في اليوم العالمي "للإنترنت الآمن".. كيف نحمي أطفالنا في الفضاء الرقمي؟

في اليوم العالمي "للإنترنت الآمن".. كيف نحمي أطفالنا في الفضاء الرقمي؟


08/02/2022

تحت شعار "معاً من أجل إنترنت أفضل"، يحيي العالم اليوم 8 شباط (فبراير)، اليوم العالمي للإنترنت الآمن، والذي يتم خلاله التوعية بمخاطر الإنترنت، وتسليط الضوء على الاستخدامات الإيجابية للإنترنت ونبذ الاستخدامات السلبية له، والتشجيع على سن قوانين تحمي المستخدمين في الفضاء الافتراضي.

ويأتي هذا اليوم، بمبادرة أطلقها الاتحاد الأوروبي عام 2004، وشاركت فيها نحو 14 دولة آنذاك، لإقرار هذا اليوم من كل عام يوماً للتوعية بالإنترنت وحث المؤسسات وأولياء الأمور وصناع القرار للاتحاد ومواجهة المخاطر التي تهدد الأجيال الصغيرة على الشبكة العنكبوتية. وتحتفل بيوم الإنترنت الآمن اليوم أكثر من 200 دولة حول العالم.

اقرأ أيضاً: مواقع إلكترونية تبيعها.. تقرير يكشف أسرار ترويج المخدرات عبر شبكة الإنترنت

ومنذ بدء جائحة كورونا، وما ترتب عليها من إغلاقات وحجر منزلي، لوحظ تزايد هائل في الاعتماد على الإنترنت من قبل مختلف الفئات العمرية؛ إذ بات وسيلة الاتصال الأكثر شيوعاً لتواصل العائلات والأصدقاء، كما وارتفع الاعتماد عليه لغايات التسلية والترفيه، وأيضاً للتعليم سيما لدى فئة الأطفال بعد لجوء الكثير من دول العالم للتعليم عن بعد بدلاً من التعليم الوجاهي.

 ما هو الإنترنت الآمن (Safer Internet 

يعني الإنترنت الآمن بشكل أساسي، التصدي للجرائم الإلكترونية، والحفاظ على بياناتنا بشكل صحيح وعدم السماح لأي طرف بالوصول إليها، وإدراك كيفية استغلال هذه البيانات في أذية صاحبها وابتزازه.

تأتي سلامة الأطفال والمراهقين على الشبكة العنكبوتية وحقهم في استخدام هذه الخدمة بشكلٍ آمن في صميم هذه المبادرة

ووفق تقرير نشره موقع مؤسسة "Safer Internet day"، وهي مؤسسة أوروبية غير حكومية تسعى إلى التوعية بأهمية هذا المفهوم، تشمل مخاطر الإنترنت، التنمّر الإلكتروني عن طريق إرسال رسائل نصية مؤذية أو نشر مواد بهدف السخرية من شخصٍ ما أو توجيه الإساءة له، والتشويه ونشر معلومات كاذبة، وصور مؤذية، أو إشاعات عن شخص ما.

يعني الإنترنت الآمن بشكل أساسي، التصدي للجرائم الإلكترونية، والحفاظ على بياناتنا بشكل صحيح وعدم السماح لأي طرف بالوصول إليها

كما تشمل أيضاً الابتزاز الإلكتروني وتهديد شخص ما بنشر صور أو محادثات خاصة إذا لم يفعل ما يطلب منه، وكذلك التحرش أو إرسال تعليقات أو صور تحتوي على إيحاءات جنسية أو معان غير مقبولة.

وتتسع هذه المخاطر لتشمل اختراق حسابات شخصٍ على مواقع التواصل الاجتماعي أو انتحال شخصيته والتحدث باسمه، ونشر صور أو معلومات تخص شخصاً ما دون إذنه أو موافقته.

حماية الأطفال والمراهقين على الإنترنت

وتأتي سلامة الأطفال والمراهقين على الشبكة العنكبوتية وحقهم في استخدام هذه الخدمة بشكلٍ آمن في صميم هذه المبادرة، التي تسعى إلى توعية الأهالي والمؤسسات التربوية بهذه البيئة الرقمية وسبل حماية أطفالنا من التعرض للتنمر أو الابتزاز وغيرها من القضايا التي باتت شائعة في العالم ونسمع عنها بشكل شبه يومي.

اقرأ أيضاً: "السلاح المثالي": تكنولوجيا الدمار في عصر الإنترنت

ومع اعتماد الكثير من الأطفال والمراهقين على الإنترنت، بات من الضروري توعيتهم بشكل مستمر حول ما قد يواجهونه من مخاطر في هذا الفضاء الرقمي، وبأهمية الحفاظ على البيانات الشخصية وعدم الحديث معه الغرباء مثلاً، وسبل التعامل مع التهديدات المختلفة، كلإبلاغ المُدرّس أو أحد أعضاء الأسرة.

وكان محرك البحث "غوغل" قد أطلق دليلاً رقمياً، يتحدث عن الاستخدام الآمن للإنترنت، ويحتوى هذا الدليل على درس "المشاركة بانتباه" والذي يدعو الأطفال إلى الحفاظ على الخصوصية والحذر عند مشاركة معلوماتهم وصورهم الشخصية في الفضاء الإلكتروني.

كان محرك البحث "غوغل" قد أطلق دليلاً رقمياً، يتحدث عن الاستخدام الآمن للإنترنت

ويحتوي الدليل أيضاً درس "اللطافة من سمات الأبطال" والذي يدعو الشباب إلى التحلي باللطافة والسماحة عند استخدام الإنترنت، والابتعاد عن التنمر والإساءة للغير.

وفي سياق آخر، وبمناسبة حلول هذه المناسبة، أطلقت شركة ميتا (فيسبوك سابقاً)، اليوم، موقع "عالمي الرقمي" المخصص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأعلنت عن سلسلة من المبادرات والجهود المحلية لتعزيز شبكة إنترنت أكثر أماناً لجميع المستخدمين في جميع أنحاء المنطقة العربية.

مع اعتماد الكثير من الأطفال والمراهقين على الإنترنت، بات من الضروري توعيتهم بشكل مستمر حول ما قد يواجهونه من مخاطر في هذا الفضاء الرقمي

ويحتوي "عالمي الرقمي"على مجموعة دروس متاحة للطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 13-18 عاماً، ومن هذه الدروس يمكن للمستخدمين استكشاف مجموعة واسعة من موضوعات السلامة عبر الإنترنت بما في ذلك استخدام كلمات مرور قوية والحفاظ عليها، الاتصال بشبكة WiFi آمنة، الأمن السيبراني والبريد المزعج، بالإضافة إلى التحقق.

في الآونة الأخيرة، أعلنت ميتا عن برنامج "Facebook Protect"، وهو برنامج مصمم للأشخاص الذين من المرجح أن يكونوا مستهدفين بشكل كبير من قبل قراصنة خبيثين، بما في ذلك المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والمسؤولين الحكوميين.

اقرأ أيضاً: توسيع مواجهة المحتوى المتطرف على الإنترنت بهذه الطريقة

وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ "ميتا" تواجه اتهامات متزايدة حول انتهاكات الخصوصية وتزايد الجرائم الإلكترونية سيما ضد الأطفال على موقعها للتواصل الاجتماعي. وتواجه الشركة بالفعل عدة قضايا تتهمها بعدم اتخاذ إجراءات تمكن خوارزمياتها من رصد مثل هذه الجرائم.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية