أوفدوا إلى مؤتمر كوالا لمبور الذي حضره الرئيس التركي وقادة التنظيم الدولي في العام 2019.

الصفحة الرئيسية