فتح تحقيق بشأن المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية في باريس من يديره؟ ومن يموله؟

فتح تحقيق بشأن المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية في باريس من يديره؟ ومن يموله؟


04/08/2020

كشفت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية أنّ باريس فتحت تحقيقاً بشأن تمويلات لمؤسسة تعليمية تديرها إحدى منظمات جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا، تتلقى تمويلاً خارجياً، وهي المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية في "سان دوني" بالضاحية الشمالية للعاصمة باريس.

وأكدت الصحيفة أنّ كثيراً من المتورطين في هجمات إرهابية بفرنسا مرّوا بهذا المعهد ودرسوا به، ومن أبرزهم المتطرّفان: رضا هام وأنيس مدني.

وأضافت أنّ رئيس هذه المؤسسة هو أحمد جاب الله، تونسي الأصل، وهو ضمن الشخصيات المقرّبة من زعيم حركة النهضة الإخوانية في تونس، راشد الغنوشي، وخيط رابط للحركة الإخوانية مع أوروبا، وخاصة بفرنسا، من خلال استقطاب الجالية التونسية هناك.

...

وتحت عنوان: "في سان دوني... مدرسة الأئمة بمرمى العدالة"، قالت الصحيفة: إنّ المدّعي العام الفرنسي في مدينة بوبيني بإقليم، سين سان دوني، فتح تحقيقاً أوليّاً بشأن "خيانة الأمانة"، قبل شهر، ضدّ إدارة المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنّ المعهد "يقوم بتدريب الأئمة والمدرسين في المدارس القرآنية، والمواطنين العاديين أيضاً الذين يرغبون في تعلم اللغة العربية أو الاقتراب من الإسلام"، ويتخرّج في تلك المدرسة سنوياً نحو 1500 طالب.

كثير من المتورطين في هجمات إرهابية بفرنسا مرّوا بهذا المعهد الذي يديره إخواني مقرّب من الغنوشي

وأشارت الصحيفة إلى أنّ المؤسسة التي تستفيد من "الاعتراف الأكاديمي الصادر عن جامعة كريتيل"، ولديها شراكات مع جامعات، مثل المعهد الكاثوليكي في باريس، هي في حقيقة الأمر واجهة لواقع أكثر غموضاً حول تمويل وأهداف تلك المؤسسة والمنظمة التي تديرها، سواء في محتوى التدريس، أو البرامج التي تتوفر على موقع المعهد على الإنترنت، وإيديولوجية المؤسسين والأساتذة وكذلك مصادر التمويل.

وأضافت: "نحن قادرون على الكشف عن أنّ المعهد الأوروبي للدراسات الإنسانية، المعروف لدى المخابرات الفرنسية، بأنه مؤسسة تعمل بشكل غير مريح، وتقوم بالدعوة إلى الإسلام الراديكالي".

اقرأ أيضاً: لماذا تحذر فرنسا من "نزعة انفصالية" يقودها التطرف الإسلامي؟

وقد أوكلت التحقيقات إلى الهيئة المالية التابعة للشرطة القضائية في باريس للبحث حول مصادر تمويل المؤسسة.

وقالت صحيفة "لوباريزيان": إنّ جاب الله يحمل سيرة ذاتية متناقضة، فهو (إمام، وأستاذ علم اللاهوت، ودكتور لتدريس علوم الإسلام في السوربون)، ويدافع عن الإسلام السلمي المخلص لقيم الجمهورية الفرنسية، وفي المقابل، فهو الرئيس السابق لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا  (UOIF)، الذي أصبح بعد ذلك منظمة مسلمي فرنسا، إحدى أذرع تنظيم الإخوان في فرنسا.

وأكدت أنّ انتماء جاب الله للإخوان أكبر دليل على تناقضه فيما يزعم به في خطاباته.

ونظراً لسرّية التحقيقات وحظرها عن وسائل الإعلام، حاولت الصحيفة الفرنسية الحصول على مزيد من المعلومات بشكل ميداني داخل أروقة المعهد.

وخلال التجول في مكتبة المعهد، عثر محرّر الصحيفة على كتاب محظور في فرنسا منذ عام 1995 ويعتبره البعض معادياً للسامية وكراهية النساء، لمؤلفه الشيخ يوسف القرضاوي، الزعيم الروحي لتنظيم الإخوان والمقيم في قطر، الذي يُعدّ أحد رموز المعهد المشاركين في تصميم برامجه، وهو شخصية مثيرة للجدل.

المعهد معروف لدى المخابرات الفرنسية بأنه يعمل بشكل غير مريح، ويدعو إلى الإسلام الراديكالي

وعثرت الصحيفة الفرنسية أيضاً في دليل الطلاب، الذين مرّوا بالمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية في سان دوني، على بعض الأسماء مثل اسم رضا هام، الذي تمّ تجنيده في سوريا ليأتي ويشنّ هجوماً إرهابياً على قاعة حفلات في باريس، وأنيس مدني، الذي حُكم عليه بالسجن 30 عاماً في البداية لمحاولته تفجير سيارة بالقرب من نوتردام في أيلول (سبتمبر) 2016، ومجموعة من طلاب المعهد الذين غادروا للقتال في سوريا.

واعتبرت الصحيفة أنّ مرور جميع هؤلاء الإرهابيين بالدراسة في هذا المعهد جعل السلطات الفرنسية تضاعف يقظتها، خاصة أنّ المعهد يقوم بتطوير مشروع طموح لحرم جامعي في سان دوني، وهي مدينة داخل مدينة، ولكن لا تحظى الفكرة بترحيب السلطات الفرنسية.

اقرأ أيضاً: فرنسا: ليبيا قاعدة لتمركز أردوغان شمال إفريقيا بمساعدة الإخوان

وتابعت: "ليس من قبيل المصادفة أنّ اللجنة الفرعية لمكافحة مخاطر الحريق والسلامة المهنية، قامت في تشرين الثاني (أكتوبر) الماضي بزيارة مفاجئة إلى المعهد، وتبع ذلك رأي بأنّ المكان غير مناسب لاستقبال الجمهور، ولكن صدر قرار من المديرية بوقف عملية إغلاق المعهد"، قبل أن تشكّك في التواطؤ لعدم إغلاقه.

وفيما يتعلق بتمويل المؤسسة، فإنّ المصادر المعلنة هي رسوم تسجيل الطلاب، وهي بحسب الصحيفة (2500 يورو لطلاب الدكتوراه، و275 يورو لأنشطة التدريب المسائي)، وأيضاً التبرعات عن طريق عملية الاشتراك على الموقع الإلكتروني للمعهد.

ولفتت إلى أنه "في 18 كانون الثاني (يناير) الماضي، نشر أحمد جاب الله مقطع فيديو على صفحة المعهد على فيسبوك يشير إلى أنه تمّ جمع مبلغ 152 ألف يورو من التبرعات".

اقرأ أيضاً: 7 دول تدعم موقف فرنسا في الناتو ضد تركيا.. من هي؟

وأشارت "لوباريزيان" إلى أنّ المعهد واجه تحقيقاً مالياً في مصادر تمويله.

ووفقاً لمعلومات الصحيفة، فإنّ السلطات تحقق في التباين حول الأرقام المعلنة للمعهد، واستثماراته العقارية.

كما تسلط العدالة الفرنسية الضوء بشكل خاص على مصادر التمويل السرّية التي سمحت في عام 2018 بإقامة 26 سكناً للطلاب في "لاكورنوف" بمبلغ 2 مليون يورو، بجانب مشروع الحرم الجامعي.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية