في مواجهة ثقافة الموت الحوثية.. اليمنيون يحتفلون بيوم الأغنية

في مواجهة ثقافة الموت الحوثية.. اليمنيون يحتفلون بيوم الأغنية


03/07/2022

احتفى اليمنيون أمس بـ"يوم الأغنية اليمنية"، للعام الثاني على التوالي، لتسليط الضوء على تراثهم الغنائي الزاخر، وفي تحدٍّ للحرب التي تشنها ميليشيا الحوثي ضد الفن والفنانين.

وكانت وزارة الإعلام والثقافة اليمنية قد أصدرت العام الماضي قراراً باعتماد 1 تموز (يوليو) من كل عام يوماً للأغنية اليمنية تفاعلاً مع المبادرة التي أطلقها عدد من الفنانين والمثقفين والنشطاء للاحتفاء بتراث البلد الفني الزاخر.

وقوبلت الاحتفالية بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث غرد ونشر المئات من اليمنيين مقاطع غنائية وقصائد مغناة، وصوراً لفنانين كانت لهم بصمات واضحة في تعزيز وتطوير الأغنية اليمنية، كما زينوا صورهم الشخصية بشعار يوم الأغنية اليمنية، محتفلين به كل على طريقته الخاصة.

كما شارك عدد من فناني اليمن بمقطوعات موسيقية بهذه المناسبة، وباركوا خطوة تخصيص يوم للأغنية اليمنية كمبادرة للحفاظ على هذا الفن العريق.

احتفلت الحكومة اليمنية في محافظتي تعز ومأرب بيوم الأغنية اليمنية وسط حضور جماهيري كبير وذلك تحت شعار "جذور النغم الأصيل"، فيما قدم المركز الثقافي اليمني في القاهرة ميدلي لمجموعة من روائع الأغنيات اليمنية.

تخصيص يوم للأغنية اليمنية جاء لتعزيز الهوية اليمنية وحماية التراث والفن اليمني

كذلك شارك مجموعة من الفنانين للاحتفاء بيوم الأغنية اليمنية مثل؛ أيوب طارش وأحمد فتحي والنجوم الصاعدين عمر ياسين وعمار العزكي، فيما وجه الفنان التونسي لطفي بوشناق رسالة مؤثرة لليمنيين حثهم على إزالة الفتن والتضحية جميعاً من أجل بلدهم، وفق ما أورده موقع "العين".

كما شارك مواطنون على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم "يوم الأغنية اليمنية" كلمات من أغنياتهم المفضلة ونشروا مقاطع فيديو وهم يرددونها في مركباتهم ومنازلهم وقرى ومناطق يمنية مختلفة.

 

احتفلت الحكومة اليمنية في محافظتي تعز ومأرب بيوم الأغنية اليمنية وسط حضور جماهيري كبير وذلك تحت شعار "جذور النغم الأصيل"، فيما قدم المركز الثقافي اليمني في القاهرة ميدلي لمجموعة من روائع الأغنيات اليمنية

 

ويبرز في يوم الأغنية اليمنية نجوم كبار رسموا مسيرة فنية ثرية كـ"أحمد عبيد قعطبي، محمد مرشد ناجي، محمد سعد عبدالله، أبو بكر سالم، أيوب طارش، علي الأنسي، كرامة مرسال، فيصل علوي، عبدالباسط عبسي، أحمد السنيدار، أحمد بن أحمد قاسم، علي السمه، محمد محسن عطروش".

ومن النساء أمل كعدل، تقية الطويلة، رجاء باسودان، نبات أحمد، والعدنية كفى عراقي، والحضرمية فاطمة باهديلة، ومنى علي الذي ارتبط اسمها بأعراس اليمنيين في كل المناطق والمحافظات.

من جهته، قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، إنّ إعلان الأول من تموز من كل عام يوماً للأغنية اليمنية جاء تفاعلاً مع المبادرة التي أطلقها عدد من الفنانين والمثقفين والنشطاء وفي مواجهة الحملة الشرسة التي تشنها ميليشيا الحوثي ضد الفن ورواده.

وأوضح أنّ تخصيص يوم للأغنية اليمنية جاء لتعزيز الهوية اليمنية وحماية التراث والفن اليمني، ورد الاعتبار للأغنية التي ألهمت المبدعين اليمنيين والعرب على حد سواء.

‏وأشار الإرياني إلى أنّ "الأغنية اليمنية وحدت منذ القدم مشاعر اليمنيين وفجرت فيهم الإبداع وهذبت السلوك وكانت رفيقة الفلاح في الحقل والعامل في المصنع، والجندي في ميدان الكفاح، وبينما كانت السياسة تفرق كانت الأغنية تجمع وتوحد، ولا تزال الأغنية محل التقاء الفرقاء وبلسم الجراح".

ودعا وزير الإعلام إلى جعل يوم الأغنية اليمنية والاحتفاء بها "دعوة للحياة في مواجهة دعوات الحرب والموت التي تشيعها ميليشيات الحوثي"، والتي قال إنها "تحاول منع مظاهر الحياة باستهداف الفن ورموزه ومنع الغناء في الأعراس والمناسبات وتضييق الخناق على الشعراء والأدباء وتحريم العزف بكافة الأدوات الموسيقية".

كانت ميليشيا الحوثي قد أصدرت تعميماً يقضي بمنع الفنانين والفنانات من حضور المناسبات والأعراس التي تقام في صنعاء ومناطق سيطرتها

 

وكانت ميليشيا الحوثي أصدرت تعميماً يقضي بمنع الفنانين والفنانات من حضور المناسبات والأعراس التي تقام في صنعاء ومناطق سيطرتها.

يشار إلى أنّ اليمن بلد ذو مخزون غنائي ثري منذ القدم، متعدد الألوان، متناسق الألحان، ومنها اللون الصنعاني الأكثر انتشاراً، والحضرمي الأقدم حضوراً، والتهامي واللحجي والبدوي والعدني الأعلى رواجاً، والتعزي الأقوى جودة، فضلاً عن اليافعي والبيضاني الأقل انتشاراً رغم جودتهما.

وابتكر اليمنيون منذ القدم أروع الألحان وأروع الآلات، ووفقاً لرئيس مركز نشوان للدراسات في اليمن عادل الأحمدي فقد كان الفن رفيقاً للأجداد و"بالمهاجل والمهايد والأغاريد طرّزوا الجبال بالمدرجات ومشقروها بالحصون وأفعموا الحياة بالروعة والجمال".

من فعالية الاحتفاء بيوم الأغنية اليمنية في صنعاء

كما أوجدوا للحروب رقصات خاصة في كلٍّ منها سيناريو مكتمل للتكتيك الحربي المتماوج بين كَرٍّ وفَرٍّ وانقضاض، ثم جعلوها تقليداً في الأعراس وفولكلورا للمحبة والسلام، وفقاً للباحث اليمني عبر حسابه في "تويتر".

ودعا الأحمدي اليمنيين لتعلم العزف "ومن وجد في أحد أبنائه رغبة لتعلم العزف فلا ينهره ولا يمنعه، بل يشجعه إن كان ذا موهبة. فالغناء حاجة بيولوجية لكل الكائنات، والفن مَطلب حيوي في حياة الأمم".

مواضيع ذات صلة:

بمقطوعات من الشرق والغرب.. سوريا تحتفي باليوم العالمي للموسيقى

تدريس الموسيقى في المدارس السّعودية ضرورة وليس ترفاً

"لا غناء ولا موسيقى".. ميليشيات الحوثي تحاصر فناني اليمن



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية