نصر محمد عارف
لا يختلف اثنان على بؤس الشعارات في العالم العربي، وتحولها الى دروع يختبئ خلفها أكابر المجرمين، وموضوعنا هنا شعارات جماعة الحوثي التي تقول: «الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام»، حيث تحول الشعار الأساسي للحوثيين إلى عقيدة تظهر مصاحبة لوجودهم أكثر من أي شعار آخر، فتم وضعه على البنادق والمدافع، وعلى السيارات العسكرية، وصارت نقاط التفتيش تغرس الشعار في برميل وسط الشارع لتأكيد السلطة الحوثية، والقانون الحوثي.
ولنتأمل العلاقة بين نص الشعار والقيم والمعاني التي يحملها، والممارسات الواقعية للحوثيين، وعلاقة كل ذلك بالإسلام أو بالزيدية أو الجعفرية الاثنا عشرية، وسنجد أنه بعيداً عن كلمة الله أكبر التي هي شعار الأذان، ورمز تحرر الإنسان، لأنه عندما تقول: «الله أكبر»، فهذا يعني أنك حر لأنه ليس هناك من هو بينك وبين الله، فأنت حر في علاقتك بالله؛ سنجد أن جماعة الحوثي هي جماعة الموت واللعنات، فجوهر فكرتها موت ولعنة، ولكن الشعار المخادع يتكلم عن الموت لأمريكا وإسرائيل، ولكن ما هي علاقة الحوثي بأمريكا وإسرائيل؟
فالشعار إذن للخديعة والتضليل، فهم يقولون: الموت لأمريكا، والموت لإسرائيل، وعلى الرغم من فجاجة هذه اللغة، إلا أنها مخادعة كاذبة مضللة، تم وضعها بخباثة لتضليل العوام، لأن الحوثي جاء بالموت لليمنيين، وأوغل في قتلهم وتشريدهم.
إذن الموت ليس لأمريكا وإسرائيل، وإنما لليمنيين، ولكن الشعار الزائف الكاذب المخادع، تم اختياره لتفجير المخزون العاطفي من الكراهية لأمريكا وإسرائيل؛ والذي تمت استعارته من ملالي طهران وقُم، وتوجيه هذه الحماسة الهوجاء رصاصاً وقنابل وناراً إلى صدور اليمنيين.
ثم يأتيك شعار اللعنة على اليهود، وهو شعار يمثل جريمة في حق الشعب اليمني الذي يوجد بين مواطنيه يهود، هم أبناء اليمن من قبل ظهور الإسلام، وهم مواطنون، والحوثيون يسعون لحكم اليمن، فكيف يلعنون مواطنيهم؟!.
وهنا، ما علاقة لعن اليهود بحركة انقلابية تسرق اليمن.. العلاقة الوحيدة هي ممارسة الاختباء خلف الشعار لممارسة أبشع جرائم القتل والسلب والنهب لكل ما في اليمن.
وعلى الرغم من كل هذه الفجاجة في هذه الشعارات المعادية لأمريكا واليهود، إلا أن الإدارة الأمريكية الجديدة ترى الحوثي مسالماً، ولا علاقة له بالإرهاب، على أمل أن يقنعه ذلك بالسماح بتمرير المساعدات لليمنيين الذين يعذبهم كل يوم.
عن "الرؤية" الإماراتية