أبرز المرشحين لتولي زمام السلطة في أفغانستان.. ماذا تعرف عن أخوند زاده؟

أبرز المرشحين لتولي زمام السلطة في أفغانستان.. ماذا تعرف عن أخوند زاده؟


17/08/2021

رغم أنّ الملا هبة الله أخوند زاده يعد أحد أهم الأعضاء المؤسسين لحركة طالبان، ومن الممهدين لوصولها مرة أخرى إلى السلطة، وكان مساعداً مقرباً لمؤسسها الملا محمد عمر، إلا أنّ صعوده لأعلى منصب في الحركة الأفغانية لم يكن أمراً متوقعاً، نظراً إلى أنه كان مهتماً بالمسائل القضائية والدينية أكثر من اهتمامه في فن الحرب.

استلم زاده قيادة حركة طالبان يوم 25 أيار (مايو) 2016، في انتقال سريع للسلطة داخل الحركة، عقب اغتيال سلفه أختر محمد منصور الذي قُتل بغارة لطائرة أمريكية مسيرة في باكستان، في 22 أيار (مايو) 2016.

الميلاد والنشأة

وبحسب سيرة ذاتية نشرت على الموقع الرسمي لحركة طالبان، ولد هبة الله في 19 تشرين الأول (أكتوبر) من العام 1967، في منطقة باجواي بولاية قندهار في أفغانستان.

شارك أخوند زاده في المعارك ضد الحكومة الأفغانية الموالية لروسيا بزعامة محمد نور ترقي والتي وصلت إلى الحكم في نيسان (أبريل) من العام 1978. 

الملا هبة الله أخوند زاده

وأمضى أواخر الثمانينيات في محاربة القوات الروسية وتعليم "المجاهدين" أثناء القتال ضد السوفييت في أفغانستان حسب رواية طالبان.

في عام 1996 عينه زعيم طالبان السابق الملا محمد عمر رئيساً لمحكمة عسكرية في كابول، حيث نجح في "استعادة القانون والنظام" في البلاد، وإن تطبيقه للحدود الشرعية لعب دوراً رئيسياً في هذا المجال حسب ما جاء في السيرة.

وفي أعقاب الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001 لعب أخوند زاده دوراً "فاعلاً وقيادياً" في "إحياء وتنظيم الجهاد" ضد الولايات المتحدة وقوات التحالف في الحرب في أفغانستان.

أمضى زاده أواخر الثمانينيات في محاربة القوات الروسية وتعليم "المجاهدين" أثناء القتال ضد السوفييت في أفغانستان حسب رواية طالبان

وفي 30 تموز (يوليو) 2005 عين أخوند زاده نائباً لزعيم الجماعة الجديد، الملا أختر محمد منصور، بعد تأكيد وفاة مؤسسها وزعيمها الروحي الملا محمد عمر.

وفي واحدة من أولى تصريحاته العلنية قال أخوند زاده عام 2016 إن التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الأفغانية ممكن إذا تخلت عن حلفائها الأجانب، وخاطبها قائلاً: "إن دعمكم وانحيازكم للغزاة يشبه عمل تلك الوجوه البغيضة التي دعمت في الماضي البريطانيين والسوفييت. طالبان لديها برنامج لتوحيد البلاد في ظل الشريعة الإسلامية و"أبواب العفو والغفران مفتوحة".

خلافات حول زاده

وفور الإعلان عن اختيار زاده زعيماً للحركة بايعه على الفور أيمن الظواهري زعيم تنظيم "القاعدة"، ولقبه بـ "أمير المؤمنين"، وهو الأمر الذي ساعد زاده بإثبات مصداقيته في أوساط الجهاديين.

عبد الغني برادر

وفي 24 آذار (مارس) 2017 نشر تنظيم "داعش" الإرهابي مقطعاً مصوراً دعائياً بعنوان "على أبواب المعارك الملحمية" وصف فيه زاده بـ"طاغية طالبان".

"الانتصار الكبير" لزاده

وفي شباط (فبراير) 2020 وقعت إدارة الرئيس الأمريكي، السابق، دونالد ترامب، وحركة "طالبان"، تحت قيادة أخوند زاده، اتفاقاً تاريخياً في العاصمة القطرية الدوحة، من ضمن بنوده انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان خلال 14 شهراً، في مقابل التزام "طالبان" بعدم السماح للقاعدة أو أي جماعة متطرفة أخرى بالعمل في المناطق التي يسيطرون عليها.

في واحدة من أولى تصريحاته العلنية قال أخوند زاده عام 2016 إن التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الأفغانية ممكن إذا تخلت عن حلفائها الأجانب

وفي هذا الاتفاق وافقت أمريكا كذلك على رفع العقوبات المفروضة على "طالبان" والعمل مع الأمم المتحدة على رفع العقوبات المنفصلة ضد الحركة، وخفض عديد قواتها في البلاد من حوالي 12 ألف إلى 8600 جندي، وإغلاق العديد من القواعد، ووصف أخوند زاده الاتفاق بأنه "انتصار كبير" للجماعة.

وقبل هذا الاتفاق "التاريخي" وتحت قيادة زاده، أيضاً، وافقت حركة "طالبان" في 9 تموز (يونيو) من العام 2018، على وقف مؤقت لإطلاق النار مع الحكومة الأفغانية، بعد إعلان الرئيس الأفغاني أشرف غني في وقت سابق عن وقف إطلاق النار مع الجماعة المسلحة.

هل يحكم أفغانستان؟ 

ويقول المحلل السياسي الأفغاني أتو محمدي نور، في تصريح خاص لموقع "سكاي نيوز"، إنّ حركة طالبان تستعد حالياً لاختيار واحد من بين 4 قادة لتولي زمام السلطة بعد سيطرتها على معظم البلاد.

ويرى نور أنّ "القادة الأربعة المتوقع أن يحكموا أفغانستان هم زعيم حركة طالبان الملا هبة الله أخوند زاده، وعبد الغني برادر، وسراج الدين حقاني، ويعقوب محمد عمر".

ويعد الملا هبة الله أخوند زاده، من أبرز المرشحين، خاصة وأنه تولى قيادة حركة طالبان عقب وفاة أختر محمد منصور، الذي قتل في غارة أمريكية في باكستان.

وأوضح نور، أن عبد الغني برادر، المرشح الثاني لتولي قيادة أفغانستان، كان القائد العسكري لحركة طالبان، قبل أن يتم اعتقاله في عام 2010 بمدينة كراتشي الباكستانية، وتم إطلاق سراحه في عام 2018 بضغط من الولايات المتحدة.

يعد الملا هبة الله أخوند زاده، من أبرز المرشحين، خاصة وأنه تولى قيادة حركة طالبان عقب وفاة أختر محمد منصور، الذي قتل في غارة أمريكية في باكستان

أما سراج الدين حقاني، فهو الرجل الثاني في حركة طالبان، وزعيم شبكة حقاني التي نُسبت إليها أعنف الهجمات في أفغانستان خلال السنوات الأخيرة.

كما يتمتع يعقوب محمد عمر، رئيس اللجنة العسكرية في حركة طالبان، بنفوذ كبير داخل الحركة، نظراً لارتباطه بوالده الملا محمد عمر، الذي كان مسلحو الحركة يبجلونه كزعيم لهم، وفق تصريحات نور.

الجدير بالذكر أنّ حركة طالبان التي بدأت هجومها في أيار (مايو) الماضي مع بدء الانسحاب النهائي للقوات الأمريكية والأجنبية، تمكنت من السيطرة خلال 10 أيام فقط على غالبية البلاد.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية