رجلان طاعنان يتنافسان على قيادة أمريكا: ما هي حظوظ ترامب؟

رجلان طاعنان يتنافسان على قيادة أمريكا: ما هي حظوظ ترامب؟

رجلان طاعنان يتنافسان على قيادة أمريكا: ما هي حظوظ ترامب؟


17/07/2023

أثبت التاريخ مؤخراً أنّ التقليل من شأن ترامب يُعَدُّ تقديراً خاطئاً باهظ الثمن بالنسبة للديمقراطيين. هذا ما تخلص إليه دراسة نشرها مركز الإمارات للسياسات، للباحث عمر طاش بينار.

يحظى ترامب، وفق الدراسة، بأفضلية واضحة على بايدن عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد. ومع أن سباق الرئاسة لم يبدأ بعد، يبدو أنّ ترامب يتقدَّم بنسب بسيطة في استطلاعات الرأي الأمريكية. وتشير الحكمة التقليدية إلى أنّ ترامب سيفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، غير أنه قد يخسر في الانتخابات الوطنية أمام بايدن، لكنْ عادة ما ثبت خطأ الحكمة التقليدية فيما يتعلق بترامب. ويقول لنا التاريخ إنّ من الخطأ الفادح التقليل من شأن ترامب والرهان ضده. وحتى في غياب الركود الاقتصادي فإنّ بايدن قد يخسر في بيئة يهيمن فيها التضخم وثبات الأجور على الانطباعات الوطنية.

يحظى ترامب بأفضلية واضحة على بايدن عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد. ومع أنّ سباق الرئاسة لم يبدأ بعد، يبدو أنّ ترامب يتقدَّم بنسب بسيطة في استطلاعات الرأي

بيْد أنّ حملة إعادة انتخاب ترامب تعرضت لضربة كبيرة، بعدما أصبحت التهم الجنائية الفيدرالية بانتهاك قواعد التعامل مع الملفات السرية أحدث  وأخطر  تحدٍ قانوني يواجه حملة إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، بل وربما يهدد حريته نفسها، وفق تقرير نشره موقع "الحرة".

التهم الـ37

ودفع ترامب، ببراءته، من جميع التهم الـ37 الموجهة إليه، المتعلقة بتعمّد إساءة التعامل مع أسرار الحكومة الأمريكية والتخطيط لعدم إعادة وثائق سرية بعد انتهاء فترة ولايته، وذلك في جلسة استماع عقدت أمام محكمة فدرالية، الشهر الماضي.

وبعد المحاكمة، ألقى ترامب خطاباً أمام مؤيديه من ناديه بيدمينستر، بنيوجيرسي. وصوّر ترامب، نفسه، على أنه ضحية لمقاضاة انتقائية وذات دوافع سياسية، وذلك بعد ساعات من دفعه ببراءته وبأنه "غير مذنب في اتهامات بعرقلة العدالة وتعريض الأمن القومي للخطر من خلال رفضه تسليم وثائق سرية من الفترة التي قضاها في البيت الأبيض".

ويقول مراقبون وسياسيون أمريكيون إنّ حملة إعادة انتخاب ترامب تعرضت لضربة كبيرة بعد الكشف عن لائحة الاتهام، والتي عرضت أيضاً أدلة الادعاء العام ومنها تسجيلات مزعومة للرئيس السابق يتحدث فيها عن سجلات سرية أمام أناس غير مخولين بالاطلاع عليها.

أثبت التاريخ مؤخراً أنّ التقليل من شأن ترامب يُعَدُّ تقديراً خاطئاً باهظ الثمن بالنسبة للديمقراطيين

ورغم ذلك، يبدو أنّ احتمال مشاهدة إعادة لمعركة بين رجلين طاعنين في السن -جو بايدن ضد دونالد ترامب-ارتفع حالياً عند هذا المنعطف من السياسة الأمريكية، بحسب الباحث بينار، فقد أعلن بايدن بالفعل أنه سيخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 للفوز بفترة ثانية. وستُحدد الانتخابات التمهيدية في الحزب الجمهوري إذا ما كان ترامب سيكون منافسَ بايدن مرة أخرى. 

ترامب الجمهوري الأكثر شعبية

وأوضحت الدائرة المحيطة بالرئيس بايدن أنّ قراره بالترشح لفترة ثانية كان سيكون أكثر صعوبة فيما لو كان المرشح المحتمل شخصيةً أخرى غير ترامب، ما يعني أنه لم يكن لدى بايدن أي شكوك إزاء فوز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات 2024. فهل بايدن مُحق في ذلك؟ الجواب المختصر هو "نعم"، حيث يُعَدُّ ترامب المرشح الأكثر شعبية في انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية. وحال فوز ترامب في هذه الانتخابات، فإنّ القول بأنه سيخسر في الانتخابات الوطنية يُعَدُّ افتراضاً خاطئاً. 

يستخدم السياسيون الجمهوريون مصطلحي "تسليح نظام العدالة"، و"مطاردة الساحرات" بكثافة لوصف جهود وزارة العدل الأمريكية لملاحقة ترامب. واعتبرت المتحدثة باسم ترامب أنّ "الرئيس السابق يواجه الكراهية"

ومن بين الخلاصات التي ذكرها بينار في دراسته، والمتصلة بمحاكمة ترامب،  أنه من المهم، فهم القضية القانونية ضد ترامب. ففي حال فوز بايدن، فإنّ هناك فرصة قوية بدخول ترامب إلى السجن، ما سيمنح حافزاً قوياً لترامب للدفع باتجاه تحقيق فوز للجمهوريين. وحتى في حال خسارة ترامب للانتخابات فإنه سيعمل على حشد ناخبيه كافة لدعم المرشح الجمهوري؛ وهو شيء لا يقوم بفعله في الظروف العادية، ويُمَثِّلُ هذا أخباراً سارّة للحزب الجمهوري. وكان ترامب قد قال عام 2016 بأنه لن يَعِد بدعم المرشح الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة إنْ لم يكن هو. 

ويدرك منافسو ترامب قيمة دعمه. ويوضح هذا الوضع ليس سبب تردد نيكي هيلي أو رون ديسانتيس في عدم مهاجمة ترامب فحسب، بل الإعلان بأنهم سيُصدرون عفواً عنه في حال انتخابهما لرئاسة الولايات المتحدة عام 2024. بعبارة أخرى، مشاكل ترامب القانونية لم تعمل على إضعافه سياسياً، بل تعمل على مساعدته في الحقيقة.

بولتون: ترامب سينتهي سياسياً

في الجانب الآخر، يقول مستشار ترامب السابق للأمن القومي، جون بولتون، في حديث لـCNN  إن "ترامب أخفى الوثائق على الأرجح لأنه إما كان يبحث عن الاحتفاظ بتذكارات، أو لأنه اعتقد أنّ الأمر مثير، أو ببساطة لأنه يخدم مصالح دونالد ترامب نفسه".

ويصف بولتون الوثائق المحتمل كونها متعلقة بالقضية بأنها "خطرة جداً على الأمن القومي"، مضيفاً أنّ لائحة الاتهام مكتوبة بدقة إلى درجة "أنها ستنهي على الأرجح حياة ترامب السياسية".

ويضيف بولتون: "التهم جدية وخطيرة إلى درجة أنها قد تؤدي بترامب إلى السجن".

لكنّ أعضاء في الحزب الجمهوري يقولون إنّ الملاحقة القضائية "تسليح" لنظام العدالة الأمريكي لإزالة "أبرز خصوم الرئيس الحالي" جو بايدن.

أوضحت الدائرة المحيطة بالرئيس بايدن أنّ قراره بالترشح لفترة ثانية كان سيكون أكثر صعوبة فيما لو كان المرشح المحتمل شخصيةً أخرى غير ترامب

ويستخدم السياسيون الجمهوريون مصطلحي "تسليح نظام العدالة"، و"مطاردة الساحرات" بكثافة لوصف جهود وزارة العدل الأمريكية لملاحقة ترامب.

واعتبرت المتحدثة باسم ترامب أنّ "الرئيس السابق يواجه الكراهية". وقالت إنّ "ما نشهده اليوم هو توظيف فاضح وغير مبرر لنظام العدالة".

وتساءل رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفن مكارثي، عن السبب الذي يجعل وزارة العدل تحاسب ترامب ولا تتوقف لمحاسبة الرئيس الحالي على احتفاظه بوثائق سرية منذ فترة خدمته في مجلس النواب.

وتشير استطلاعات الرأي لغاية الآن إلى أن ترامب يحظى بدعم نحو 40% من الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية، في حين ينقسم ما تبقى بين حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس وسفيرة الولايات المتحدة السابقة في الأمم المتحدة نيكي هيلي، وعدد من المرشحين الآخرين. وتشير هذه الأرقام إلى أنه بالرغم من جهود ترامب، فإن نصف الناخبين الجمهوريين منفتحون على بدلاء آخرين غير ترامب.

لماذا يناضل بايدن؟

وتخلص دراسة بينار إلى أنّ الرئيس الحالي جو يدرك بايدن يدرك هذه التفاصيل التي هي في الواقع تحديات كبيرة، ويناضل من أجل تغيير الطريقة التي ينظر فيها الأمريكيون إلى سياساته الاقتصادية من خلال مقارنتها مع سجل ترامب خلال الفترة 2016-2020. 

وبدأ بايدن مؤخراً بالترويج لإنجازاته التشريعية، مثل قانون النفقات في مجال البنية التحتية وقانون تقليص التضخم التي يصل حجمهما إلى مئات مليارات الدولارات من الاستثمارات الجديدة. وكما يشير بايدن عادة: "ارتفعت إقامة مرافق التصنيع هنا على الأراضي الأمريكية بنسبة 2% فقط على مدى أربع سنوات من عهد سَلَفي. 2%. لكنَّ هذه النسبة ارتفعت في عهدي بنحو 100% خلال سنتين".

وفي إطار الإحماء للمعركة الانتخابية المقبلة، سيؤكد بايدن على سياساته الحمائية في مواجهة الصين من أجل إثبات أنّ بمقدوره أن يكون صارماً مثل ترامب في هذا المجال، لكنْ سيكون من الصعب تبني موقف إزاء الصين أكثر تشدداً من ترامب، وبخاصة في وقت يرغب فيه بايدن بتجنب مواجهة كارثية مع بكين حول تايوان. لذلك قد يحظى ترامب بالأفضلية في مواجهة بايدن بالنقاش المتعلق بالصين. كما أنّ من المرجح أن يعمل ترامب على تحويل النقاش المتعلق بروسيا إلى مصلحته، وذلك من خلال القول بأنّ الحرب في أوكرانيا تؤدي إلى زيادة التضخم (بسبب مئات المليارات التي يجري إنفاقها لمساعدة أوكرانيا)، وأنّ هذا الأمر سيء بالنسبة للاقتصاد الأمريكي. وسيقول ترامب إنّ بوسعه وقف الحرب في أوكرانيا من خلال الحديث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

مواضيع ذات صلة:

دول الخليج العربية والانتخابات الأمريكية.. ترامب أم بايدن؟

"الولايات المتحدة أصبحت أضحوكة"... ترامب يهاجم بايدن... ماذا قال؟

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية