قصص إنسانية من بين الأنقاض .. آخر مستجدات عمارة اللويبدة بالعاصمة الأردنية (فيديوهات)

حالة من الحزن والترقب تكتنف الشارع الأردني بعد انهيار عمارة سكنية كبيرة وسط العاصمة عمان في منطقة اللويبدة، وسط معلومات رسمية تشير إلى وجود المزيد من العالقين تحت الأنقاض.

وارتفع عدد ضحايا انهيار مبنى اللويبدة إلى (9) وفيات، مع استمرار محاولات الوصول إلى الطوابق السفلية التي من المحتمل العثور فيها على ضحايا أو ناجين.

ارتفاع عدد ضحايا انهيار مبنى اللويبدة إلى (9) وفيات، مع استمرار محاولات الوصول إلى الطوابق السفلية التي من المحتمل العثور فيها على ضحايا أو ناجين

وفي ظل انتظار العشرات من المواطنين الذين لم يُعرف حتى الآن مصير أقاربهم وأصدقائهم في المبنى المنهار، طلت لحظات أمل وفرح بعد العثور على الرضيعة ملاك البالغة من العمر (4) أشهر حيّة، بعد قرابة (26) ساعة من الانهيار.

 وقالت والدة الطفلة الرضيعة في تصريحات صحفية نقلتها وسائل إعلام محلية ودولية: إنّها لم تتوقع أن تخرج ابنتها حيّة من تحت الأنقاض بعد مرور قرابة (26) ساعة على الانهيار، وإنّها تعرفت إليها من "بجامتها زهرية اللون".

وفي تصريحات لموقع CNN بالعربية من أمام مستشفى لوزميلا القريب من موقع الحادثة، تمالكت إسراء رائد أنفاسها لتؤكد أنّها فقدت أعصابها ولم تكن في وعيها لحظة الإعلان عن انتشال طفل رضيع، لكنّها تواجدت في المكان وتبين أنّها طفلتها التي كانت قد أرسلتها إلى منزل صديقتها في العمارة صباحاً للعناية بها.

العثور على رضيعة تبلغ من العمر (4) أشهر حيّة، بعد قرابة (26) ساعة من الانهيار، وأمها تروي قصة إخبارها بالحادثة وتفاصيل إخراج ابنتها

وعن ما حدث، ذكرت إسراء: "جاءني اتصال قالوا لي إنّ ابنتي قد سقطت دون أيّ تفاصيل، وعندما وصلت إلى المكان وجدت أنّ العمارة بأكملها قد انهارت، لا أستطيع أن أصف مشاعري في تلك اللحظة... الحمد لله، بدعوات الأهل خرجت منيحة وبسلامة وبصحة جيدة، وأنا مبسوطة كتير".

من جهته، قال طبيب الأطفال باسم حجازين، الذي أشرف طبياً على حالة الطفلة ملاك الكردي فور وصولها إلى المستشفى، في تصريح لقناة المملكة: إنّ "حالتها الصحية ممتازة جداً، ولا تعاني من أيّ إصابات، هي فقط في حالة جفاف نتيجة عدم وصول التغذية، ولا يوجد أيّ إصابات ظاهرية عليها".

أظهر فيديو مؤلم تداولته وسائل الإعلام العربية لحظات انهيار الأم الأردنية بعدما  فقدت أبناءها الـ (3) محمد وملك وأميرة

بالإضافة إلى قصة الرضيعة ملاك والفيديوهات التي تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي، لحظة انتشالها، طفت قصص إنسانية كثيرة على أنقاض عمارة اللويبدة، منها ما هي مفرحة، وأخرى محزنة.

ووثقت الكاميرات بمحاذاة ركام عمارة اللويبدة مشهدين لامرأتين، لكنّ الحالة كانت على النقيض، الأولى ابتهجت بعدما أنقذت رضيعتها من بين الأنقاض لتعود لها الحياة، أمّا الثانية، فقد عقدت الصدمة لسانها بعدما راح ضحية الحادثة أبناؤها الـ (3).

وبينما رصدت كاميرات فرحة أم ملاك بنجاة رضيعتها بعد أن فقدت الأمل في استمرارها على قيد الحياة، أظهر فيديو مؤلم تداولته وسائل الإعلام العربية لحظات انهيار الأم الأردنية "عبير"، بعدما فقدت أبناءها الـ (3) محمد وملك وأميرة، في حادث انهيار عمارة اللويبدة، وذلك بعد عام من وفاة زوجها.

والدة الأطفال الـ (3) "عبير" ما زالت على وقع الصدمة غير مصدقة ما حدث مع أطفالها، ودخلت في انتكاسة صحية وسط ذهول كبير من الكارثة التي حصلت لفلذات كبدها ومنزلها، وذلك بعد عام من وفاة زوجها.

وارتفع الأربعاء عدد ضحايا انهيار المبنى إلى (9) وفيات، مع استمرار محاولات الوصول إلى المحاصرين تحت الأنقاض.

وكان الأمن العام الأردني قد أعلن قبيل ذلك إخراج شخص على قيد الحياة من تحت أنقاض المبنى المنهار في عمّان، وقد أوقف مدعي عام عمّان (3) أشخاص على خلفية انهيار المبنى.

السلطات الأردنية تعلن توقيف (3) أشخاص على ذمة انهيار العمارة هم: أحد ورثة مالك البناء، ومتعهد الصيانة، وفني الصيانة

حتى مساء الأربعاء، كانت إحصاءات السلطات الأردنية تشير إلى تسجيل (9) وفيات و(10) إصابات، وما يزال البحث جارياً عن مفقودين. 

هذا، وأعلنت السلطات الأردنية أمس توقيف (3) أشخاص على ذمة انهيار العقار السكني في اللويبدة أول من أمس.

والأشخاص الـ (3) الذين قرَّر المدعي العام في عمَّان توقيفهم، هم: أحد ورثة مالك البناء،  ومتعهد الصيانة، وفني الصيانة، في أحد مراكز الإصلاح والتَّأهيل، حسبما نقل موقع "عمون" الأردني.

وقال النَّائب العام حسن العبداللات أمس: إنّ المدعي العام أسند للمتهمين جرائم التسبب بالوفاة مكرر (4) مرات، والتسبب بالإيذاء مكرر (7) مرات.

وأضاف أنّ المدعي العام سيستمع لذوي المتوفين والمصابين، وسيشكل لجنة فنية لتحديد سبب الانهيار وتحديد المسؤولين عن ذلك بشكل دقيق.

بدوره، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، فيصل الشبول: إنّ هناك معلومات غير مؤكدة تفيد بوجود (10) أشخاص ما زالوا تحت أنقاض عمارة اللويبدة التي انهارت في عمّان.

العاهل الأردني يؤكد على ضرورة تقديم كل أشكال المساعدة للأسر المتضررة وتوفير الرعاية الصحية اللازمة للمصابين

وقال في تصريحات صحافية أوردتها وكالة (بترا) الأردنية: إنّ النيابة العامة تتولى موضوع التحقيق في قضية انهيار المبنى.

بدوره، قال مدير الدفاع المدني الأردني العميد حاتم جابر: إنّ "أكثر من (300) شخص من كوادر الدفاع المدني شاركوا في عملية البحث عن محاصرين تحت الأنقاض"، موضحاً أنّ "كوادر الدفاع المدني لن ترتاح حتى إخراج آخر جثة من تحت الأنقاض".

ويعمل رجال الإنقاذ على إخراج الأنقاض بشكل يدوي نظراً لضيق المكان وتعذر وصول آليات ثقيلة بسبب طبيعة المحيط، الأمر الذي يطيل من عملية البحث والإنقاذ.

واستُخدمت طائرة مسيّرة لرصد محيط المبنى المنهار، واستعان رجال البحث والإنقاذ بكلاب للبحث عن مصابين وإنقاذهم، بالإضافة إلى كاميرات وأجهزة استشعار عن بعد.

وفي سياق متصل، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على ضرورة تقديم كل أشكال المساعدة للأسر المتضررة بحادث انهيار مبنى بمنطقة اللويبدة، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة للمصابين.

وقالت وكالة الأنباء الأردنية: إنّ الملك عبد الله الثاني تابع خلال ترؤسه اجتماعاً في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات فور عودته إلى الأردن أمس جهود إنقاذ المحاصرين، معرباً عن تعازيه لأسر الضحايا بهذا الحادث الأليم، وتمنياته للمصابين بالشفاء العاجل.

وشدد الملك عبد الله الثاني على "أهمية توعية المواطنين حول كيفية التعامل مع المباني القديمة، والاستعانة بالإشراف الهندسي فيما يخص الأبنية"، لافتاً إلى "أهمية دور وسائل الإعلام بهذا الخصوص".

وتابعت الوكالة أنّ الملك عبد الله الثاني استمع، خلال الاجتماع الذي حضره مستشار الملك ورئيس مجلس السياسات الوطني الأمير فيصل بن الحسين،  ورئيس المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات الأمير علي بن الحسين، إلى إيجاز قدّمه رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة عبر تقنية الاتصال المرئي عن الإجراءات المتخذة في التعامل مع الحادث، وسرعة الاستجابة لتقديم سبل الرعاية اللازمة للأسر المتضررة.

وكذلك قدّم مدير الأمن العام اللواء عبيد الله المعايطة إيجازاً تناول فيه الواجبات والمهام التي تنفذها فرق الدفاع المدني وكوادر الأمن العام، مشيراً إلى أنّ جهود الإجلاء والإنقاذ مستمرة على مدار الساعة.