نشر تنظيم داعش الإرهابي الرعب والهلع في أوساط العاملين في المؤسسات الإعلامية بأفغانستان، بعد تبنّيه أمس قتل 3 موظفات في محطة تلفزيون أفغانية بالرصاص في جلال آباد بشرق البلاد.
وقال تنظيم "داعش": إنّ "جنود الخلافة استهدفوا 3 نساء صحفيات يعملن في إحدى وسائل الإعلام الموالية للحكومة الأفغانية المرتدّة"، وفق موقع "سايت" الأمريكي المتخصص بمراقبة المواقع الإلكترونية "الجهادية".
داعش يتبنى قتل 3 موظفات في محطة تلفزيون أفغانية بالرصاص في جلال آباد بشرق البلاد
من جانبه، أشار المتحدث في مستشفى ننغرهار الإقليمي زاهر عادل إلى أنه تمّ نقل جثث الموظفات الـ3 إلى المستشفى، وقد أصيبت امرأتان أخريان بجروح أيضاً، في حين أفاد مدير محطة "إنيكاس تي في" زلماي لطيفي بأنّ الموظفات الـ3 قتلن في هجومين منفصلين، وقال: "لقد قتلن جميعهن... كنّ عائدات إلى المنزل من المكتب حين تعرّضن لإطلاق النار"، لافتاً إلى أنّ النساء الـ3 يعملن جميعاً في قسم الدبلجة بالتلفزيون.
وقد علّق الرئيس الأفغاني على هذه الحادثة في تصريح نقلته وكالة "فرانس برس": "مع هذه الهجمات الجبانة وعبر التسبب بالرعب، لا يمكن لحركة طالبان أن تسكت الأصوات التي تعبّر عن نفسها بقوة للدفاع عن الجمهورية، والنجاحات التي تحققت في العقدين الماضيين"، إذ أعلنت الشرطة عن توقيف مهاجم ينتمي إلى حركة "طالبان"، وقد نفت الحركة أي ضلوع لها في هذا الهجوم.
وكان التنظيم قد تبنّى في كانون الأول (ديسمبر) الماضي اغتيال ملالاي مايوند، وهي مذيعة في التلفزيون وناشطة تعمل في "إنيكاس تي في"، وقتلت بالرصاص مع سائقها في جلال آباد أثناء توجهها إلى مكتبها.
الموظفات الـ3 اللاتي يعملن في قسم الدبلجة قتلن في هجومين منفصلين أثناء عودتهن إلى منازلهن
ورغم أنّ تنظيم "داعش" ضعف في الأعوام الماضية، إلا أنه يبقي على وجوده في شرق البلاد، ويتبنّى في بعض الأحيان اعتداءات انتحارية وعمليات اغتيال في المدن الكبرى كما في كابول.
هذا وقتل 7 عاملين في وسائل إعلام عام 2020، بحسب لجنة حماية الصحفيين الأفغان، واغتيل آخر أيضاً في مطلع عام 2021.
وتشهد أفغانستان منذ فترة موجة اغتيالات تستهدف صحفيين ورجال دين ونشطاء وقضاة، أشاعت الذعر في أنحاء البلاد، وأجبرت كثيرين على الاختباء، بل حتى مغادرة البلاد.
وتصاعدت عمليات القتل منذ بدء محادثات سلام العام الماضي بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان"، في آخر مسعى لطيّ صفحة نزاع مستمر منذ عقود.
وحمّلت السلطات الأفغانية والأمريكية حركة "طالبان" مسؤولية موجة العنف هذه، إلا أنّ الحركة رفضت تلك الاتهامات.