سياسة الإمارات تجاه سوريا تتسم بالموضوعية وتغليب مصلحة الشعب السوري

سياسة الإمارات تجاه سوريا تتسم بالموضوعية وتغليب مصلحة الشعب السوري

سياسة الإمارات تجاه سوريا تتسم بالموضوعية وتغليب مصلحة الشعب السوري


08/01/2025

منذ سقوط نظام بشار الأسد انتهجت دولة الإمارات سياسة متوازنة تجاه النظام الجديد في سوريا، فقد أعلنت احترامها لوحدة التراب السوري، وسلامة الشعب، وأكدت في سياق التحركات العربية والإقليمية ضرورة احترام خيارات الشعب السوري دون تفريط أو مبالغة.

وكان انحياز الإمارات واضحاً للشعب السوري، ووضع أمنه وسلامته فوق أيّ اعتبار، حيث أكدت الإمارات منذ اليوم الأول أنّها تتابع التحركات الجارية في الجمهورية العربية السورية، وجددت في 9 كانون الأول (ديسمبر) الماضي حرصها على وحدة وسلامة الدولة السورية، وضمان أمن واستقرار الشعب السوري الشقيق. ودعت وزارة الخارجية في بيان لها كافة الأطراف السورية إلى تغليب الحكمة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ سوريا، وبما يحقق تطلعات وطموحات كافة أطياف الشعب السوري. وشددت الوزارة على ضرورة الحفاظ على الدولة الوطنية السورية ومؤسساتها، ومنع أيّ انزلاق نحو الفوضى وعدم الاستقرار.

إدانة الانتهاكات الإسرائيلية

اتخذت الإمارات موقفاً صارماً تجاه التجاوزات الإسرائيلية في سوريا، ففي 10 كانون الأول (ديسمبر) أدانت الإمارات العربية المتحدة "بشدة" سيطرة إسرائيل على المنطقة العازلة في هضبة الجولان المحتلة. وقال بيان لوزارة الخارجية الإماراتية: إنّ "هذا الاستيلاء يُعدّ خرقاً وانتهاكاً للقوانين الدولية، ولا سيّما اتفاق فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا الذي وقّع عليه الجانبان في عام 1974". وأكدت دولة الإمارات "رفضها القاطع لهذه الممارسات، والتي تهدد بالمزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة، وتعيق جهود تحقيق السلام والاستقرار".

 أدانت الإمارات العربية المتحدة "بشدة" سيطرة إسرائيل على المنطقة العازلة في هضبة الجولان المحتلة

وعادت وزارة الخارجية الإماراتية، وأكدت في بيان لها، في منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي، تمسك دولة الإمارات بوحدة وسيادة وسلامة أراضي الدولة السورية، مشددة على أنّ قرار التوسع الإسرائيلي هو سعي متعمد لتوسيع الاحتلال وانتهاك وخرق للقانون الدولي.

كما أكدت الوزارة رفض دولة الإمارات القاطع لجميع الإجراءات والممارسات التي تهدف إلى تغيير الوضع القانوني للجولان المحتل، والتي تهدد أمن واستقرار وسيادة الجمهورية العربية السورية.

انفتاح موضوعي على آمال الشعب السوري

بعد فترة وجيزة من سقوط الأسد استأنفت دولة الإمارات، وكذا المملكة العربية السعودية والبحرين وعمان، أنشطتها الدبلوماسية في دمشق، وقد شكرتها بدورها إدارة الشؤون السياسية في الحكومة السورية الجديدة في بيان صدر في الثاني عشر من كانون الأول (ديسمبر). وجاء هذا البيان في أعقاب اجتماعات عقدتها القيادة الجديدة مع سفراء هذه الدول، فضلاً عن قطر. 

من الواضح أنّ الإمارات انحازت لخيارات الشعب السوري، ودخلت في مشاركة إيجابية مع الإدارة السورية الجديدة، التي تجسدت في مكالمة هاتفية بين وزيري خارجية البلدين في 23 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وبات من الواضح أنّ الإمارات تتحرك بموضوعية ودون اندفاع، لدعم الإدارة الجديدة في دمشق بشكل كامل وعلني، من خلال إرسال مساعدات إنسانية أو مالية إلى البلاد.

وفي 14 كانون الأول (ديسمبر) الماضي أعرب أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، عن تفاؤله بشأن لغة القيادة الجديدة بشأن الوحدة. لكنّ قرقاش، وبمنتهى الموضوعية، أكد بقوة على الحاجة إلى البقاء على أهبة الاستعداد نظراً لعلاقات القيادة الجديدة بالفصائل الإسلامية. كما كتب في منشور على موقع التواصل الاجتماعي (إكس) أنّ اجتماع لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا "يعكس نهجاً عربياً إيجابياً لدعم إخواننا في مسار الانتقال السياسي والسلمي في سوريا".

ورغم حذرها الموضوعي القائم على أسباب وجيهة، لم توصد الإمارات أبوابها في وجه القيادة الجديدة في سوريا، تقديراً للشعب السوري، وإيماناً بأولويات المرحلة، حيث التقى الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة يوم الإثنين الفائت مع وزير الخارجية السوري المؤقت أسعد حسن الشيباني، الذي زار البلاد، وبحث معه العلاقات الثنائية والتطورات في سوريا.

نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة: الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان

دلالات تفصح عن سياسة متوازنة

قالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان رسمي: إنّ الجانبين ناقشا سبل تعزيز العلاقات الثنائية "الأخوية القوية" في المجالات ذات الاهتمام المشترك، واستعرضا مجمل التطورات في سوريا والوضع الإقليمي الحالي، وتناولا "عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك".

وأكد الشيخ عبد الله بن زايد "موقف الإمارات الثابت في دعم استقلال سوريا وسيادتها على كامل أراضيها"، وأعرب عن "تضامن الدولة مع الشعب السوري ودعمها لكل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق تطلعاته في الأمن والسلام والاستقرار والحياة الكريمة"، بحسب البيان.

وزير الخارجية السوري المؤقت: أسعد حسن الشيباني

وأعرب وزير الخارجية الإماراتي عن التزام الإمارات بمساعدة الشعب السوري في تحقيق تطلعاته وضمان الأمن في كافة أنحاء البلاد.

ونشرت وزارة الخارجية السورية المؤقتة بعد اللقاء (4) صور على موقع التواصل الاجتماعي (إكس) تظهر الشيباني وهو يصافح الشيخ عبد الله ويجري محادثات معه. وذكرت الوزارتان أنّ الاجتماع حضره أيضاً كبار المسؤولين من الجانبين، بما في ذلك وزيرا دفاع البلدين.

وجاءت الزيارة في إطار جولة الشيباني الإقليمية المستمرة بداعي تعزيز الاستقرار، وتحقيق التعافي الاقتصادي في سوريا.

وفي خطوة لافتة، جرى رفع علم الثورة السوري على مبنى السفارة السورية في أبوظبي. وسبق ذلك قبل نحو أسبوعين رفع علم الثورة السورية داخل مقر مبنى السفارة السورية بالإمارات. وأظهر مقطع فيديو مجموعة من الأشخاص يحملون علم "الثورة الأخضر"، ورددوا هتافات: "الشعب السوري واحد".




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية