"صافر" تتحول إلى قنبلة موقوتة... ومراوغة الحوثي تهدد بكارثة

"صافر" تتحول إلى قنبلة موقوتة... ومراوغة الحوثي تهدد بكارثة


23/03/2022

بعد نحو (7) أعوام من مرواغة جماعة الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، وتلاعبها بلمف ناقلة النفط "صافر"، تحولت الناقلة الراسية قبالة الحديدة إلى "قنبلة موقوتة" تهدد بأسوأ كارثة بيئية على الإطلاق قد تطال البحر الأحمر كله ودوله المشاطئة.

وفي تقرير مطول، قالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية: إنّه "من النادر رؤية كارثة بحرية تتكشف في حركة بطيئة، لكنّ هذا بالضبط ما يحدث قبالة سواحل اليمن، حيث ترسو ناقلة النفط المتهالكة صافر"، على بعد (5) أميال من الساحل اليمني منذ آذار (مارس) 2015، عندما سيطر المتمردون الحوثيون على ساحل البحر الأحمر بالقرب من مدينة الحديدة الساحلية.

تحولت الناقلة الراسية قبالة الحديدة إلى "قنبلة موقوتة" تهدد بأسوأ كارثة بيئية على الإطلاق قد تطال البحر الأحمر كله ودوله المشاطئة

ووفقاً لـ"سي إن إن"، يعمل المسؤولون الدوليون على درء كارثة بيئية وبشرية محتملة، حيث تمتلئ السفينة التي يبلغ ارتفاعها (362) متراً (1118) قدماً بأكثر من مليون برميل من النفط الخام الخفيف والبضائع السائلة التي يمكن أن تؤدي إلى كارثة بيئية بتسرب النفط من السفينة أو انفجارها.

وأشارت الشبكة الإخبارية الأمريكية إلى تسرب النفط الكارثي، الذي حدث في آذار (مارس) 1989 من شركة إكسون فالديز، معتبرة أنّ تلك الكارثة التي حدثت في الثمانينيات من القرن الماضي أصبحت معياراً يتم على أساسه قياس جميع كوارث النفط البحرية الأخرى. تلك الكارثة، التي حدثت قبل (33) عاماً غطت مئات الأميال من ساحل ألاسكا بنفط كثيف، ممّا أدى إلى تدمير الحياة البحرية النقية في المنطقة، غير أنّ الكارثة المحتملة التي قد تسببها "صافر" قد تفوق تلك التي سببتها شركة إكسون فالديز، على حدّ قول الشبكة الأمريكية.

وأوضحت أنّه "بالإضافة إلى الضرر الذي يلحق بالحياة المائية، فإنّ العديد من أسوأ آثارها ستؤثر بشكل مباشر على الناس"، مضيفة "أنّ حادثة صافر المحتملة قد تفسد المزارع السمكية التي يعتمد عليها عدد كبير من السكان في المنطقة في الحصول على الغذاء، فضلاً عن إطلاق أبخرة سامة في الهواء، ممّا قد يصيب الآلاف من الناس، كما أنّه من شأنه أن يفسد مصدراً حيوياً لمياه الشرب الضرورية للمجتمعات في جميع أنحاء المنطقة."

نذير سوء

لعل أكثر ما ينذر بالسوء هو أنّ السفينة معرضة لخطر الاشتعال في كرة نارية محمولة بالماء يمكن أن تنفجر بقوة متفجرة هائلة، ممّا يتسبب في مزيد من الدمار البيئي المحتمل، وفقاً لـ"سي إن إن".

"سي ان ان" : من النادر رؤية كارثة بحرية تتكشف في حركة بطيئة، لكن هذا بالضبط ما يحدث قبالة سواحل اليمن

وتحمل ناقلة النفط المتهالكة ما يقرب من (4) أضعاف كمية النفط المتسرب من إكسون فالديز. ولكن ليس فقط حجم حمولة السفينة هو الذي يتسبب في زيادة المخاطر؛ فالحقائق المناخية هي أيضاً من بين العوامل.

سيناريوهات كارثية وكابوس على كافة الأصعدة

في قراءة للسيناريوهات المحتملة للكارثة، قالت "سي إن إن": إنّ التسرب النفطي من الناقلة صافر قد يمتد لمئات الأميال البحرية، على عكس ما حدث في تسرب إكسون فالديز منذ (33) عاماً، حيث ساعدت المياه الباردة والجليد في احتواء النفط المسرب من إكسون فالديز في جنوب شرق ألاسكا.

إلى ذلك، أظهرت دراسة أجرتها منظمة جرين بيس (السلام الأخضر) العام الماضي أنّ النفط يمكن أن ينتقل إلى سواحل جيبوتي وإريتريا والمملكة العربية السعودية المجاورة.

وممّا يزيد الطين بلة أنّ النفط الذي تحمله "صافر" يشبه وقود الديزل أكثر من النفط الخام الأكثر لزوجة وكثافة، ممّا يعني أنّه سينتشر بسرعة كبيرة، تحملها تيارات البحر الأحمر المتقلبة والمتغيرة.  وفي الوقت نفسه، يمكن أن تخلق درجات الحرارة الدافئة في المنطقة كابوساً يتعلق بجودة الهواء لهؤلاء الذين سوف يهرعون لموقع التسرب، وكذلك للسكان في جميع أنحاء المنطقة.

هناك خطر كبير آخر، حيث إنّ داخل مساحة رأس السفينة - المنطقة الفارغة التي تفصل حمولتها السائلة عن الجزء العلوي من حواجزها ـ تحوم في دوامات من أبخرة متقدة وقابلة للاشتعال يمكن أن تشتعل إذا تعرضت لشرارة بالغة الصغر.

عقبات إضافية

من شبه المؤكد أنّ الحرب الدائرة في اليمن ستوفر عقبات إضافية أمام تطهير الأطقم على أمل المساعدة في احتواء الانسكاب، على حدّ قول "سي إن إن".

لأعوام عديدة، فشلت الجهود الدولية لنزع فتيل أزمة "صافر"؛ بسبب مرواغة جماعة الحوثي الإرهابية التي عرقلت محاولات إفراغ السفينة لأكثر من (4) مرات. لكن في الآونة الأخيرة، وقّع إبراهيم السراجي، زعيم المتمردين والرئيس الفعلي لليمن الخاضع لسيطرة الحوثيين، اتفاقية لنقل محتويات صافر إلى سفينة أخرى حتى يمكن إزالتها وبيعها بأمان.

 ويتوقف الاتفاق على قيام الأمم المتحدة بجمع الأموال لتحقيق هذه الخطة، فضلاً عن توفير مرفق بديل قادر على التصدير، كلا الهدفين قابل للتحقيق، وكلاهما مطلوب بشكل عاجل، وفقاً لـ"سي إن إن".

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية