حرب الجليد.. هل حانت لحظة المواجهة المباشرة بين موسكو والناتو؟

حرب الجليد، هل حانت لحظة المواجهة المباشرة بين موسكو والناتو؟

حرب الجليد.. هل حانت لحظة المواجهة المباشرة بين موسكو والناتو؟


16/03/2023

باتت كلفة الاشتباكات الطاحنة على طول جبهة القتال، التي تمتد عبر شرق وجنوب أوكرانيا، باهظة للطرفين الروسي والأوكراني، ولم تعد باخموت وحدها هي مركز القتال العنيف؛ حيث تشهد منطقة لوهانسك في الشمال اندفاعاً عسكرياً روسياً؛ بهدف تحقيق اختراق أصبحت موسكو في أمس الحاجة إليه.

وبحسب وكالة "رويترز" للأنباء، فإنّ الانفجارات الناتجة عن القصف العنيف أصبحت هي الخلفية الثابتة، بينما يسرع الجنود عبر القرى على متن ناقلات جند مدرعة.

محاولات التطويق

تحاول القوات الروسية في باخموت محاصرة القوات الأوكرانية المدافعة، على نطاق أكثر اتساعاً، فقد غيّر الروس اتجاه الهجوم مؤخراً، على ما يبدو بقصد أخذ الطريق إلى ليمان، وهي بلدة خاضعة للسيطرة الأوكرانية تقع إلى الغرب من كريمينا.

في الجزء السفلي من محاولة التطويق، يبدو أنّ سوليدار هي طرف الكماشة الآخر، ممّا يعني أنّ منطقة أكبر بكثير من باخموت ستكون معرضة للخطر، وقد يسمح هذا لروسيا بالتقدم غرباً، بعد أن ظلت عالقة فعلياً لعدة أشهر على الجبهة الشرقية.

وقال بعض المحللين إنّه على الرغم من أنّ هذا قد يكون في نية موسكو، إلا أنّهم يشككون في قدرتها على تنفيذ ذلك، نظراً للصعوبة التي واجهتها روسيا في مدينة مهجورة ومدمرة مثل باخموت.

تحاول القوات الروسية في باخموت محاصرة القوات الأوكرانية المدافعة

وبحسب وكالة "رويترز" للأنباء، أكد المحلل العسكري الأوكراني أولكسندر موسينكو أنّ الروس يحاولون التحرك بالفعل تجاه ليمان؛ حيث تمكنوا من التقدم نحو (4) كيلومترات في شباط (فبراير) الماضي، لكنّه استدرك قائلاً: "العدو سيحتاج إلى الكثير من القوات لاتخاذ هذا الخط (سلوفيانسك - كراماتورسك - كوستيانتينيفكا)، ولذلك فمن غير المرجح أن ينجح ذلك؛ نظراً للخسائر التي تكبدتها القوات الروسية بالفعل".

تحركات فاغنر

قال يفغيني بريغوزين، رئيس شركة المرتزقة الروسية فاغنر: إنّ القوات الروسية سيطرت على إحدى القرى في شمال مدينة باخموت في شرق أوكرانيا. وأضاف بريغوزين أنّ عناصر فاغنر تعمل على توسيع نطاق تطويق باخموت، وأنّه تمّ الاستيلاء على مستوطنة زالزنيانسكوي، بوساطة مفارز هجومية تابعة لمجموعته، بحسب وكالة الأنباء الروسية الحكومية تاس.

ما تزال باخموت هي المكان الأكثر سخونة، حيث تشهد معارك ضارية بين القوات الأوكرانية التي تحاول الدفاع عنها، والوحدات الروسية النظامية، وقوات المرتزقة التابعة لمجموعة فاغنر

وما تزال باخموت هي المكان الأكثر سخونة، حيث تشهد معارك ضارية بين القوات الأوكرانية التي تحاول الدفاع عنها، والوحدات الروسية النظامية، وقوات المرتزقة التابعة لمجموعة فاغنر. وتزعم القوات الروسية أنّها تسيطر على جميع الطرق المعبدة المؤدية إلى المدينة، ويقول محللون إنّ الروس يحاصرون المدينة من الشمال والشرق والجنوب، بينما تعهدت أوكرانيا بالدفاع عن باخموت حتى النهاية، على الرغم من الشكوك حول مزاياها الاستراتيجية.

ويبدو أنّ كييف تسعى لاستنزاف القوات الروسية، في الوقت الذي تنتظر فيه المزيد من الأسلحة من حلفائها، حتى يمكنها شن هجوم مضاد، ربما في الربيع الذي أصبح على الأبواب، وبشكل عام، لم تحرز روسيا سوى مكاسب تدريجية حول باخموت، التي تحاول السيطرة عليها منذ (8) أشهر.

صدام مباشر مع الناتو

من جهة أخرى، ما تزال تداعيات المواجهة التي جرت بين طائرة أمريكية بدون طيار وطائرات مقاتلة روسية يوم الثلاثاء الماضي تتوالى، كما سُجل حادث آخر بين دول الناتو وروسيا، حيث سارعت طائرات مقاتلة بريطانية وألمانية إلى مرافقة طائرة روسية، بعيداً عن المجال الجوي الإستوني الذي اخترقته الأخيرة.

قالت وزارة الدفاع الروسية: إنّ طائراتها المقاتلة لم تتلامس مع الطائرة الأمريكية بدون طيار

بدوره، وجّه سفير روسيا لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف اللوم إلى واشنطن، عقب إسقاط الطائرة الأمريكية بدون طيار فوق البحر الأسود. وقال أنتونوف إنّه أبلغ المسؤولين الأمريكيين، بعد استدعائه من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، أنّ موقف روسيا من الحادث هو أنّ الطائرة الأمريكية بدون طيار كانت "تتحرك بشكل متعمد واستفزازي نحو الأراضي الروسية". مضيفاً أنّ الطائرة "انتهكت حدود نظام المجال الجوي المؤقت، الذي أنشئ للعملية العسكرية الخاصة"، وهو الاسم الذي تطلقه روسيا على غزوها لأوكرانيا. مؤكداً أنّ موسكو "لن تسمح بعد الآن باختراق مجالها الجوي أو مياهها"، بحسب وكالة الإعلام الروسية الحكومية (تاس).

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء الماضي: إنّ طائراتها المقاتلة لم تتلامس مع الطائرة الأمريكية بدون طيار، التي كانت تحلق مع أجهزة الإرسال الخاصة بها بالقرب من شبه جزيرة القرم، ثم سقطت في الماء.

إجلاء سكان كوبيانسك

تواصل السلطات الأوكرانية محاولاتها الرامية إلى إجلاء نحو (2500) مواطن، هم آخر من تبقى من سكان كوبيانسك، وهي مدينة في منطقة خاركيف، شمال شرق أوكرانيا، بعد أن أصبحت المدينة في مرمى القصف الروسي.

ما تزال تداعيات المواجهة التي جرت بين طائرة أمريكية بدون طيار وطائرات مقاتلة روسية يوم الثلاثاء الماضي تتوالى

قائد شرطة كوبيانسك كونستانتين تاراسوف قال: إنّه منذ منتصف شباط (فبراير) الماضي أصبحت المدينة في مرمى المدفعية الروسية، بعد أنّ أصبحت المواقع الروسية على بعد أقل من (5) أميال من المدينة التي احتلتها في بداية الغزو، قبل أن تخسرها إبّان الهجوم الأوكراني المضاد في أيلول (سبتمبر) الماضي.

في الأسبوع الماضي أمرت السلطات الأوكرانية بالإخلاء الإلزامي لسكان كوبيانسك، لكنّ بعض الناس ما زالوا يرفضون الرحيل، حيث لا يريدون ترك منازلهم وراءهم، ويأملون أن يتم إبعاد الروس، وتقول السلطات إنّها تنفذ في معظم الأيام ما بين (8 إلى 40) عملية إجلاء، وحتى الأسبوع الماضي ما يزال هناك (350) طفلاً، و(363) شخصاً من ذوي الإعاقة داخل المدينة، وفقاً للمتحدث باسم شرطة كوبيانسك. وتبدو عملية الإجلاء صعبة؛ بفعل القصف المتكرر الذي نتج عنه تدمير الطرق والجسور المؤدية إلى الداخل والخارج.

مواضيع ذات صلة:

فيلق روسي يرفع السلاح في وجه بوتين.. هل يمكن احتواؤه؟

هل تتجاهل إسرائيل تهديدات روسيا وتواصل دعم أوكرانيا بالأسلحة؟

الحرب الروسية الأوكرانية: لا غالب ولا مغلوب



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية