الإخوان المسلمون: استقواء بالأجنبي وجديد الجماعة لاختراق المجتمعات الإسلامية

الإخوان المسلمون: استقواء بالأجنبي وجديد الجماعة لاختراق المجتمعات الإسلامية


23/12/2020

أعلن إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام للإخوان، صراحةً، عن عدم ممانعة الجماعة التعاون مع أيّ قوى أجنبية، بهدف العودة إلى المشهد السياسي، كما كشفت تقارير أمنية عن تورط الإخوان في عمليات نقل وغسيل أموال إلى إيران، ومن جهة أخرى، تتكشف حقيقة التنظيم يوماً بعد آخر في المجتمعات الأوروبية، ومحاولات خلق جيتوهات إسلامية منعزلة، بينما واصل الحزب الإسلامي الماليزي محاولاته الرامية إلى أسلمة المجتمع والدولة وفق رؤيته الإخوانية، في حين تابعت الجماعة الإسلامية في بنغلاديش نهجها في اعتناق خطاب التطرف.

استدعاء التدخل الخارجي

في حواره مع وكالة أنباء الأناضول، كشف إبراهيم منير، عن الوجه الحقيقي للجماعة؛ حيث أفصح عن سعي التنظيم نحو تغيير وضعه بالتعاون مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعد تهنئته مبكراً بتولي المسؤولية، قائلاً: "كل ما نأمله من إدارة بايدن أن ترفع الدعم المادي والمعنوي عن ديكتاتوريات المنطقة، انحيازاً للقيم الأمريكية، وقد يعمل بايدن على التغيير بشكل أو بآخر، وربما يكون للمنطقة العربية النصيب الأكبر من هذا التغيير".

ولفت إلى قيام الجماعة بالتواصل مع أكثر من جهة أجنبية، لمعاونتها على العودة من جديد إلى المشهد السياسي، زاعماً أنّه "من حق الجماعة كمكون شعبي، إيجاد وسائل للتواصل، شارحة قضيتها وموضحة مواقفها ومبادئها"، مؤكداً أنّ "هذا ما يحدث فعلاً مع أعضاء البرلمانات الأوروبية، والكونغرس ومنظمات حقوق الإنسان، والمؤسسات المعنية".

كشف نائب المرشد العام عن عدم ممانعة الجماعة التعاون مع أيّ قوى أجنبية للعودة إلى المشهد السياسي

هكذا، ودون مواربة، يفصح منير عن استراتيجية استدعاء التدخل الخارجي، متنكراً بشكل فج لكل القيم المتعلقة بمفهوم الوطن، من أجل العودة إلى السلطة، متوهماً إمكانية إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون.. توتر بين حماس وتركيا ورهانات على التطرف

وفي السياق ذاته، أكّدت تقارير أنّ مكتب الإخوان في تركيا، أعد 50 ملفاً يتعلق بأوضاع الجماعة في الداخل المصري، خاصة فيما يتعلق بسجناء التنظيم، إلى جانب بعض التقارير التي يسعى من خلالها إلى الضغط على النظام السياسي المصري، بهدف تقديمها للإدارة الأمريكية الجديدة في الفترة المقبلة، وسط أنباء متواترة تفيد بأنّ وسطاء الإخوان في واشنطن، رتبوا لقاءً في آذار (مارس) المقبل، يجمع بين قيادات الإخوان الهاربة في الخارج، ومسؤولين من البيت الأبيض، وممثلين عن الحزب الديمقراطي، فضلاً عن نواب ديموقراطيين في الكونغرس، ويهدف هذا الاجتماع، إلى مناقشة أوضاع التنظيم في مصر.

مكتب الإخوان في تركيا أعد 50 ملفاً حول أوضاع الجماعة في مصر بهدف تقديمها للإدارة الأمريكية الجديدة

كما أعلن منير، عن سعيه نحو تشكيل تحالف موسع، لتكوين تكتل من الكيانات التابعة والموالية في تركيا مثل: "المجلس الثوري المصري"، و"المنبر المصري"، و"التحالف المصري للمنظمات المصرية في الخارج"، من أجل الإيعاز بوحدة الصوت المعارض في الخارج.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون.. فراغ سياسي وتناقض في المواقف

من جانبها، صعّدت قناة "مكملين"، الذراع الإعلامي للإخوان في تركيا، من حملات الإساءة للدولة المصرية، ووصل الأمر مداه باستضافة الإعلامي الإخواني، محمد ناصر، عضوَ البرلمان الأوروبي، كاتلين تشيه، التي طالبت بالمزيد من الضغط على مصر، وبحث العقوبات اللازمة عليها.

وعلى صعيد آخر، أفادت تقارير إعلاميّة، بأنّ تحقيقات مصرية كشفت عن مخطط إخواني لنقل أموال الجماعة إلى إيران، مؤخراً، ضمن خطة لغسيل الأموال، والبحث عن ملاذات آمنة جديدة.

أوروبا والإخوان وجدل المواقف

أشار رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، إلى وسائل اختراق تنظيم الإخوان للمجتمعات والجاليات العربية في أوروبا، حيث أوضح الوجه الخفي لمساعي إنشاء مجتمعات منعزلة وموازية، لا تتقبل المجتمعات الأوروبية، علاوة على خطر محاولات استقطاب قطاعات من الجاليات العربية نحو التطرف، والتهديد المباشر للأنظمة الديمقراطية.

أفادت تقارير إعلاميّة بأنّ تحقيقات مصرية كشفت مخططاً إخوانياً لنقل أموال الجماعة إلى إيران

وفي النمسا، كشفت السلطات الأمنية عن وثيقة مهمة، بعد المداهمات الأخيرة، تتناول الكيفية التي اخترق بها الإخوان المسلمون الأكاديميات النمساوية، وتمثل ذلك بالفعاليات التي جرت في جامعة جراتس النمساوية، تحت إشراف البروفيسور، فولفغانغ بينديك، المدير السابق لمعهد القانون الدولي والعلاقات الدولية في الجامعة، بالتعاون مع كامل جابر محمود، القيادي البارز بالإخوان المسلمين، والمقصود هنا سلسلة المحاضرات المريبة، والتي أثارت جدلاً واسعاً في جامعة جراتس في الفترة بين 2005 إلى 2008، والتي جاءت تحت عنوان "الإسلام في النمسا وأوروبا"، وشارك بها عدد من رموز الجماعة.

من جهة أخرى، أعلن الشيخ كمال عمارة، رئيس المجلس الأوروبي للأئمة، أحد أبرز الأذرع الدينية للإخوان المسلمين في أوروبا، عن افتتاح موقع المجلس الرسمي، حيث قال: "في خطوة جديدة لدعم الانفتاح وتدعيم سبل التواصل مع المحيط الأوروبي والعالمي، وحرصاً على دعم الخطاب الدعوي الوسطي، وترسيخ القيم والمبادئ السامية التي يحملها ويؤمن بها؛ يتشَرّف المجلس الأوروبي للأئمة بأن يزف افتتاح موقعه الرسمي في العالم الافتراضي، ليكون إضافة نوعية تزدان بها باقته الإعلامية وتكتمل بها هويته المرئية". ما يعني أنّ التنظيم يحاول مقاومة الضغط الأمني، بترسيخ مواقعه القديمة، عبر خطاب يحمل ادعاءات الوسطية، في مناورة مكشوفة.

الإخوان في دول آسيا بين الأسلمة وخطاب التطرف

في تصريح مثير للجدل، وعلى نهج سيد قطب، وصف قمر الدين ساديك، مفوض الحزب الإسلامي الماليزي  (PAS)الذراع السياسي للإخوان في ولاية ميلاكا، الحاضر بـ"زمن الافتراء والبهتان"، مطالباً بتديين المجتمع، الذي وصفه بالضالّ، وذلك عن طريق العلم النافع، وهو المعرفة الدينية، على حد تعبيره، ما يوضح عمق تأثير فكرة التكفير التي جاءت بها الجماعة، واعتناق أذرعها حول العالم لمنهج واحد، وهو ما تجلى بوضوح في إعلان الحزب الإسلامي الماليزي عن اجتماع رموزه في حكومة التحالف الوطني، تحت شعار "الإسلام يقوي الوحدة"، وهو ما يتناقض مع تصريحات، قمر الزمان محمد، أمين عام الحزب، الذي تحدث عن ضرورة التفاهمات العرقية في وطن واحد!

وعلى نفس نهج التنظيمات والأحزاب الإخوانية حول العالم، استخدم الحزب الإسلامي الماليزي سلاح المساعدات الاقتصادية والغذائية لتحقيق مكاسب سياسية، وكان آخرها تقديم مساعدات كبيرة وزعها الحزب بالمناطق الفقيرة في إقليم رهو رندانج، ورافق ذلك دعاية انتخابية كبيرة للحزب.

أشار رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات إلى وسائل اختراق تنظيم الإخوان للمجتمعات الإسلامية بأوروبا

من جهة أخرى، وفي بنغلاديش أصدر مطيع الرحمن أكّند، عضو فريق الدفاع عن الأمين العام للجماعة الإسلامية الراحل، علي أحسن مجاهد، في محكمة جرائم الحرب الدولية، بياناً هاجم فيه التقرير الصحفي المنشور في موقع تلفزيون شوموى الإخباري، الذي كشف عن العثور على وثائق، تؤكد تورّط، مجاهد، في أحداث مدينة راجشاهي، زاعماً أنّ التقرير المنشور تضمن معلومات مغلوطة، ما يعني إصرار الجماعة على اعتناق منهج العنف، وعدم قدرتها على انتهاج سياسة المراجعة، وتقديم اعتذار عن جرائمها أثناء حرب الاستقلال.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون: رهانات سياسية فاشلة ومزايدات تفتقد لمنهج سياس

 يذكر أنّ الوثائق أكّدت تورط أمين عام الجماعة الإسلامية، التابعة للإخوان المسلمين، في تشكيل ميليشيات البدر المسلحة، الموالية لباكستان إبان حرب الاستقلال في العام 1971، والتي ارتكبت بدورها جرائم حرب أكدتها المحكمة الدولية، وتتعلق بممارسة أعمال خطف وقتل وتعذيب، وبناء عليه صدر الحكم بإعدام علي أحسن مجاهد، ونفذ فيه في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2015.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية