جدد الرئيس سعيد دعوته لمواصلة الحرب ضد الفساد والمفسدين الذين تسللوا إلى مفاصل الدولة، في إشارة إلى الإخوان وحلفائهم، مشددا على أن مرحلة البناء والتشييد لا يمكن أن تكون صلبة ودائمة إلا بعد تطهير البلاد واستعادة الشعب التونسي لكل ثرواته التي عبث بها المفسدون وأعوانهم على مدى عقود من الزمن.
وأكد سعيد، خلال لقائه برئيس الحكومة التونسية كمال المدوري، على "ضرورة الإسراع بانطلاق عدد من المشاريع الكبرى وتجاوز العقبات الإدارية المفتعلة"، كما أكد، في بيان صادر عن الرئاسة التونسية، على الدور الاجتماعي للدولة بمقاربات جديدة وبمفاهيم بدورها جديدة وبحلول جذرية تقطع مع الماضي وتستجيب لانتظارات الشعب التونسي.
في الأثناء، تواصل السلطات في تونس التحقيق مع عدد من المسؤولين وممثلين عن أكثر من 40 شركة، بتهم الفساد وسوء استغلال الضيعات الفلاحية التابعة للدولة.
الإخوان استغلوا خلال العشر سنوات الماضية القانون لإبرام عقود بين أعضاء بالجماعة والموالين لهم مع الدولة التونسية بقيمة مالية بخسة
وفتحت التحقيقات عقب زيارة قام بها الرئيس التونسي، قيس سعيد، يوم 30 تشرين الأول / أكتوبر الماضي إلى ضيعة "الشغال" التابعة للدولة بمحافظة صفاقس جنوبي البلاد، التي تحتضن أكبر غابة لشجر الزيتون في أفريقيا.
وسبق أن حذر سعيد، في تصريحات سابقة، من "لوبيات" قال إنها "بدأت تتحرّك هذه الأيام وامتداداتها داخل عدد غير قليل من الإدارات والمؤسسات الحكومية يقتضي الواجب المقدس تفكيكها ومحاسبتها ومحاسبة كل من يُنفّذ مخططاتها الإجرامية".
وتعمل خيوط الإخوان المزروعة داخل مفاصل الدولة على تنفيذ مخططات لتأجيج الأوضاع في محاولة يائسة لنشر الفوضى بما يعبد طريق عودتها للحكم.
ويرى مراقبون أن الإخوان استغلوا، خلال العشر سنوات الماضية، القانون لإبرام عقود بين أعضاء بالجماعة والموالين لهم مع الدولة التونسية بقيمة مالية بخسة، خدمة لأجنداتهم.