فتح الحدود يعيد النشاط للمسلحين.. الجماعات المتشددة تعبر إلى أعماق الكاميرون

فتح الحدود يعيد النشاط للمسلحين.. الجماعات المتشددة تعبر إلى أعماق الكاميرون

فتح الحدود يعيد النشاط للمسلحين.. الجماعات المتشددة تعبر إلى أعماق الكاميرون


20/05/2025

تصاعد مقلق في الهجمات الإرهابية، شهدته الحدود المشتركة بين الكاميرون ونيجيريا، خلال الأسابيع الماضية، ما دفع حكومتي البلدين إلى تكثيف جهودهما الأمنية والعسكرية للتعامل مع التهديدات المتزايدة التي تشكلها جماعة بوكو حرام وفصائلها المسلحة.

فقد شن مسلحو جماعة بوكو حرام، بالتنسيق مع تنظيم "داعش في غرب إفريقيا"، هجومًا مفاجئًا خلال الفترة الماضية على قاعدة عسكرية كاميرونية في بلدة وولغو الحدودية الواقعة في ولاية بورنو شمال شرق نيجيريا، وصفه مراقبون بالأعنف منذ شهور، وفقا لموقع "البوابة نيوز" المصري.

 وأسفر الهجوم حينها عن مقتل 12 جنديًا كاميرونيًا وإصابة 10 آخرين، وفق ما نقلته وكالة "رويترز"، فيما كشفت وزارة الدفاع الكاميرونية أن الهجوم نُفذ باستخدام أسلحة متطورة، بينها طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات، أدت إلى نشوب حريق هائل دمر آليات عسكرية ومنازل في المنطقة. 

واعتُبر هذا الهجوم الأول من نوعه الذي تُستخدم فيه طائرات بدون طيار ضد القوات الكاميرونية في هذا الصراع، بحسب الموقع المصري.

في السياق، كتب الصحفي فرانك فوت في مجلة "جون أفريك" أن "الهجوم على وولغو يعكس تنامي قدرات الجماعات المتطرفة في المنطقة، ويؤشر إلى مرحلة جديدة من المواجهات المسلحة".

وفي رد مباشر، شن الجيشان الكاميروني والنيجيري عمليات هجومية مضادة ضمن إطار قوة المهام المشتركة متعددة الجنسيات، لاستهداف معاقل الجماعات المسلحة وتضييق الخناق عليها.

يتزامن تصاعد الهجمات مع إعادة فتح المعابر الحدودية بين البلدين التي كانت مغلقة منذ سنوات بسبب نشاط الجماعات المتشددة

بالتزامن، وقع هجوم آخر في منطقة واجيروكو بولاية بورنو، حيث استهدفت الجماعات المسلحة قاعدة عسكرية نيجيرية، ما أدى إلى مقتل أربعة جنود وإصابة عدد آخر، من بينهم قائد اللواء، وأشعل المهاجمون النيران في مركبات عسكرية كانت مخصصة للدوريات الأمنية.

ويتزامن تصاعد الهجمات مع إعادة فتح المعابر الحدودية بين البلدين، التي كانت مغلقة منذ سنوات بسبب نشاط الجماعات المتشددة. ففي 27 كانون الثاني / يناير، أعاد حاكما منطقة أقصى الشمال بالكاميرون وولاية بورنو بنيجيريا افتتاح سوق الماشية في بلدة بانكي الحدودية، ما أنعش الحركة التجارية في المنطقة، وخلق فرص عمل، وزاد من عائدات الضرائب.

إلا أن الباحث في معهد الدراسات الأمنية، سيلستين ديلانغا، حذر في مقال له من أن إعادة فتح الحدود لم تفد الاقتصاد فقط، بل أعادت النشاط أيضًا إلى الجماعات المسلحة التي استغلت الفرصة لإعادة تنظيم صفوفها وشن هجمات على التجار والمدنيين".

وسُجلت خلال الفترة من أيلول / سبتمبر إلى تشرين الثاني / نوفمبر 2024 أكثر من 29 هجومًا على شاحنات تجارية بين أمشيدي وبانكي، إلى جانب غارات ليلية استهدفت قرى ومجتمعات في الكاميرون ونيجيريا. 

وبحسب تقرير "البوابة نيوز"، فإن التهديدات الإرهابية لا تقتصر على الحدود الشمالية، بل امتدت إلى الجنوب الكاميروني أيضًا، حيث أعلن الجيش الكاميروني في كانون الثاني / يناير، عن مقتل خمسة جنود خلال يومين في هجمات استهدفت مناطق قريبة من ولاية تارابا النيجيرية.

وأكد سكان من بلدة أكوايا أن مئات المقاتلين المسلحين عبروا نهر مون إلى داخل الأراضي الكاميرونية. 

واتهم النائب البرلماني عن المنطقة، أكا مارتن تيوغا، جماعات متشددة نيجيرية بمحاولة السيطرة على هذه المناطق، قائلًا في تصريح لإذاعة "صوت أمريكا": "إنهم يتصرفون على غرار بوكو حرام، و يتسللون إلى المجتمعات، ثم يشرعون في القتل وإحراق المنازل".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية