دعوة الحوار السياسي في مصر.. ما أهم الرسائل والدلالات؟

دعوة الحوار السياسي في مصر.. ما أهم الرسائل والدلالات؟


01/05/2022

فتحت دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للحوار السياسي، الباب واسعاً أمام مختلف القوى الوطنية للمشاركة في "حوار فعّال ومثمر" من أجل بناء مرحلة جديدة، تعلي قيم التعددية والحريات بالبلاد، وتسهم بشكل جاد في تمثيل رصين لجميع الفاعلين في المناخ السياسي للتعاون بهدف تحقيق التنمية ومواجهة التحديات المشتركة.

وفي كلمته التي ألقاها، وسط جموع الحاضرين، على هامش إفطار الأسرة المصرية الذي نظمته رئاسة الجمهورية، الثلاثاء الماضي، أعلن الرئيس المصري عن حوار شامل لكافة القوى السياسية الوطنية بالبلاد دون استثناء أو تمييز، من أجل المشاركة في مرحلة بناء جديدة نحو الجمهورية الجديدة، تضمن مشاركة من كافة الفئات السياسية.

عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد ممدوح: دعوة الرئيس المصري للحوار السياسي لا تشمل أي تيار قد تورط في قتل المصريين وتلوثت يداه بدمائهم

وقرأ مراقبون دلالات حوار الرئيس المصري بأنها دعوة لجمع شمل كافة القوى الوطنية في البلاد لمواجهة تحديات حاسمة تواجهها مصر في الوقت الراهن، وأنها تمثل مرحلة جديدة في "الحياة السياسية المصرية"، مؤكدين على أهمية الحوار وجدّيته، وأنّ الرئيس قد وعد بمتابعة نتائجه بشكل مباشر وصفة دورية ما يضفي عليه أهمية خاصة ورغبة حقيقية من جانب الدولة المصرية في تحقيق مبدأ التعددية السياسية.

إرساء مبادئ الجمهورية الجديدة

ويرى عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، ورئيس مجلس الشباب المصري محمد ممدوح أنّ دعوة الرئيس للحوار الوطني الشامل، هو "إرساء لمبادئ الجمهورية الجديدة، التي يحلم بها جميع المصريين، تسع الجميع وتتسع لكافة وجهات النظر والتباينات السياسية، والأهم في الاختلاف هو تحقيق أقصى استفادة للمصلحة العامة للوطن".

وفي حديث خاص لـ"حفريات" يؤكد ممدوح أنّ القيادة السياسية في مصر تؤمن بأهمية وضرورة التعددية السياسية والتباين من أجل صالح الوطن، مشيراً إلى أنّ "الاختلاف السياسي لا يجوز معه إقصاء أي فصيل وطني".

أعلن الرئيس المصري عن حوار شامل لكافة القوى السياسية الوطنية بالبلاد من أجل المشاركة في مرحلة بناء نحو الجمهورية الجديدة

ويشير ممدوح إلى أهم الرسائل التي أكد عليها خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال إفطار الأسرة المصرية وهي: الالتزام بأقصى درجات الشفافية، واحترام التعددية والاختلاف السياسي، طالما أنّ هذا الاختلاف لا يتعارض مع مصلحة الوطن وأمنه وقيمه، فضلاً عن أهمية المصارحة مع المواطنين بحقيقة الوضع الراهن والتحديات التي تمر بها البلاد وما تحمله من أهمية حقيقية للتكاتف والتعاون.

ويشدد ممدوح على أهمية العمل الجاد باعتباره "أحد أهم المبادئ التي يجب أن ترتكز عليها الجمهورية الجديدة، وهي إحدى الرسائل الهامة التي كررها الرئيس مراراً خلال عدة خطابات مختلفة"، مشيراً إلى "أنّ شروط هذه المصالحة تعد أمراً غاية في الأهمية للفصل ما بين التيارات السياسية الوطنية وغيرها".

هل تشمل الإخوان؟

يؤكد عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان على أهمية الإجابة على هذا السؤال باعتباره حداً فاصلاً للكثير من المغالطات التي قد يرغب البعض في إثارتها حول دعوة الرئيس، منوهاً إلى أنّ الدعوة "لا تشمل أي تيار قد تورط في قتل المصريين وتلوثت يداه بدمائهم"، مشيراً إلى أنّ "جماعة الإخوان تم تصنيفها كتنظيم إرهابي، وفق حكم قضائي صادر من محكمة الجنايات بناء على وقائع وتحقيقات مطولة أكدت إدانتها في أعمال إرهابية، وبالتالي فهي خارج تصنيف القوى السياسية المصرية".

ممدوح: أهم الرسائل التي أكد عليها خطاب الرئيس السيسي هي: الالتزام بأقصى درجات الشفافية، واحترام التعددية والاختلاف السياسي، طالما أنّ هذا الاختلاف لا يتعارض مع مصلحة الوطن وأمنه وقيمه

ويرى ممدوح "أنّ جماعة الإخوان ناصبت الدولة المصرية العداء وعملت وفق مخططات تستهدف تقسيم البلاد وتخريبها، ومن هنا ليس لها وجود في الحياة السياسية المصرية، وهو أمر مرفوض على المستوى الرسمي والقانوني، وعلى المستوى الشعبي أيضاً"، مشيراً إلى أنّ "الشعب المصري يرفض أي مشاركة سياسية لجماعة قد تورطت بقتل المصريين وتسببت في تخريب البلاد وحرق مؤسساتها".

ويتابع ممدوح حديثه إنّه "من الضروري أن تتسع الجمهورية الجديدة لجميع المصريين، ولكن لا يمكن التعامل مع تنظيم محظور بحكم القضاء، مارس كافة أشكال العنف والإرهاب بحق المواطنين، كرد عقابي على سقوطهم من الحكم إثر ثورة شعبية، باعتباره فصيلاً سياسياً، هذا خلط للأمور وربما محاولة من تلك الجماعة للتسلل مجدداً إلى الحياة السياسية المصرية باستغلال مناخ الحريات".

دلالة الإعفاء الرئاسي

ويشير ممدوح إلى أنّ "إعراب الرئيس السيسي عن سعادته بخروج دفعات من المحبوسين في مصر، أمر يعكس مدى حرص الدولة المصرية على مصالح شبابها وأنها ترغب في مشاركة الجميع بمرحلة البناء، بشرط أن لا يكونوا متورطين بقضايا عنف أو إرهاب، وهي رسالة أيضاً مفادها أنّ الدولة تؤمن بوجود الاختلاف وتسعى إلى الإصلاح وليس العقاب".

وأكد ممدوح على أنّ "الجمهورية الجديدة ستكون مناخاً للجميع، المعارضين والمؤيدين وكافة الأطياف، كما أنّ المرحلة المقبلة تحتاج إلى تضافر جميع الجهود وخاصة مجهودات الشباب لبناء وطن قادر على مواجهة التحديات وفي القلب منها الإرهاب والمخططات الخارجية، وأيضاً لديه القدرة على تحقيق النمو الاقتصادي وتعزيز أهداف التنمية الشاملة والاستفادة القصوي من مكتسبات المرحلة الراهنة والمقبلة".

محمد ممدوح: جماعة الإخوان تم تصنيفها كتنظيم إرهابي وفق حكم قضائي صادر من محكمة الجنايات وبالتالي فهي خارج تصنيف القوى السياسية المصرية

وكان الرئيس السيسي قد أعلن خلال اللقاء ذاته، تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسي التي تم تشكيلها كأحد مخرجات المؤتمر الوطني للشباب المنعقد في مدينة شرم الشيخ، قبل نحو 5 أعوام، على أن توسع قاعدة عملها بالتعاون مع الأجهزة المختصة ومنظمات المجتمع المدني المعنية.

والأربعاء الماضي، في اليوم التالي للإعلان، أصدر السيسي عفواً رئاسياً لأكثر من 3 آلاف سجين، أبرزهم الناشط السياسي حسام مؤنس، الذي أوقف العام 2019، وسبقها إعلان الرئيس عفواً آخر عن 41 شخصاً محبوسين احتياطياً بينهم الناشط حسن محمد بربري، فيما يتوقع المراقبون أن تنشط لجنة العفو الرئاسي خلال الفترة المقبلة في إصدارالمزيد من القرارات بعد إعادة هيكلتها واستئناف عملها مجدداً.

وقد أعلنت اللجنة بالفعل تلقي مئات الطلبات من أسر المحبوسين تمهيداً لعملية تقديم طلبات رسمية لإصدار عفو رئاسي عنهم، ما وصفه المراقبون بأنه بداية تفعيل لقرارات الرئيس وخطوة هامة نحو الحوار السياسي الشامل.

مواضيع ذات صلة:

-السيسي يُعلق على "الاختيار 3" وتسريبات الإخوان... ماذا قال؟

-تسريب جديد في "الاختيار 3" يُبرئ السيسي من التآمر على الإخوان... ماذا جاء فيه؟

-شكرها الرئيس المصري على جهودها تجاه أضرحة آل البيت... ما هي طائفة البهرة؟


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية