تهديدات واتهامات بالعمالة والتخوين... هل تشهد باكستان فوضى واضطرابات سياسية وأمنية؟

تهديدات واتهامات بالعمالة والتخوين... هل تشهد باكستان فوضى واضطرابات سياسية وأمنية؟


19/04/2022

بعد أسابيع من التصعيد والخطابات التحريضية من قبل رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان وأنصاره،  تلوح في الأفق حالة فوضى واضطرابات سياسية وأمنية في البلاد.

ووفقاً لشبكة "الحرة"، فإنّه لم تهدأ موجة الغضب العارم من قبل أنصار لاعب الكريكت السابق بعد إقالة البرلمان له في 11 نيسان (أبريل)، ويشهد العديد من المدن الاحتجاجات المنددة بإقالته، وسط ادعاءات بأنّه كان ضحية "مؤامرة" غربية.

الاعتداء على حليف خان السابق نور علم أثناء تناوله وجبة عشاء في مطعم من قبل أحد أنصار خان

وتشير صحيفة الغارديان البريطانية إلى حادثة تعرّض حليفه السابق نور علم خان، لاعتداء أثناء تناوله وجبة عشاء في مطعم من قبل أحد أنصار خان، الذي صاح في وجهه، واتهمه بـ"العمالة" و"الخيانة".

ويقول خان الذي كان عضواً في حزب رئيس الوزراء السابق قبل أن يصوّت ضده في البرلمان: إنّه تلقى مكالمة هاتفية تقول له: "سنقتلك أنت وأطفالك مثل بينظير بوتو (رئيسة الوزراء السابقة التي اغتيلت)".

ويوم السبت الماضي، حدثت أعمال فوضى في تجمع لمجلس البنجاب كان من المفترض أن يناقش انتخاب رئيس وزراء جديد، حيث بدأ أنصار حزب "حركة أنصاف" ونواب المعارضة في مواجهة بعضهم البعض بقوة.  

وفي تغريدة بعد الحادث، غرّد وزير الإعلام السابق لخان وحليفه المقرب فؤاد شودري بأنّ باكستان "على بعد إنشات (بوصات) من الاضطرابات المدنية الكاملة".

وقال: "لقد مارس عمران خان أقصى درجات ضبط النفس، قريباً جداً لن يكون قادراً على إيقاف غضب الحشود، وسنرى البلاد تنغمس في اضطرابات مدنية".

الغارديان: عزل خان لم يؤدِّ بأيّ حال من الأحوال إلى زوال السياسة الشعبوية التي رعاها أثناء توليه منصبه، واستقطاب خان يمكن أن يزعزع استقرار باكستان بشدة

وقد تمّ انتخاب خان في عام 2018 وسط موجة من المشاعر الشعبوية، حيث استفاد من الحديث علانية ضد الغرب، ومن نفور الناخبين من "حزب الشعب الباكستاني" و"حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية" المؤسسين حول سلالات عائلية كبيرة هيمنت على الحياة السياسية الوطنية لعقود قبل أن تصبح رمزاً لفساد النخبة.

لكن في حين أن جاذبيته وخطابه لم يفشلا أبداً في جذب الجماهير في المسيرات، فقد مرت ولايته بفترة من الاضطرابات المالية والتضخم الهائل الذي دمّر الاقتصاد.

وفي ضوء ذلك، انشق عنه بعض حلفائه في الائتلاف الحاكم، وأعلن أعضاء في حزبه "حركة أنصاف" أنّهم سيصوتون لصالح تأييد حجب الثقة عنه.

ومع خسارته دعم مؤسسة الجيش القوية في البلاد، دخلت المعارضة في تصويت بحجب الثقة بدعم من تحالف خان، وانتخب المجلس الوطني شهباز شريف، زعيم الائتلاف المعارض وشقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف خلفاً له.

لكنّ عزل خان، وفق الغارديان، لم يؤدِّ بأيّ حال من الأحوال إلى زوال السياسة الشعبوية التي رعاها أثناء توليه منصبه.     

ويخشى الكثيرون من أنّ "الاستقطاب العميق الذي زرعه خان يمكن أن يزعزع استقرار باكستان بشدة، ممّا يدفع بالبلاد إلى فترة اضطراب سياسي أكبر قد يتعذر احتواؤه على رئيس الوزراء الجديد، المعروف بمهاراته كمسؤول أكثر من كونه قائداً يتمتع بكاريزما".

ومن خلال إثارة المشاعر الشعبية المناهضة للغرب التي لعبها على مدى الأعوام الـ4 الماضية في منصبه، واصل خان الترويج للرواية القائلة إنّ التصويت بحجب الثقة الذي أطاح به كان "مؤامرة غربية".

وقال خان مخاطباً حشداً ضخماً: إنّ لحظة حاسمة قد وصلت، وإنّ الأمّة بحاجة إلى اختيار ما إذا كانت تريد "العبودية أو الحرية" من الولايات المتحدة.  

وأصبح أفراد المؤسسة العسكرية، التي تتمتع بقوة هائلة في البلاد، هدفاً لحملة على مواقع التواصل الاجتماعي يقودها أنصار خان الذين يرون أنّ الجيش لعب دوراً في سقوطه.

 

الصفحة الرئيسية