كيف أصبحت الوظائف في طرابلس مكافآت للمقاتلين؟

كيف أصبحت الوظائف في طرابلس مكافآت للمقاتلين؟


08/09/2020

في مؤشر جديد على معاناة الأهالي في طرابلس، بات التعيين في الوظائف الحكومية حكراً على عناصر الميليشيات والمقاتلين، بعدما سُرّبت وثيقة رسمية تطلب توظيف 12 شخصاً في جهاز الدولة، بعدما شاركوا في المعركة ضد الجيش الوطني الليبي.

 وتضمّنت الوثيقة، بحسب ما أورده موقع العربية، خطاباً من رئاسة أركان قوات الوفاق إلى المؤسسة الليبية للاستثمار، تطلب فيها توظيف 12 مقاتلاً من كتيبة ما يُعرف بعملية "بركان الغضب" من المشاركين في الحرب الأخيرة ضدّ الجيش الليبي، داخل هذه المؤسسة المالية تحت عنوان: "شاركوا في صدّ العدوان على طرابلس".

لم توضح الوثيقة جنسية المقاتلين، وما إذا كانوا من الليبيين، أم المقاتلين السوريين الذين دفعت بهم تركيا إلى جبهات القتال في ليبيا

ولم توضح الوثيقة جنسية المقاتلين، وما إذا كانوا من الليبيين، أم المقاتلين السوريين الذين دفعت بهم تركيا إلى جبهات القتال في ليبيا، وتسببوا في نزوح آلاف العائلات، بعدما سيطرت تلك الميليشيات على منازلهم، بحسب شهادات الأهالي وبعض عناصر الميليشيات.

وقد علّق المحلل السياسي الليبي أبو بكر المقرحي لـ"العربية" أنّ هذه الوثيقة أو المراسلة تعطي فكرة بسيطة عن الطريقة التي تدار بها الأمور داخل مؤسسات الدولة تحت إشراف حكومة الوفاق، وصورة عن المعايير المتبّعة عند الاختيار والتوظيف، كما تعكس انهيار الدولة والصراعات الحاصلة على السلطة والتموقع.

وأضاف أنّ الميليشيات المسلحة النافذة في طرابلس ومصراتة هي التي تحتكر التعيين في الوظائف العليا والمناصب الإدارية داخل أجهزة الدولة بمنطق الولاءات والمحسوبية، على غرار المؤسسات المالية، والمؤسسة الوطنية للنفط، وحتى السفارات الليبية في الخارج، خاصّة بعد أن قامت الوفاق بشرعنة هذه الميليشيات والاعتماد عليها في الدفاع عن بقائها، في حين استغلت هذه الشرعية للتأصل والتجذّر داخل الدولة، حتى أصبحت اليوم تملك شبكات مؤثرة في الاقتصاد والسياسة والإدارة يصعب تفكيكها.

الصفحة الرئيسية