تونس: دائرة ملف التسفير تتسع وسقوط قيادي جديد بـ"النهضة"... من هو؟

تونس: دائرة ملف التسفير تتسع وسقوط قيادي جديد بـ"النهضة"... من هو؟

تونس: دائرة ملف التسفير تتسع وسقوط قيادي جديد بـ"النهضة"... من هو؟


15/09/2022

في تطور جديد في قضية تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر، ولا سيّما سوريا والعراق، اعتقلت السلطات الأمنية التونسية أمس القيادي والنائب السابق بحركة النهضة الحبيب اللوز، للتحقيق معه بشبهة التورط في شبكات تسفير التونسيين إلى بؤر التوتر.

ونقلت قناة "نسمة" التونسية عن المحامي سمير ديلو قوله: إنّ اعتقال الحبيب اللوز سببه "تصريح"، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول مضمون هذا التصريح.

ولم يكد خبر الاعتقال ينتشر، حتى أعلنت لطيفة الحباشي القيادية بحركة النهضة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في تونس، نقل اللوز إلى المستشفى.

اعتقلت السلطات الأمنية القيادي والنائب السابق بحركة النهضة الحبيب اللوز، للتحقيق معه بشبهة التورط في شبكات تسفير التونسيين إلى بؤر التوتر

وفي أيار (مايو) 2013 بعد كشف وزير الداخلية التونسي المستقل حينها، لطفي بن جدو تفكيك (5) شبكات متخصصة في تسفير مقاتلين تونسيين الى سوريا، حث اللوز ضمناً الشباب التونسي على السفر إلى سوريا لـ"الجهاد"، حسبما ذكر موقع "تونس الرقمية".

وقال اللوز: "أنا الحبيب اللوز عمري (60) عاماً، ولو كنت شاباً، فلن أمانع في الذهاب للجهاد في سوريا، ثمّ إنّي لا أستنكف من الجهاد، ولكن لا أقوم  بحملات لذهاب الشباب إلى الجهاد".

توقيف اللوز يأتي بعد اعتقال عدد من قيادات حركة النهضة على خلفية التورط في تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر وفي مقدمتها سوريا، فقد أصدرت النيابة العمومية التونسية أمراً بالقبض على محمد فريخة، رجل الأعمال والنائب السابق عن حركة النهضة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في تونس.

ويأتي قرار اعتقال اللوز وفريخة بعد اعتقال آمر سابق لمحافظة مطار تونس قرطاج الدولي لمدة (5) أيام قابلة للتمديد، وتمديد اعتقال قياديين أمنيين سابقين، فتحي البلدي وعبد الكريم العبيدي، المتهمين في ملف الجهاز السري لحركة النهضة، على ذمة التحقيقات الجارية في قضية تتعلّق بتسفير تونسيين إلى بؤر التوتّر.

وتتعلّق القضية بشبهات التورّط في شبكات تسفير الشباب التونسيين خارج البلاد التونسية للقتال في بؤر الإرهاب، خاصّة في سوريا والعراق قبل عدّة أعوام، وذلك على خلفية الشكوى التي تقدّمت بها النائبة السابقة فاطمة المسدّي.

لم يكد خبر الاعتقال ينتشر، حتى أعلنت قيادية بحركة النهضة نقل اللوز إلى المستشفى

وفي بدايات اندلاع الأزمة السورية ترددت تقارير إخبارية عن تورط جمعيات خيرية تونسية في تسفير أكثر من (3) آلاف شاب تونسي لـ"الجهاد" ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا، مقابل "أموال ضخمة" من دولة قطر لدعم أنشطتها عبر اموال تصلها نقداً داخل حقائب عبر نقاط حدودية حساسة وحيوية مثل مطار تونس/ قرطاج الدولي، وفقاً لوكالة "فرانس برس" حينها.

وبعد قرارات 25 تموز (يوليو) 2021 التي أنهت ما يُطلق عليه التونسيون "العشرية السوداء"، التي شهدت توغل حركة النهضة ومشتقاتها الإخوانية في مفاصل الدولة التوسية، تبين أنّ جمعية "نماء تونس" التابعة للحركة من بين تلك الجمعيات المتورطة في تسفير الشباب إلى سوريا.

وفي مطلع شباط (فبراير) الماضي، كشفت هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، في ندوة صحفية، بـ"الوثائق" تورط حركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي في الاغتيالات السياسية التي طالت عدداً من النشطاء السياسيين وفي مقدمتهم بلعيد في عشرية الإخوان، وكشفت تورط الغنوشي ونجله، إضافة إلى آخرين، في جرائم غسيل الأموال، والقيام بتحركات مالية مشبوهة مع أطراف مرتبطة بدولة قطر، لتمويل عمليات تسفير شبان تونسيين إلى سوريا للالتحاق بمعسكرات داعش، فضلاً عن الاعتداء على أمن الدولة الداخلي، والتجسس على التونسيين.

وفي منتصف آذار (مارس) الماضي، أعلن لطفي حشيشة، رئيس لجنة التحاليل المالية بالبنك المركزي التونسي إحالة ملف (36) جمعية أهلية على القضاء بشبهة "تمويل الإرهاب وفساد مالي والاستيلاء على أموال جمعية"، من بينها جمعية "نماء تونس" الذراع الخيرية لحركة النهضة، مؤكداً رصد استقطاب بعض الجمعيات في تونس وتشجيعها للشباب من أجل السفر إلى بؤر التوتر، من خلال الملفات المحالة على اللجنة التابعة للبنك المركزي.

ويواجه الغنوشي، زعيم النهضة، نفسه، اتهامات بتمويل الإرهاب عبر جمعية "نماء تونس"، التي كشف رضا الرداوي عضو هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي، في مطلع شباط (فبراير)، أنّها تأسست في 2011 بهدف تشجيع الاستثمارات الأجنبية، وتورطت في جرائم تسفير شباب تونسي للقتال بمناطق النزاع والحروب، وتم فتح أبحاث جزائية أولية سرعان ما لاحقتها يد حركة "النهضة" الإخوانية عبر ذراعها في القضاء، وتم وقف التحقيق.

وفي حين تحاول النهضة وقياداتها الترويج أنّ القضية سياسية، وتنفي أيّ علاقة للغنوشي بجمعية "نماء تونس"، أكد المحامي علي بن عون أنّ الصور والتدوينات واللقاءات تؤكد علاقة الغنوشي بالجمعية المتورطة في تبييض وتهريب الأموال وتمويل جمعيات وتنظيمات مرتبطة بالإرهاب داخل وخارج تونس، إلى جانب ثبوت تورط حركة النهضة في ملف الجهاز السري وثبوت تلقيه أموال أجنبية لتمويل حملته الانتخابية بموجب "عقود اللوبيينغ".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية