جرائم سليماني الداخلية والخارجية... كيف ساهم قائد فيلق القدس في ظهور القاعدة وداعش؟

جرائم سليماني الداخلية والخارجية... كيف ساهم في ظهور القاعدة وداعش؟

جرائم سليماني الداخلية والخارجية... كيف ساهم قائد فيلق القدس في ظهور القاعدة وداعش؟


17/01/2023

بعد (3) أعوام من مصرعه بضربة أمريكية قرب مطار العراق، تستمر الجمهورية الإيرانية باستحضار مقتل القيادي السابق بالحرس الثوري الإيراني قائد فيلق القدس قاسم سليماني لأغراضها الخبيثة، رغم جرائمه الداخلية والخارجية، وظهر هذا جلياً عندما كرر الرئيس الإيراني رئيسي الدعوة في 3 كانون الثاني (يناير) الجاري للانتقام في ذكرى وفاته. مبجلاً إيّاه بمجموعة من الألقاب، كـ "قائد القلوب"، و"النزيه"، و"البطل القومي" الذي "حارب ودمر تنظيم داعش في العراق وسوريا".  

وقد سلّطت مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية الضوء على دور سليماني في إنشاء المجموعات الإرهابية خارج إيران، والحروب الدموية ضد المواطنين الإيرانيين.

"ناشونال إنترست": يحتقر الكثير من الإيرانيين سليماني؛ بسبب معارضته للإصلاح والانفتاح السياسي، وبسبب مشاركته في حملات القمع

وأضافت المجلة: "يحتقر الكثير من الإيرانيين -وربما أغلبهم- سليماني؛ بسبب معارضته للإصلاح والانفتاح السياسي في إيران، وبسبب مشاركته في الحملة الوحشية للحرس الثوري الإيراني ضد الحركات المطالبة بالديمقراطية، ولعب دوراً كبيراً في قمع المتظاهرين الإيرانيين في الأعوام: 1999 و2009 و2017 و2019، والتي وصفها بـ "الفتنة".

الحقائق تتحدث عن رجل مختلف تماماً، لم يقاتل سليماني داعش بقدر ما قدّم ميليشياته الشيعية على أنّها منقذة لكل من العراق وإيران، فإنّ العنف الذي أطلقه ساعد في إنشاء المجموعة الإرهابية. 

لم يقاتل سليماني داعش، فإنّ العنف الذي أطلقه ساعد في إنشاء المجموعة الإرهابية، مع الغزو الأمريكي في عام 2003

وأوضحت المجلة الأمريكية أنّ دور سليماني في ظهور داعش هو جزء من القصة المتشابكة لمهمته في العراق، التي انطلقت مع الغزو الأمريكي في عام 2003، عندما احتلت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة العراق، حيث تحركت إيران بسرعة لتشكيل العديد من الجماعات المتمردة الشيعية في البلاد لإجبار الأمريكيين على الخروج على أمل إضافة بغداد إلى "إمبراطوريتها الشيعية" الإقليمية.

وذكرت "ناشونال إنترست" أنّ سليماني انتقم بشكل خاص من السنّة العراقيين، لا سّيما الشخصيات السياسية والعسكرية السابقة في نظام صدام حسين، لمشاركتهم في الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت (8) أعوام، وقتلت فرق الموت التي شكلها سليماني وخطفت المئات من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين السنّة السابقين، من بينهم (182) طياراً عراقياً.

سليماني انتقم من السنّة العراقيين، لا سيّما الشخصيات السياسية والعسكرية السابقة في نظام صدام حسين

وشنت الميليشيات الشيعية تحت قيادته حرباً دموية ضد المواطنين السنّة العاديين، وعذبتهم وخطفتهم وقتلتهم وأحرقت منازلهم. وفي النسخة الأولية من التطهير العرقي منعت العديد منهم من العودة إلى مدنهم، وكان المئات منهم يُعدمون أو يُعذبون حتى الموت على أيدي عملاء وجزاري سليماني.

وفقاً للمجلة، فقد قادت وحشية سليماني التي تفوق التصور ضد السنّة إلى فوضى طائفية؛ ممّا أثار احتجاجات كبيرة في البلدات السنّية، حيث كان السكان يؤمنون بمظالم حادة ضد الشيعة. في هذه الظروف القصوى ظهر تنظيم القاعدة في العراق، سلف داعش، وحوّل الفتنة الطائفية إلى حرب أهلية افتراضية. وتمكنت القوات الأمريكية من تدمير تنظيم القاعدة في العراق، لكنّ سوء معاملة السنّة لم ينته. نهض داعش من رماد تنظيم القاعدة في العراق بقيادة أبو بكر البغدادي. في النهاية، تطلب الأمر من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة (13331) ضربة لهزيمة تنظيم داعش في العراق في حملة تُسمّى "عملية العزم الصلب".

وحشية سليماني التي تفوق التصور ضد السنّة قادت إلى فوضى طائفية؛ ممّا أثار احتجاجات كبيرة في البلدات السنّية

وذكرت المجلة: "إذا كان صنع داعش في العراق نتيجة ثانوية لتحريك سليماني الوعاء الطائفي، فإنّ إنشاء التنظيم الإرهابي في سوريا كان عن قصد. عندما استخدم نظام بشار الأسد في عام 2011 قدراً كبيراً من العنف ضد المتظاهرين السوريين، أدى تكتيك الأسد إلى نتائج عكسية، وأدى إلى تمرد مسلح تحول إلى حرب أهلية. كانت هذه نتيجة مؤسفة للإيرانيين الذين اعتبروا سوريا "الحلقة الذهبية" لـ "محور المقاومة".

داخلياً، يرتبط اسم سليماني بـ "الأنشطة الإجرامية" و"قتل" المتظاهرين الإيرانيين. على سبيل المثال، في كردستان يُعرف سليماني بقسوته في ذبح الأكراد خلال الأعوام الأولى للثورة الإسلامية. عندما اندلع التمرد الكردي في عام 1979 ضد النظام الجديد، وأعلن آية الله الخميني "الجهاد" لسحق الاضطرابات في كردستان، كان سليماني أحد قادة الحرس الثوري الإيراني الذين شاركوا في حملات قتل ضد الأكراد. قُتل أكثر من (10) آلاف كردي، بما في ذلك (1200) سجين سياسي، من بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم (13) عاماً، خلال الحرب التي استمرت حتى عام 1983.

بسبب جرائم سليماني ظهر تنظيم القاعدة في العراق، وداعش، وحوّل الفتنة الطائفية إلى حرب أهلية افتراضية

وخلال مظاهرات عام 1999 قُتل عدد من الطلاب على أيدي قوات الحرس الثوري الإيراني، وأصيب المئات واختفى العشرات من الطلاب، واعتقل أكثر من (1000) طالب. وفي عام 2009 قتل الحرس الثوري الإيراني وقوات ميليشيات الباسيج التابعة له أكثر من (200) متظاهر، (تشير التقارير غير الرسمية إلى (700) متظاهر)، وأصيب (830) شخصاً بجروح في النخاع الشوكي، وسُجن الآلاف وعذبوا واغتصبوا. وفي عام 2019  قتلت قوات الحرس الثوري الإيراني (1500) متظاهر، بينهم (17) مراهقاً و(400) امرأة خلال أسبوعين من الاضطرابات. كان قمع كل هذه الاضطرابات الاجتماعية بتوجيه من فرقة ثأر الله المخيفة، حيث أشرف سليماني على العمليات الوحشية.

علاوة على ذلك، كان سليماني من بين (24) من قادة الحرس الثوري الإيراني الذين كتبوا في عام 1999 رسالة مفتوحة إلى الرئيس خاتمي، وهددوه باتخاذ إجراءات إذا استمر في إصلاحه السياسي، الذي يهدد في نظرهم "الاستقرار والسلام في البلاد".

هذا، وتورط سليماني في قضايا فساد مالي ضخمة، مثل قضية اختلاس شركة ياس القابضة بقيمة (3) مليارات دولار، واستخدم الموارد العامة لصالحه من خلال استخدام نفوذه السياسي والعسكري، كما أشرف على شبكة مافيا تتألف من مختلسين ومهربين وغاسلي أموال، ونهب مليارات الدولارات من الموارد الوطنية. وتورطت زوجة سليماني في (12) قضية فساد مالي، ونقلت ملكية عدة شركات، وكان مجلس مدينة طهران قد أخطر القضاء بالتحقيق في قضية الفساد، لكنّ القضاء أغلق القضية خوفاً من انتقام سليماني.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية