
على إثر وفاة طفل بشكل مأساوي هذا الأسبوع في ليبيا بعد التقاطه قنبلة يدوية "رمّانة" من مخلفات الحرب للعب بها، وإصابة شقيقيه كانا بقربه بجروح بالغة الخطورة، أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" ودائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، في بيان، عن بالغ القلق إزاء استمرار الخسائر في أرواح المدنيين، وخاصة الأطفال، جراء المتفجرات من مخلفات الحرب.
ودعت المنظمة حكومة ليبيا والمانحين قاطبة إلى استثمار المزيد من الموارد لتوسيع نطاق أنشطة الإجراءات المتعلقة بالألغام.
"اليونيسف" قلقة إزاء استمرار الخسائر في أرواح المدنيين، وخاصة الأطفال، جراء المتفجرات من مخلفات الحرب
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال ممثل منظمة اليونيسف في ليبيا ميكيلي سيرفادي: "إنّ الذخائر المتفجرة، بغضّ النظر عن مكان استخدامها، تعرّض المدنيين للخطر لعقود قادمة، ولا سيّما الأطفال"، داعياً جميع الجهات الفاعلة المسلحة إلى وقف استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان.
بدوره، قال رئيس برنامج الإجراءات المتعلقة بالألغام التابع لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا جستن سميث: "إنّ ما لا يقل عن (39) شخصاً قتلوا أو أصيبوا بجروح هذا العام في حوادث مرتبطة بالمتفجرات من مخلفات الحرب"، مضيفاً: "على الرغم من أنّ هذا يشكل انخفاضاً مقارنة بـ (65) ضحية في عام 2021، إلا أنّ العدد يبقى مرتفعاً.
ما لا يقلّ عن (39) شخصاً قتلوا أو أصيبوا بجروح هذا العام في حوادث مرتبطة بالمتفجرات من مخلفات الحرب
وأشار إلى أنّ الخطر الذي تشكّله هذه الذخائر غير المنفجرة على الحياة قائم، وما يزال التحدي المتمثل في تطهير الأراضي الليبية وزيادة الوعي بالمخاطر ماثلاً.
وبحسب إحصائيات اليونيسيف، يوجد حالياً (505486) شخصاً من المعرّضين لخطر الألغام والذخائر غير المنفجرة والمتفجرات من مخلفات الحرب.
يوجد حالياً (505486) شخصاً من المعرّضين لخطر الألغام والذخائر غير المنفجرة والمتفجرات
وكان المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة قد أشار إلى وجود (20) مليون "قطعة من الذخائر" في ليبيا، وأوضح أنّه يوجد في ليبيا أكبر مخزون في العالم من الأسلحة غير الخاضعة للرقابة، ويُقدّر أنّه بين (150) ألف طن و(200) ألف طن في جميع أنحاء ليبيا، قائلاً: "لم أرَ مثل هذا الكم الهائل من الأسلحة في أيّ بلد آخر خلال (40) عاماً من حياتي العملية".
وقد عاشت غالبية مناطق ليبيا حروباً متفرقة، أهمها في مدينة بنغازي التي عانت من حرب امتدت (4) أعوام، وجعلت بعض أحيائها مهدمة حتى الآن، من دون أن يمنع ذلك سكاناً من العيش بين ركام منازلهم التي سلمت من الدمار. وشهد جنوبي العاصمة طرابلس حرباً لمدة عام ونصف العام، ونزح مئات من السكان من منازلهم في مدن درنة (شرق) وسرت (وسط).