دعوات لتوحيد المعارضة ضد أردوغان... ممن صدرت؟ وهل تلقى آذاناً صاغية؟

دعوات لتوحيد المعارضة ضد أردوغان... ممن صدرت؟ وهل تلقى آذاناً صاغية؟


22/07/2020

دعت مجموعة من المفكرين والنشطاء الأتراك، من مختلف فئات المجتمع، إلى توحيد قوى المعارضة في البلاد، في محاولة لإنقاذ تركيا من وضعها الاقتصادي والاجتماعي المتدهور، وعزلتها العالمية التي تزداد شيئاً فشيئاً بسبب سياسات رئيسها رجب طيب أردوغان.

وأصدرت مجموعة أطلقت على نفسها اسم "أصحاب الشعر الرمادي الكبار"، التي تضمّ 101 شخص، بياناً دعت فيه إلى توحيد أطياف المعارضة في تركيا، مطالبة فئة الشباب على وجه التحديد لإحداث التغيير.

أصحاب الشعر الرمادي الكبار: بلادنا تشهد الظلام والظلم وغياب القانون وتفكك النسيج الاجتماعي والعزلة العالمية والعار

وجاء في البيان الذي نقلته شبكة "سكاي نيوز" عن وكالات أنباء تركية: "نحن، كبار السن ذوي الشعر الرمادي، الذين يأتون من مختلف شرائح المجتمع والخلفيات والسياسات... نناشد كل شخص في بلدنا يستحق العيش بسلام وهدوء في مجتمع عادل وسلمي، وخاصة الشباب الذين هم أملنا".

وأضافوا في البيان: "في ضوء تجربتهم"، فإنه يمكنهم تأكيد أنه لم تشهد بلادنا أبداً الظلام والظلم وغياب القانون وتفكك النسيج الاجتماعي والعزلة العالمية والعار، مثل الدولة التي نحن فيها الآن، مؤكدين أنّه تم تعليق العمل بالدستور، والسلطة القضائية التي يفترض أن تكون مستقلة ونزيهة، وأصبحت تحت قيادة القصر، وكل المؤسسات التي تضمن الأسس الديمقراطية للجمهورية أصبحت معطلة واحدة تلو الأخرى.

وأضافت المجموعة: إنّه في الوضع الحالي من التعسف والقمع الذي لا هوادة فيه، يتم التخلص حتى من أي "قصاصات" متبقية للديمقراطية، ومن سيادة القانون، هذا بالإضافة إلى القوانين والممارسات التي تهدد أمن وحياة المواطنين وممتلكاتهم وتتجاهل حقوق الإنسان وحرياته تماماً، وتبيد حقوق المواطنة لدينا، وتجعل منظماتنا المهنية خاضعة للحكومة، وتقيد حقنا في الاطلاع، وتقتطع حريتنا في التعبير، وتضربنا على رأسنا واحدة تلو الأخرى، كالمطرقة.

جميع الأتراك مهددون نتيجة سياسات أردوغان، ولا يجب اعتماد البعض مبدأ "ما لا يمسّني لا يهمّني"

وقالت المجموعة: "بعد بعض الأحلام بالتوسع والغزو، تمّ استبدال مبدأ "السلام في الداخل يعني السلام في العالم"، بالحرب والصراع والعداء مع العالم كله".

وتابعت: الأخطر من ذلك هو أننا أصبحنا مقسّمين إلى معسكرات. تتم حياكة الصراعات بحيث لا يستطيع المتدينون والعلمانيون، السنة والعلويون، اليمينيون واليساريون، الترك والأكراد، الصغار والكبار، أن يجتمعوا معاً للمطالبة بشكل جماعي لـ"إنهاء" هذا التوجه المستمر.

وشدّد بيان المجموعة على أنّ جميع الأتراك مهددون، نتيجة سياسات أردوغان، محذراً من اعتماد البعض مبدأ "ما لا يمسّني لا يهمّني".

وأضاف البيان: "نحن جميعاً مهدَّدون. بينما نكافح ضد الصعوبات الاقتصادية، ونحاول كسب العيش والتمسّك بوظائفنا، كل خطوة يتخذها الحكام تسمّم هواءنا أكثر قليلاً وتخنق المجتمع بأسره".

 وتابع: "القيود القانونية والسياسات التي قد نفترض أنها لا تؤثر علينا، تهدد ليس فقط حرياتنا ولكن أيضاً عملنا ومعيشتنا".

ووجّهت مجموعة "أصحاب الشعر الرمادي الكبار"، تحذيراً لمن هم في السلطة في تركيا، قائلة: "نحذّر من هم في السلطة: سلطة الحكومة بين أيديكم. بالاعتماد على تلك السلطة، تحاولون أن تحكموا من خلال الإكراه وليس من خلال الموافقة. أعداد كبيرة من الناس ساخطة وقلقة".

من جهة أخرى، دعت المجموعة أطياف المعارضة للوحدة، مشدّدة على أنّ الشعب التركي "يائس ومتردّد، ويبحث عن بديل قوي يمكن الوثوق به والاعتماد عليه".

وتابعت: "إنّ التهديد بالجملة لا يمكن إخماده إلا بمقاومة بالجملة، والحل يكمن في إنشاء تحالف ديمقراطي لجميع قوى المعارضة دون تأخير، مع الحفاظ على كيانها وهويتها الخاصة، ولكن بالاتفاق حول المبادئ الديمقراطية الأساسية".

الصفحة الرئيسية