"داعش العبرية": تحقيق يكشف جرائم ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين

"داعش العبرية": تحقيق يكشف جرائم ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين

"داعش العبرية": تحقيق يكشف جرائم ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين


24/10/2023

كشفت شبكة إعلامية عالمية الجرائم التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، ودعوات التحريض على القتل التي يطلقها مستوطنون، والتي أعادت فظائع تنظيم داعش الإرهابي إلى الواجهة.  

وأظهرت منصة (إيكاد)، التي تُعنى بتحقيقات (استخبارات المصادر المفتوحة)، في تحقيق لها حول نشر قنوات (تيليغرام) إسرائيلية لمحتوى إجرامي صادم وسادي عنيف، أظهرت ما يثبت جرائم تمثيل بجثث فلسطينيين بطريقة وحشية، وتحريض على قتل الأبرياء من النساء والأطفال. 

وتمكّن التحقيق من الوصول إلى عدة مجموعات على (تيليغرام)، وتحليل جزء بسيط من محتوى هذه المجموعات، والقائمين عليها، منها (4) مجموعات نشطت تزامناً مع عملية "طوفان الأقصى"، تحت اسم  "Terrorists_are_dying"، ومن خلال تحليل رقمي دقيق لكلّ ما تنشره هذه المجموعات على (تيليغرام)، وُجِد أنّها تنقسم إلى: توثيق جرائم التمثيل والتنكيل بالجثث التي تُعدّ جرائم إرهاب دولية، ودعوات كثيفة بقصف المدنيين وقتل أطفالهم في غزة، والاعتراف بالمجازر والفخر بها والتشجيع عليها، إضافة إلى السخرية من جثث القتلى، وفق ما نقلت شبكة (أورينت).

استعرض التحقيق مجموعة من التوثيقات البشعة التي تظهر التنكيل بالجثث والتمثيل بها، حيث تم معاينة قيام إسرائيلي في مقطع الفيديو بضرب جثة قتيل فلسطيني بعصا ممسحة، وإدخالها في تجويفات عينيه وشتمه بألفاظ نابية.

ومقطع آخر يظهر طعن إسرائيلي لجثتين من قتلى مقاتلي (القسام) في كافة جسديهما، وقد انهال عليهما بالشتائم، هذا إلى جانب الاستهزاء بجثث القتلى، عبر نشر صورة لجثامين قتلى فلسطينيين والمطالبة بتقطيعها وتحويلها لقطع "بسطرمة"، وإطعامها لسكان قطاع غزة!

استعرض التحقيق مجموعة من التوثيقات البشعة التي تظهر التنكيل بالجثث والتمثيل بها

ومن الجرائم أيضاً التي ارتكبت تشبيه الضحايا والقتلى بالخنازير والتعليق الساخر عليها: "تحدي البحث عن الخنزير جارٍ حالياً... من يستطيع التعرف على عدد الخنازير الذين تم إقصاؤهم في الصور؟"، ونشر صورة لقتيل وُصفت جراحه بـ "روث الحيوانات"، وأرفقت بدعوة لقتل المزيد من الفلسطينيين في غزة.

هذا، ونشرت تلك المجموعات صورة جثة مصور (رويترز) عصام عبد الله، الذي ظهر وقد غطّت الدماء وجهه، ليعلق عليها أحد الإسرائيليين بأنّ عصام قد أكثر من المكياج، مشبهاً هذه الدماء بالمساحيق التجميلية.

منصة (إيكاد) تنشر تحقيقاً حول نشر قنوات (تيليغرام) إسرائيلية لمحتوى إجرامي صادم وسادي، يظهر التمثيل بجثث فلسطينيين، والتحريض على قتل الأطفال والنساء

كما نشرت مقطعاً يظهر جثة صحفي لبناني قُتل بعد القصف، وقد ظهرت جثته محترقة بشكل كامل وممزقة، حيث كتب معها: "الخنزير اللبناني قد وضع في الفرن لكي يخبز".

وفق منصة (إيكاد)، فقد شبّه أحد الإسرائيليين جثة الطفل الذي قُتل جراء القصف بـ "قطعة لحمة يودّ أن يأكلها"، معلقاً: "أخيراً قطعة من اللحم يمكن وضعها في خبز البيتزا".

وقد شجعت تلك المجموعات على المجازر، وظهر ذلك بعد مجزرة المعمداني، حيث نشر أحد المتفاعلين فيديو المجزرة، مطالباً بالتبرع بأكياس قمامة لجمع الجثث وأشلائها، ساخراً من أنّ أكياس الجثث قد نفدت.

ونشر آخر صورة تظهر دماء قتلى ومصابين في أحد مستشفيات قطاع غزة، وعلّق عليها: "شخص هنا يستعد بالفعل لخسارة العذرية، وقد مزقت ملابسه بالفعل".

مجموعات (تيليغرام) توثق جرائم التمثيل بالجثث، ودعوات بقصف المدنيين وقتل أطفالهم في غزة، والاعتراف بالمجازر والفخر بها والتشجيع عليها

‏وحسب التحقيق، فإنّ جنود قوات الاحتلال لا ينشرون على هذه المجموعات، بل من ينشر هم مستوطنون، مدنيون إسرائيليون من مختلف أطياف الشعب الإسرائيلي، كما أنّ بعض هذه المجموعات أنشِئ بعد بداية العملية يوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، وبعضها قديم أنشِئ منذ أكثر من عام ونصف العام، ويتجاوز عدد المشتركين فيها (80) ألف مشترك إسرائيلي، يتحدثون بالعبرية، وينشرون محتوى متطرفاً.

وقد تم تأسيس هذه المجموعات من قبل جماعات إرهابية إسرائيلية، فأحد الحسابات المركزية فيها يسمّي نفسه "الموت للعرب"، ويضع صورة الحاخام "Yoshiyahu Pinto"، وهو حاخام مغربي إسرائيلي بارز، بارك خطوات جماعة متطرفة توصف بـ "طالبان اليهودية"، وتتم ملاحقة عناصرها عالمياً بتهم الاتجار بالبشر، وارتكاب جرائم جنسية فادحة، وإجبار أطفال على الزواج، وإجبار فتيات على ممارسة الجنس.

جنود قوات الاحتلال لا ينشرون على هذه المجموعات، بل من ينشر هم مستوطنون

وتجدر الإشارة إلى أنّ الإسرائيليين يستخدمون في مجموعات (التيليغرام) صوراً لقادة هذه الجماعات، ممّا يعني أنّ المشرفين على هذه القنوات، إمّا متعاطفون مع هذه الحركات المتطرفة البيدوفيلية، وإمّا منتمون لها ولحاخاماتها، وفق التحقيق.

وخلُصت منصة التحقيق (إيكاد) إلى استعدادها لمشاركة نتائج وبيانات هذا التحليل الرقمي الدقيق مع مؤسسات دولية وحقوقية لإجراء اللازم، والذي يثبت ضلوع مستوطنين بجرائم وانتهاكات دولية متعددة الأشكال، ونشرهم دعوات إرهابية وحشية، والتحريض على القتل ضد الفلسطينيين والأطفال والنساء.

المجموعات نشرت صورة جثة مصور (رويترز) عصام عبد الله، الذي ظهر وقد غطّت الدماء وجهه، ليعلق عليها أحد الإسرائيليين بأنّ عصام قد أكثر من المكياج!

ويعيد تحقيق منصة (إيكاد) إلى العنف المفرط وجرائم الحرب التي انتهجها عناصر تنظيم داعش إبّان سيطرته على مساحات واسعة من العراق وسوريا قبل أعوام، إضافة إلى التفنّن بعمليات القتل وأساليبه والتمثيل بالجثث، وقد تمّ تسليط الضوء الإعلامي العالمي على تلك الجرائم في تلك الحقبة بزخم كبير، ويتعمّد الإعلام العالمي تغييب تغطيته عن أساليب المستوطنين ودعواتهم لقتل الفلسطينيين ونسائهم وأطفالهم، بل والتمثيل بجثثهم، وعكس صور قتل سادية واستهزاء جديدة مستوردة من أدبيات القتل والذبح الداعشية.

مواضيع ذات صلة:

أوباما يُحذّر إسرائيل من هذا الأمر إذا واصلت حربها على غزة

قرقاش: هكذا يجب مواجهة الظروف الحالية في غزة والمنطقة

كيف تؤثر حرب غزة على الاقتصاد العالمي؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية