هل تتجاهل إسرائيل تهديدات روسيا وتواصل دعم أوكرانيا بالأسلحة؟

هل تتجاهل إسرائيل تهديدات روسيا وتواصل دعم أوكرانيا بالأسلحة؟

هل تتجاهل إسرائيل تهديدات روسيا وتواصل دعم أوكرانيا بالأسلحة؟


كاتب ومترجم فلسطيني‎
08/02/2023

أبدت روسيا انزعاجها من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال في مقابلة صحفية ندرس إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا، بعد دعوات أمريكية وأوكرانية لإسرائيل لمزيد من المشاركة والنشاط في تقديم الدعم اللازم، حيث هددت روسيا إسرائيل برد انتقامي في حال تسليمها أسلحة إلى أوكرانيا.
ومنذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا في شباط (فبراير) الماضي، تبنت إسرائيل موقفاً حذراً تجاه موسكو سعياً للحفاظ على العلاقات بين البلدين، كما رفضت إسرائيل طلبات متكررة من أوكرانيا بتزويدها بالأسلحة الثقيلة بما فيها أنظمة الدفاع الجوي والمعدات العسكرية، في وقت امتنعت فيه إسرائيل عن الموافقة على فرض عقوبات اقتصادية على روسيا.
وتأتي تلميحات نتنياهو إلى إمكانية تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، بعد الاستياء من تصاعد التعاون الروسي مع إيران، وذلك في أعقاب مواصلة إيران تزويد روسيا بالمسيّرات والصواريخ الدقيقة، إضافة إلى نقل روسيا صواريخ جافلين الأمريكية المضادة للدروع التي سيطرت عليها إلى إيران، ما يهدد بنقل هذه الصواريخ إلى حزب الله والحلفاء في المنطقة.
إسرائيل تراجع سياساتها 
وقال مصدر عسكري إسرائيلي، إنّ هناك مسؤولين داخل وزارة الدفاع الإسرائيلية والمخابرات، يريدون معرفة ما إذا كان بإمكان إسرائيل مساعدة أوكرانيا عسكرياً دون إحداث خلاف مع روسيا، وذلك من خلال السماح لأطراف ثالثة بنقل بعض الأنظمة إسرائيلية الصنع إلى أوكرانيا، خاصة وأنّ حكومة نتنياهو مصرة على مراجعة سياساتها بشأن التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، وإمكانية تزويد كييف بأنظمة وأسلحة دفاعية.

هل بإمكان إسرائيل مساعدة أوكرانيا عسكرياً دون إحداث خلاف مع روسيا؟
وتحدثت صحيفة "إيديعوت احرونوت" العبرية عن قيام موسكو بمتابعة معلومات حول شحنات ذخيرة أمريكية خرجت من إسرائيل إلى أوكرانيا، بعد توارد معلومات عن اتفاق سري جرى بين مسؤولين أمريكيين إسرائيليين قبل أيام، ينص على تزويد أوكرانيا بقذائف مدفعية من مخزون أمريكي موجود في مستودعات إسرائيلية إلى كييف.
وأشارت الصحيفة، إلى أنّ الحكومة الجديدة بصدد اتخاذ سياسة مختلفة عن سابقاتها، في ما يتعلق بالحرب الدائرة في أوكرانيا على خلاف حكومة لابيد وبينيت فيما يتعلق بالموقف من الغزو الروسي لأوكرانيا، الأمر الذي يجعل الأمور منفتحة على كل السيناريوهات المتوقعة وغير المتوقعة في الفترة القادمة.
تصريحات إعلامية فقط 
في تعليقه على ذلك، يقول الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي شاكر شبات إنّ "تلميحات نتنياهو بدراسة الأمر فيما يتعلق بدعم أوكرانيا بالمساعدات العسكرية هي إعلامية أكثر من كونها جدية، خاصة وأنّ نتنياهو لن يريد إغضاب موسكو وسيواصل الحفاظ على العلاقات مع البلدين، في ظل سعى إسرائيل ضمان استمرار نشاط عمل الوكالة اليهودية في روسيا التي ترعى آلاف اليهود".

إسرائيل تحاول في هذا الوقت على وجه التحديد، إرضاء الولايات المتحدة وعدم الوقوع في إحراجات معها


ويوضح في حديثه لـ"حفريات" أنّ "بنيامين نتنياهو تجمعه صداقة قوية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولكنّ التلميح بدارسة إرسال مساعدات عسكرية لأوكرانيا نابع من أمرين، الأول محاولة نتنياهو إرضاء اليهود وامتصاص غضبهم من هذه القضية في ظل رغبة الإسرائيليين مساعدة أوكرانيا عسكرياً، والأمر الآخر اعتراض إسرائيل على التعاون العسكري المتبادل بين إيران ورسيا، كون أنّ هذا التعاون يخالف قرارات مجلس الأمن، إلى جانب استثمار إسرائيل تدخل إيران في الحرب من خلال جلب التنديد الغربي ضدها".
ويشير إلى أنّ "إسرائيل تدرك بأنّ روسيا من الدول ذات القوة المركزية على مستوى العالم، ولها نفوذ قوي في الشرق الأوسط وبالتحديد مع من تسميهم إسرائيل بالأعداء، لذلك تجد إسرائيل نفسها ملزمة بالحفاظ على التنسيق المشترك مع روسيا، تحسباً لحدوث أي صدام يضر بأمن إسرائيل".
ويعتقد أنّ "أيّ محاولة من قبل إسرائيل لاستفزاز روسيا، ستنعكس سلباً على التفاهمات الأمنية بين روسيا وإسرائيل بشأن حرية عملها العسكري في سوريا، خاصة وأنّ الروس يحتفظون بقوة عسكرية في سوريا، الأمر الذي قد يؤدي إلى تعزيز النفوذ الإيراني، ويسرع نقل شحنات الأسلحة من طهران إلى حزب الله".
موقف متوازن
أما الكاتب والمختص في الشأن الأمني والعسكري الدكتور محمود العجرمي فقد بين أنّ "الحكومة الإسرائيلية الجديدة بزعامة نتنياهو ستتخذ موقفاً متوازناً من الأزمة الروسية الأوكرانية، وستعمل على تقديم المساعدات الدفاعية لأوكرانيا بشكل لن يؤدي إلى عداء مع روسيا، مع البقاء على الحيّاد فيما يخص التصويت على فرض عقوبات على موسكو".
وأضاف في حديثه لـ"حفريات" أنّ "إسرائيل منزعجة من تنامي التعاون الروسي الإيراني، وهذا ما قد يدفع نتنياهو إلى تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا، في ظل انتشار الحديث عن ظهور المسيّرات الإيرانية في ساحة الحرب بأوكرانيا والتي غيّرت مسار المعركة، إضافة إلى احتمالية تزويد إيران روسيا بصواريخ أرض أرض، واستغلال إيران ساحة الحرب من أجل تجربة وتطوير الصواريخ".

بنيامين نتنياهو تجمعه صداقة قوية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
ولفت إلى أنّ "إسرائيل تحاول في هذا الوقت على وجه التحديد، إرضاء الولايات المتحدة وعدم الوقوع في إحراجات معها، وذلك للحفاظ على الدعم الأمني والعسكري مع مواصلة إسرائيل توجيه ضربات ضد معاقل إيران في سوريا، كما جرى مؤخراً في منشآت تصنيع صواريخ دقيقة في مدينة أصفهان الإيرانية بتنسيق مع الولايات المتحدة، والتي تهدف إلى منع وصول إيران إلى دولة نووية، وحاجة إسرائيل إلى التعاون الأمني مع أمريكا، في ظل رفع حالة التأهب بجميع الوحدات العسكرية، تحسباً من شن إيران هجوم انتقامي ضد إسرائيل".
سيطرة إيران 
ويرى الخبير العسكري أنّ "إسرائيل قد تتراجع عن إرسال المساعدات العسكرية خشية من وصول الأنظمة العسكرية والأسلحة إلى إيران، وهذا ما كشفت عنه روسيا بخصوص إرسال صواريخ أمريكية اغتنمتها إلى إيران مقابل الحصول على طائرات ومسيّرة، وبالتالي تستفيد إيران في البحث ونسخ التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية".
يشار إلى أنّ إسرائيل ومنذ بداية الحرب الروسية، وتتبع سياسة دعم أوكرانيا من خلال المساعدات الإنسانية ونقل المعدات الدفاعية المنقذة للحياة ومنها خوذات وسترات واقية، فيما تمتنع إسرائيل بدرجة عالية من الحذر عن إمداد أوكرانيا بالمساعدات العسكرية، وذلك حفاظاً على التفاهمات الأمنية القائمة بين الجانبين.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية