"سيدة القاعدة".. ماذا تعرف عن عافية صديقي؟ وما علاقتها بحادث "كنيس تكساس"؟

"سيدة القاعدة".. ماذا تعرف عن عافية صديقي؟ وما علاقتها بحادث "كنيس تكساس"؟


16/01/2022

عاد اسم العالمة الباكستانية، عافية صديقي، إلى الواجهة من جديد، بعد أن قال محتجز الرهائن في كنيس يهودي في دالاس بولاية تكساس إنّه شقيقها وطالب بالإفراج عنها،  ولا تُعدّ هذه المرّة الأولى التي تتصدر فيها "سيدة القاعدة" مطالب محتجزي الرهائن والجماعات الجهادية.

بالمقابل، نفت مروة البيالي محامية عافية صديقي أن يكون الرجل شقيقاً لموكلتها  السجينة.

وقالت البيالي لشبكة CNN عبر الهاتف: إنّ موكلتها "لا علاقة لها على الإطلاق" باحتجاز الرهائن في الكنيس.

البيالي تكشف أنّ موكلتها صديقي لا علاقة لها على الإطلاق باحتجاز الرهائن في الكنيس، وأنّ المُنفّذ ليس شقيقها

وأكدت أنّ المشتبه به ليس شقيق صديقي، مضيفة: "إنّها لا تريد ارتكاب أي عنف ضد أي إنسان، خاصة باسمها...، من الواضح أنّ الأمر لا علاقة له بالدكتورة صديقي أو عائلتها".

وقالت المحامية في بيان بعد وقوع الحادث أمس: "نريد التحقق من أنّ الجاني ليس شقيق السيدة عافية، فهو مهندس معماري وعضو في المجتمع المحلي، أيّاً كان المعتدي، نريده أن يعرف أنّ أفعاله لقيت إدانة السيدة عافية وعائلتها"، واصفة تصرفات المشتبه به بـ"المشينة والخاطئة".

وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام أمريكية أنّ محتجز الرهائن في كوليفيل هو شقيق الباكستانية عافية صديقي الملقبة بـ"سيدة القاعدة"، التي أدينت بالاعتداء ومحاولة قتل جندي أمريكي في أفغانستان، وتقبع في أحد السجون الأمريكية بعد الحكم عليها بالسجن لمدة (86) عاماً، وأنّه نفذ عمليته للمطالبة بالإفراج عنها.

وفي ساعة متأخرة مساء أمس أعلنت السلطات أنّه تم إطلاق سراح جميع الرهائن، وأنّ محتجزهم لقي مصرعه.

وبدأت قصة صديقي في حقبة "الحرب على الإرهاب"، في آذار (مارس) 2003 عندما تم اعتقال خالد شيخ محمد الذي يُعتبر الرجل الثالث في تنظيم القاعدة ومهندس هجمات 11 أيلول (سبتمبر).  

ليست هذه المرّة الأولى التي تتصدر فيها "سيدة القاعدة" مطالب محتجزي الرهائن والجماعات الجهادية

وعقب اعتقاله اختفت صديقي التي تعتقد الولايات المتحدة أنّ لها علاقة بتنظيم القاعدة، واختفى أطفالها الـ3 من كراتشي، وفق وكالة "فرانس برس".

ووصفت تقارير الإعلام الأمريكي صديقي بأنّها أول امراة يشتبه بعلاقتها بتنظيم القاعدة، وأطلقت عليها لقب "سيدة القاعدة".  

بعد (5) أعوام على اختفائها، ظهرت صديقي في أفغانستان، حيث اعتقلتها السلطات المحلية في ولاية غزني المضطربة جنوب شرقي البلاد.

وفي ليلة اعتقالها، تقول عائلتها: إنّ عافية وأبناءها الـ3 أحمد ومريم وسليمان الذي لم يكن عمره في ذلك الوقت يتجاوز (6) أشهر، وتوفي بعد ذلك، كانوا يستعدون لمغادرة منزلهم في حي غولشان إقبال الفخم في كراتشي متوجهين إلى المطار عندما اعتقلهم عناصر باكستانيون وأمريكيون.

وطبقاً لوثائق محكمة أمريكية، فقد كانت وقتها تحمل كيلوغرامين من سيانيد الصوديوم مخبأة في زجاجات كريم مرطب، وكانت تحمل أيضاً خططاً لحرب كيميائية ومخططات هندسية لجسر بروكلين ومبنى إمباير ستيت في نيويورك.  

 العالمة الباكستانية عافية صديقي

وقد سلّمتها السلطات الأفغانية إلى القوات الأمريكية التي بدأت في التحقيق معها، وخلال التحقيق أمسكت ببندقية وأطلقت منها النار، على عملاء عسكريين بينما كانت تصرخ "الموت لأمريكا"، و"أريد أن أقتل جميع الأمريكيين"، ولم يُصب أيّ من الجنود، ولكنّها هي نفسها أصيبت بجروح.

وبعد ذلك مثلت صديقي أمام محكمة في الولايات المتحدة، وحكم عليها في 2010 بالسجن (86) عاماً بتهمة الشروع في القتل، وليس للاشتباه بعلاقتها بتنظيم القاعدة.  

وما تزال جوانب كثيرة من القضية غير واضحة؛ ومن بينها: أين كانت صديقي في الفترة منذ اختفائها في 2003 حتى ظهورها مرة ثانية في 2008؟

وحتى قاضي المحكمة الأمريكية ريتشارد بيرمان أقرّ في حكمه أنّه "لم يتحدد مطلقاً سبب تواجد صديقي وابنها في أفغانستان".

عاشت صديقي في كنف عائلة من صفوة المجتمع، ولم يكن في حياتها ما يدلّ على أنّها ستنتهي إلى هذا المصير.

أمضت طفولتها ما بين باكستان وزامبيا، وعندما بلغت (18) عاماً توجهت إلى تكساس حيث يعيش شقيقها قبل أن تلتحق للدراسة في معهد ماساشوتسس المرموق للتكنولوجيا، وحصلت على شهادة الدكتوراه في علم الأعصاب من جامعة برانديز.

وفي التسعينيات رتبت عائلتها زواجها من أمجد خان الطبيب الذي يعيش في كراتشي، وانضم إليها في الولايات المتحدة. وأثناء دراستها كرّست نفسها للعمل الخيري وتوزيع نسخ من المصحف في الجامعة التي كانت تدرس فيها.

وابتداء من 2001 بدأت عافية وزوجها يظهران على رادار مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) بسبب تبرعاتهما لمنظمات إسلامية وشراء نظارات ليلية وكتب حول الحرب وغيرها من المعدات بقيمة (10,000) دولار باسم زوجها.

وفي العام التالي عاد الزوجان إلى باكستان، وطلبت عافية الطلاق، ويشتبه مسؤولون أمريكيون أنّها تزوجت بعد ذلك من عمار البلوشي ابن شقيق خالد شيخ محمد، رغم أنّ عائلتها تنفي ذلك.

ويعتقد بعض المسؤولين الأمريكيين أنّ عافية صديقي عملت مع القاعدة منذ فترة تواجدها في الولايات المتحدة، وأمضت الأعوام من 2003 حتى 2008 في أفغانستان مع عائلة البلوشي الذي اعتقل في 2003، وقضى فترة سجن في غوانتانامو.

يُذكر أنّ اسمها تكرر في قائمة أسماء الأشخاص الذين يطالب الإسلاميون بالإفراج عنهم، من الجزائر حتى العراق واليمن.

وقد سعت جماعات إسلامية مسلحة، من بينها تنظيم القاعدة وفروعها وتنظيم "الدولة الإسلامية"، لضمان الإفراج عن صديقي (42) عاماً، مقابل الإفراج عن رهائن لديهم، وآخرهم الصحافي جيمس فولي الذي قطع مسلحو داعش رأسه في آب (أغسطس) الماضي.  

الصفحة الرئيسية