رئيس الوزراء اليمني يكشف حجم الخسائر البشرية والاقتصادية من الحرب

كشف رئيس وزراء اليمن، معين عبد الملك، سقوط أكثر من (300) ألف ضحية، إثر حرب ميليشيات الحوثي الإرهابية منذ انقلابها أواخر أيلول (سبتمبر) 2014.

وأوضح عبد الملك، خلال تدشين التقرير الثالث والأخير من سلسلة تقارير آثار النزاع في اليمن، للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وبالشراكة مع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، بعنوان "تقييم آثار النزاع في اليمن: مسارات التعافي" أمس في العاصمة السعودية الرياض، أوضح أنّ "قرابة ثلث مليون ضحية سقطوا حتى نهاية عام 2021، وفقد اليمن تراكمياً من الناتج المحلي (126) مليار دولار، وهي أرقام صادمة لحرب لم يخترها اليمنيون، ولكن أشعلتها ميليشيات الحوثي المتطرفة بدعم من إيران للأسف".

رئيس وزراء اليمن: سقوط أكثر من (300) ألف ضحية، إثر حرب ميليشيات الحوثي الإرهابية منذ انقلابها أواخر أيلول 2014

وعلّق رئيس الوزراء اليمني على التقرير الأممي الذي قدّر أنّ 60% من الضحايا سقطوا بأسباب غير مباشرة، قائلاً: إنّها ناتجة "عن منع اللقاحات لجائحة مثل كورونا، وإيقاف لقاحات شلل الأطفال في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي، وغيرها من عراقيل الانقلابيين".

وأشار إلى تطرق التقرير الأممي عن العودة إلى الخلف (4) عقود وليس عقدين، إذا استمر النزاع بهذا الشكل، وقرابة مليون و(300) ألف ضحية قد يكونون نتاجاً للصراع، إذا استمر حتى عام 2030، مؤملاً الوصول إلى استقرار وسلام حقيقي في وقت قريب.

وأكد أنّ "هذه النتيجة الحتمية لما يعانيه اليمنيون حالياً جراء حرب أشعلتها ميليشيات الحوثي، وإجهاضها كل جهود التوافقات السياسية في اليمن لإنجاح المرحلة الانتقالية التي كانت بدعم من الأشقاء في السعودية ودول الخليج والمجتمع الدولي بعد المبادرة الخليجية.

اليمن فقد تراكمياً من الناتج المحلي (126) مليار دولار؛ بسبب الحروب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي المتطرفة بدعم من إيران

وحمّل ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً مسؤولية إجهاض كل المحاولات الأممية والدولية لإحلال السلام، والمسؤولية أيضاً عن ضحايا الحرب المباشرة وغير المباشرة.

ونبّه إلى خطورة الإشكاليات المتعلقة بتمزيق النسيج الاجتماعي، نتيجة العنف المفرط للميليشيات الحوثية وتطرفها، كأحد أهم الأسباب التي أدت إلى النتائج الكارثية التي وصل إليها اليمن حالياً، وهي ما لم ترد في التقرير.

وأكد أنّ "اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة خطوة مهمة لاستعادة العمل وتطبيع العمل في المؤسسات، وأنّ جهود حكومته بدعم من الأشقاء والمجتمع الدولي خلال الفترة الماضية، وما نفذته من إصلاحات، ساهمت في استقرار الأوضاع، رغم محدودية وشحّ الإمكانات".

جولي: مستوى المعاناة الإنسانية في اليمن لا يمكن تصوره، في كلّ يوم يستمر فيه الصراع الوحشي في اليمن تُزهق أرواح المزيد والمزيد من الأبرياء

وجدّد عبد الملك دعم حكومته لكل جهود ومسارات السلام، مؤكداً أنّ "الخسائر البشرية والاقتصادية ستكون أكثر فداحة إذا استمرت ميليشيات الحوثي في الحرب ضد الشعب اليمني".

أنجلينا جولي: مستوى المعاناة الإنسانية لا يمكن تصوره

وفي سياق متصل بمعاناة اليمنيين، قالت المبعوثة الخاصة لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، الفنانة العالمية أنجلينا جولي: "نعيش في عالم تهيمن فيه المعاناة والرعب على العناوين الرئيسية، حيث يمكن أن تؤدي هذه العناوين إلى تعاطف طاغ وتضامن دولي".

وأضافت خلال الزيارة التي استغرقت (3) أيام، "يحدوني الأمل أن يمتد هذا التعاطف والتضامن إلى الشعب اليمني الذي يحتاج بشكل عاجل إلى حل سريع وسلمي لهذا النزاع، ولجميع النازحين أيّاً كانوا، وأينما كانوا في العالم"، وفق ما نقلت مفوضية اللاجئين مساء الثلاثاء.

وأوضحت جولي أنّ "مستوى المعاناة الإنسانية هنا لا يمكن تصوره، في كل يوم يستمر فيه الصراع الوحشي في اليمن تُزهق أرواح المزيد والمزيد من الأبرياء".

ودعت النجمة الأمريكية جميع الأطراف إلى تجنب استهداف المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق لجميع المحتاجين، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين الفارين من مناطق الصراع، والتوصل إلى تسوية سياسية، بحسب بيان المفوضية السامية.

وقالت المفوضية في بيان عبر صفحتها على فيسبوك: إنّ جولي التقت بعائلات نازحة وبجرحى سقطوا في الصراع الدائر باليمن منذ نحو (7) أعوام، وحثت المجتمع الدولي على زيادة دعمه لخطة الاستجابة الإنسانية لليمن، والتي تواجه نقصاً حاداً في التمويل، وعلى مضاعفة الجهود الساعية إلى إنهاء العنف، الذي أدى إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بما في ذلك نزوح أكثر من (4) ملايين شخص.

وكانت جولي قد وصلت مدينة عدن بجنوب اليمن يوم الأحد الماضي، في إطار مساع لتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية التي يعانيها الشعب اليمني، والتي وصفتها الأمم المتحدة بالأسوأ في العالم، وزارت محافظة لحج.

وفي اليوم التالي وصلت إلى مطار صنعاء، المغلق أمام الرحلات التجارية، على متن طائرة خاصة تابعة للأمم المتحدة، والتقت هشام شرف وزير الخارجية في حكومة الحوثيين، ونائبه، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء التي تديرها ميليشيا الحوثي.