
دعت بعض الأطراف السياسية في تونس، خلال الفترة الماضية، لإجراء حوار وطني شامل يضم جميع الأحزاب، من بينها تنظيم الإخوان، إلا أن الرئيس التونسي قيس سعيد أعلن رفضه لأي مبادرة "مع من نهبوا البلاد وفجروها من الداخل"، في إشارة إلى الإخوان.
ويرى مراقبون أن الرئيس قيس سعيد حسم أمره فيما يتعلق بحزب حركة النهضة الإخواني وحلفائه، وأن كل محاولات إشراكه في المسار السياسي مرفوضة.
في السياق، قال المحلل السياسي التونسي حسن التميمي إن "حركة النهضة تسعى إلى العودة إلى المشهد السياسي من بوابة الحوار الوطني، ومنَّت نفسها بإطلاق سراح قياداتها الموقوفة على ذمة العديد من القضايا، ومن بينهم رئيسها راشد الغنوشي".
وأضاف التميمي، لموقع "العين الإخبارية"، أن كل هذه الدعوات السياسية تقف وراءها جماعة الإخوان، ظنًّا منهم أنه سيتم الإفراج عنهم إثر إجراء هذا الحوار وتحقيق الوحدة الوطنية.
وأشار إلى أن تنظيم الإخوان تورط خلال فترة حكمه للبلاد منذ سنة 2011 في جرائم عديدة، من بينها جرائم اغتيالات سياسية، وتسفير الإرهابيين إلى بؤر التوتر والإرهاب، وقتل الجنود، والفساد المالي.
وأكد أن الرئيس قيس سعيد حسم أمره فيما يخص حركة النهضة، واعتبرها المسؤولة الأولى عن الجرائم التي وقعت في البلاد منذ توليها الحكم.
واعتبر أن دعوة الأحزاب السياسية وعدد من البرلمانيين لإجراء حوار وطني شامل مع الإفراج عن السياسيين من جماعة الإخوان وحلفائهم، أمر مرفوض بالنسبة للرئيس سعيد، الذي يعمل على تطهير البلاد من براثنهم.
كل هذه الدعوات السياسية تقف وراءها جماعة الإخوان ظنًّا منهم أنه سيتم الإفراج عنهم إثر إجراء هذا الحوار
من جانبه، قال عبيد البريكي، رئيس حركة "تونس إلى الأمام"، إنه لا يمكن العودة إلى الوراء فيما يتعلق بإشراك الأحزاب السياسية المورطة في قضايا فساد وإرهاب في العمل السياسي وفي أي حوار وطني.
وأضاف البريكي في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن الارتقاء بنسق تحويل الأهداف إلى منجز وواقع عملي يتطلب تحديد النقائص الموجودة في العمل الحكومي ومعالجتها.
ودعا البريكي إلى "تجميع القوى الوطنية اعتمادًا على الدستور وممثلي الحكومة والوظيفة التشريعية"، مجددًا تأكيده على "دعم الحركة لمسار الرئيس قيس سعيد الإصلاحي، وأنه لا سبيل إلى العودة إلى الوراء".
وأشار إلى أن الوحدة الوطنية ضرورية لدرء المخاطر المحدقة في ظل التحولات السريعة التي يعيشها العالم اليوم وانعكاساتها وطنيًّا وعربيًّا وإقليميًّا من ناحية، وفي ظل الوضع الاقتصادي الصعب من ناحية أخرى.
وقد عبّر قيس سعيد منذ يومين عن رفضه للدعوات لإجراء مثل هذا الحوار الوطني، وقال إن "البناء السياسي قد تم كاملًا، وأجريت الانتخابات في موعدها، واليوم يريدون العودة إلى الوراء".
وأضاف: "هكذا دأبهم، يتصورون أن التاريخ يتأخر، التاريخ يتقدم، وسنكون في موعد التاريخ، وسنواجه كل التحديات لأن هذه أمانة نحملها بكافة أوزارها وأثقالها.. هدفهم (الإخوان) كان تفتيت الدولة، والنية كانت في وقت من الأوقات هي إشعال حرب أهلية فجّروها، وما زالوا يحنّون إلى تفجيرها لأن الهدف هو ضرب الدولة في وجودها، فضلًا عن كل المظاهر الإجرامية الأخرى".