أكد تقرير حديث نشره موقع "ميدل ايست أونلاين" أن بعض حركات الإسلام السياسي في المنطقة العربية نجحت في توظيف الحرب على غزة ولبنان لجهة العودة للساحة السياسية بعد فشل تجربتها في الحكم وانكسار مشروع التمكين الذي دعمته تركيا وقوى غربية.
وذكر التقرير أن العدوان على غزة ولبنان أعاد الروح لتلك الحركات التي تحسن العزف على وتر العواطف وتستثمر الأحداث على دمويتها ومأساويتها لجهة استقطاب الجماهير، وذلك بعد أن خفت تأثيرها وتراجعت قواعدها الشعبية وموقعها سياسيا على سبيل المثال في الأردن والمغرب.
فقد استفاد حزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي وجبهة العمل الإسلامي في الأردن، سياسيا من عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في السابع من تشرين الأول / أكتوبر الماضي وكانت سببا في إشعال فتيل الحرب التي تمددت من قطاع غزة إلى لبنان وتنذر بتمددها إلى نطاق أوسع بما يشمل إيران والعراق وسوريا، بحسب التقرير.
وبعد نكسة انتخابية في 2021 أخرجت حزب 'البيجيدي' أو 'المصباح' من الباب الصغير بعد نحو عقدين من قيادة ائتلاف حكومي في مناسبتين منذ 2011، وأحدثت شرخا عميقا في صفوفه مع انشقاقات وخلافات ومناكفات داخلية وتراجعا شعبيا، أعادت التطورات في غزة تحديدا الروح للحزب الذي يستعد لعقد مؤتمره العام التاسع، وسط مطالب داخلية بمراجعة خطابه الديني والسياسي والدفع بقيادة جديدة لمواكبة التطورات وتداعيات الهزات الجيوسياسية.
في مصر بدا لافتا عودة نشاط جماعة الإخوان المسلمين بقوة من خلال أذرعها الإعلامية ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي
ووجد بنكيران الذي تعرض لانتقادات حادة من كبار قادة البيجيدي في هجوم طوفان الأقصى ومسار القضية الفلسطينية، فرصة لإعادة إنعاش حزبه شأنه في ذلك شأن حزب جبهة العمل الإسلامي الأردني الذي حقق مكاسب سياسية لم يكن يحلم بتحقيقها في الأوضاع العادية بانتزاعه فوزا ثمينا في الانتخابات التشريعية الأخيرة.
ويسعى بنكيران الذي يرفض ضمنا تجديد قيادة الحزب في المؤتمر القادم، لاستعادة زخم المبادرة سياسيا وشعبيا واستعادة ثقة من انفضوا من حوله واستقطاب متعاطفين جدد لتقوية القاعدة الشعبية للإسلاميين.
كما أكد التقرير أن العدوان على القطاع الفلسطيني المحاصر فتح الساحات العامة أمام إخوان الأردن الذين كانوا يكابدون في الحفاظ على تموقعهم في مشهد سياسي متقلب عرفته المملكة خلال السنوات الأخيرة.
وتمكن هؤلاء من استعادة زخم المبادرة في مخاطبة مشاعر الأردنيين وتعزيز قواعدهم الشعبية من خلال مخاطبة عواطف الجمهور لا عقله والعزف على وتر دعم المقاومة، بينما لا يشكل التضامن مع غزة ولبنان استثناء يخصهم لوحدهم فقد سجلت كل شعوب الدول العربية والإسلامية بمختلف انتماءاتها الحزبية والأيديولوجية تعاطفا كبيرا مع محنة الغزيين واللبنانيين.
ومكنت موجة التعاطف مع غزة إسلاميي الأردن من انتزاع خُمس مقاعد البرلمان الجديد في آخر انتخابات تشريعية فقد حصل حزب جبهة العمل الإسلامي الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، على 32 مقعدا بمجلس النواب الأردني من أصل 138.
وبالنسبة لعدد آخر من جماعات الإسلام السياسي في المنطقة مثل النهضة في تونس وحركة مجتمع السلم في الجزائر والأحزاب الإسلامية في ليبيا والاخوان في مصر، لا يبدو لتطورات الوضع في الشرق الأوسط تأثير كبير على وضع تلك الحركات.
وباستثناء حركة مجتمع السلم الجزائرية التي تنشط ضمن ضوابط حددتها السلطة با يبقيها فاعلا هامشيا، تبدو النهضة التونسية في وضع هش بعد تراجع شعبيتها إلى مستويات دنيا وفقدان التونسيين الثقة في الإسلاميين.
وتاريخيا يبدي التونسيون عموما بمختلف ألوانهم السياسية والايديولوجية تعاطفا كبيرا مع القضية الفلسطينية وهو وضع مشابه أيضا بالنسبة لليبيين، لكن لم يكون لحرب غزة وطوفان الأقصى أثر في إعادة الروح للتنظيمين في البلدين.
وفي مصر بدا لافتا عودة نشاط جماعة الإخوان المسلمين بقوة من خلال أذرعها الإعلامية ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي.
وركز التنظيم المحظور بقرار قضائي على توجيه انتقادات عنيفة للموقف الرسمي وشيطنة جهود وقف الحرب على غزة، مسوقا لرواية تزعم تآمر النظام المصري أو أقله عدم فعله ما يكفي نصرة للقضية الفلسطينية.