تيار تكفيري جديد يتمدد في الفضاء الإلكتروني.. من وراءه؟ وإلامَ يدعو؟

"الأرض مسطحة" و"الشعوب كافرة"... تيار تكفيري جديد يتمدد في الفضاء الإلكتروني

تيار تكفيري جديد يتمدد في الفضاء الإلكتروني.. من وراءه؟ وإلامَ يدعو؟


24/12/2022

بأفكار أكثر تطرّفاً من داعش، وأكثر تشدّداً من التيار الحازمي، وهو التيار الأكثر تشدداً داخل داعش، يتبلور تيار تكفيري جديد يتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي فضاء لتداول مواقفه واستقطاب مؤيديه والدخول في جدل محموم مع معارضيه.

واعتبر هذا التيار سقوط "خلافة" داعش دليلاً على فساد عقيدة التنظيم، والذي حسبه أخطأ في اعتبار المجتمعات الذي حكمها مسلمة، فأخذ البيعة من أفرادها وجبى الزكاة منها، وكان أفراده ومقاتلوه يصلون في مساجدها.

التيار التكفيري الجديد يرى أنّ داعش أخطأ في اعتبار المجتمعات التي حكمها مسلمة

وبحسب مقال نشره موقع "الحرة"، نقلاً عن موقع "ارفع صوتك"، فإنّ هذا التيار الجديد يعتبر المجتمعات الإسلامية مجتمعات كافرة لم تدخل في الإسلام بعد، ولا يجوز أخذ البيعة والزكاة منها إلا بعد دخولها في الإسلام!

وبعض رموز هذا التيار كانوا أعضاء سابقين في داعش، وكثير منهم كانوا معتقلين في سجونه مثل محمد بن سعيد الأندلسي.

ويشير المقال إلى وجود نقاط اختلاف كثيرة بين رموز هذا التيار، لكنّهم مجمعون على كفر كافة الشعوب في العالم العربي والإسلامي، ونشروا محاضرات صوتية ومقالات ودراسات في هذا الصدد، وذهبوا أبعد من ذلك عندما أصّلوا الكفر في المجتمعات الإسلامية، بمعنى أنّهم لا يعتبرون هذه الشعوب مرتدة عن الإسلام فقط، بل يرون أنّها كافرة أصلاً، أي لم تدخل في الإسلام بعد. ويلحق حكم الكفر حتى الأطفال في هذه المجتمعات أيضاً، كما هو موضح في مقال بعنوان "التأصيل المبين في حكم أطفال المشركين".

هذا التيار الجديد يعتبر المجتمعات الإسلامية مجتمعات كافرة لم تدخل في الإسلام بعد

وقد وجدت هذه القناعات، على غرابتها، مئات المؤيدين على مواقع التواصل الاجتماعي، فأسسوا عشرات الصفحات والمجموعات لترويجها، واختصارها على شكل تصاميم (بوسترات) ومقاطع صوتية قصيرة، ليسهل تداولها ووضعها على حالات الحسابات الشخصية في فيسبوك والواتساب وغيرهما.

والطريف أنّهم يعتبرون أنفسهم كفاراً في السابق، وأنّهم دخلوا في الإسلام "عندما حققوا التوحيد"!

هذه القناعات، بهذا التطرف الشديد، لم يسبق أن عبّرت عنها أيّ من جماعات التكفير (بما في ذلك جماعة التكفير والهجرة في سبعينات القرن الماضي)، التي ظهرت على مدار العقود الماضية، أو أيّ من شيوخها ومنظريها، ولم تكن جزءاً من أيّ مذهب فقهي أو كلامي أو مدرسة إسلامية في تاريخ الإسلام، بل هي نزعة جديدة قامت على أنقاض الإسلام السياسي، وفاقمها انهيار "خلافة" داعش.

هذه القناعات وجدت مئات المؤيدين على مواقع التواصل الاجتماعي، فأسسوا عشرات الصفحات والمجموعات لترويجها

وتكفّر جماعة التكفير والهجرة "مرتكبي الكبائر" إذا لم يتوبوا، وتكفّر الحكومات والمنتخبين. وتعتبر المجتمعات مرتدة، أي أنّها كانت مسلمة وارتكبت ناقضاً من نواقض الإسلام فصارت مرتدة، حسب فهم الجماعة، وتبعاً لذلك فهي لا تكفّر الأطفال، حتى وإن اعتبرت آباءهم مرتدين، بينما يعتبر هذا التيار المجتمعات كافرة لم تدخل الإسلام أصلاً، بما في ذلك الأطفال.

ومن المواقف الغريبة التي روّج لها أتباع هذا التيار في مجموعاتهم الرقمية، وحرروا دفاعاً عنها عشرات المقالات والمنشورات المعززة أحياناً بالصور والخرائط، أنّ الأرض مسطحة وليست كروية، وأنّ وكالة الفضاء الأمريكية ناسا ضللت الناس، وأنّ صور نزول المركبات على سطح القمر مجرد مشاهد مفبركة صنعتها شركات إنتاج سينمائية.

وتسود في العالم اليوم جماعات عدة تروج لنظريات المؤامرة، وتعتقد أنّ العالم كان ضحية خداع بشأن كثير من القضايا، ومن ضمنها "كروية الأرض"، لكن ما يميز تيار التكفير هذا أنّ "حججه" مبنية على نصوص دينية وقراءات لغوية لبعض المصطلحات والمفاهيم في القرآن، والأخطر من كل هذا أنّها ترتب على ذلك أحكاماً بالكفر والردة، وفقاً للمقال.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية