
أكد إسلام الكتاتني، الخبير في حركات الإسلام السياسي، أن جماعة الإخوان المسلمين اعتمدت التصفية الجسدية كأداة استراتيجية منذ نشأتها، مشيرًا إلى أن التاريخ حافل بالوقائع التي تؤكد ذلك النهج، بدءًا من تأسيس النظام الخاص في أواخر الثلاثينيات.
وأوضح الكتاتني، عبر مداخلة هاتفية لقناة "إكسترا نيوز"، أن جماعة الإخوان كانت وراء سلسلة من الاغتيالات السياسية البارزة كاغتيال النقراشي باشا، وأحمد الخازندار، وأحمد ماهر باشا.
ولفت إلى أن هذا النهج استمر حتى في السنوات الأخيرة، حيث نفذت الجماعة محاولات اغتيال استهدفت شخصيات مثل النائب العام الشهيد هشام بركات، والمفتي السابق الدكتور علي جمعة، ضمن مواجهتها مع الدولة المصرية.
وأضاف، بحسب ما نقلته صحيفة "الدستور" المصرية، أن اعتماد الإخوان على العنف نابع من أيديولوجية فكرية ترى الآخر كخصم لا يستحق الوجود، قائلًا: "الجماعة لا تعترف بالآخر وتتبنى نظرة دونية تجاهه، حتى تجاه التيارات الإسلامية المختلفة، فما بالك بالعلمانيين أو الليبراليين أو عموم المصريين من مفكرين ونخب"".
نفذت الجماعة محاولات اغتيال استهدفت شخصيات مثل النائب العام الشهيد هشام بركات والمفتي السابق الدكتور علي جمعة
كما أشار إلى أن خطاب الجماعة يكفر خصومها، وهو ما ظهر بوضوح في تصريحات مثل تلك التي أطلقها القيادي محمد عبدالمقصود قبيل 30 يونيو، حيث دعا لهزيمة من سماهم بـ"الكافرين والعلمانيين".
وحول البنية التنظيمية، شدد الكتاتني على أن التنظيم السري أو "النظام الخاص" كان ولا يزال أحد أهم أذرع الجماعة، مشيرًا إلى أنه تأسس عام 1939 واستمر رغم مزاعم تفكيكه، بل وتم إحياؤه مجددًا خلال السبعينيات. ولفت إلى أن المرشد الأسبق عمر التلمساني نفسه كان قد حذّر من خطورته.
وأضاف: "حتى مع ما يُروج عن ضعف الجماعة، فإن التنظيم الدولي ما زال قائمًا ويعمل في نحو 90 دولة، ويستغل الأحداث السياسية لترويج نفسه وتشويه الدولة المصرية".
في سياق متصل، قال الباحث في الحركات الإسلامية، إننا مررنا مع الإخوان بثلاث مراحل أولها الأخونة، التي انتهت بثورة 30 يونيو، التي حاول الإخوان فيها صبغ الدولة المصرية بصبغة إخوانية وأفكار الإخوان، إضافة إلى ما تحققه الجماعة للمشغل الغربي على حساب الدولة المصرية وما تحققه لمصالحها الشخصية.
وذكر، خلال المداخلة، أن المرحلة الثانية هي مرحلة الأرهبة، وهي المواجهة المسلحة، والمرحلة الثالثة الكذب، وهي مرحلة تزييف الوعي، وهي أخطر معركة نخوضها مع الجماعة، مؤكدا أن الجماعة تسعى لنشر الفوضى على وسائل التواصل الاجتماعي، نقلا عن موقع "اليوم السابع" المصري.