تهديدات الإخوان في باكستان وإعلان اليوم الأسود في كراتشي

في باكستان، تمّ اعتقال (8) مشتبه بهم، بعد اشتباكات بين أنصار الجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان، وأنصار حزب الشعب، بالتزامن مع الانتخابات المحلية لاختيار عمدة كراتشي، أكبر مدينة في باكستان وعاصمة إقليم السند.

وقال نائب المفتش العام للشرطة عرفان علي بلوش: إنّ الاشتباكات اندلعت بعد أنباء فوز مرشح حزب الشعب الباكستاني مرتضى وهاب في الانتخابات، على مرشح الجماعة الإسلامية حافظ نعيم الرحمن، كما خسرت الجماعة الإسلامية أيضاً منصب نائب العمدة.

وبحسب النتائج، فاز مرتضى وهاب بمقعد العمدة بـ (173) صوتاً، بينما جاء مرشح الجماعة الإسلامية نعيم الرحمن في المرتبة الثانية بـ (160) صوتاً. وفاز سلمان مراد من حزب الشعب بمنصب نائب العمدة، بحصوله على (173) صوتاً، وهزم مرشح الجماعة الإسلامية سيف الدين، بعد أن حصل على (160) صوتاً.

اللجنة المسؤولة عن الانتخابات قالت: إنّ التصويت تمّ بشكل علني بين من يحق لهم التصويت؛ برفع الأيدي في التاسعة صباحاً، ثم تمّ تأكيد ذلك في السجلات، وإنّ العملية تمّت (4) مرات لانتخاب العمدة ونائبه. وصوّت جميع أعضاء المجلس البلدي، باستثناء فردوس شميم نقفي المنتمي إلى حزب حركة الإنصاف، وعدد من أعضاء الحزب امتنعوا عن التصويت.

يضم حزب الشعب (155) عضواً في المجلس، وتضم ​​الجماعة الإسلامية (130) عضواً في مجلس المدينة، وتتوزع باقي المقاعد بين أحزاب: حركة الإنصاف، والعدالة والتنمية، والرابطة الإسلامية، وعلماء الإسلام، وحزب لبيك.

وفي ضوء التحالفات، حظي حزب الشعب بدعم الرابطة الإسلامية، وجمعية علماء الإسلام، وحظيت الجماعة الإسلامية بدعم حزب حركة الإنصاف. وبناء على ذلك، وعلى الورق، يبلغ عدد أعضاء حزب الشعب وحلفائه (173) عضواً، ويبلغ عدد أعضاء الجماعة الإسلامية وحركة الإنصاف (192) عضواً.

ولكن قبيل الانتخابات رفض عدد من أعضاء حركة الإنصاف، بقيادة أسد أمان، الانصياع لتعليمات الحزب، وأعلنوا امتناعهم عن التصويت.

اشتباكات عنيفة

بعد انتخاب العمدة، اندلعت اشتباكات عنيفة بين أنصار الجماعة الإسلامية وأنصار حزب الشعب، وقام أفراد ينتمون إلى الجماعة الإسلامية برشق الشرطة بالحجارة، ممّا تطلب استدعاء المزيد من رجال الشرطة، والتي لجأت إلى تفريق المشاغبين باستخدام الهراوات، بعد أن تحطمت عدة سيارات للشرطة، وتضررت المناطق المحيطة.

الاشتباكات اندلعت بعد أنباء فوز مرشح حزب الشعب الباكستاني مرتضى وهاب في الانتخابات على مرشح الجماعة الإسلامية حافظ نعيم الرحمن

من جهته، قال كبير مفتشي الشرطة، سيد أسد رازا، لموقع (Dawn.com) المحلي: إنّ بعض أنصار الجماعة الإسلامية بدؤوا يرددون شعارات ضد خصومهم، ممّا أدى إلى حدوث اشتباك بين أنصار الحزبين. مضيفاً: "الشرطة حاولت السيطرة على الموقف من خلال توجيه الاتهام إلى الأنصار الغاضبين". لافتاً إلى أنّ الجماعة الإسلامية نظمت اعتصاماً أمام مقر مركز الفنون في كراتشي، والذي تمّت فيه عملية الاقتراع.

الشرطة وضعت استراتيجية للسيطرة على الوضع عند إعلان النتائج رسمياً، حيث استبقت الجماعة الإسلامية عملية التصويت بأعمال الشغب.

الإخوان وإعلان اليوم الأسود

من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم الجماعة الإسلامية زاهد عسكري: إنّ الاشتباك بدأ من قبل أنصار حزب الشعب، مدعياً أنّ أنصار الحزب الحاكم في السند رشقوا أنصار الجماعة الإسلامية بالحجارة. وزعم زاهد عسكري أنّ (5) إلى (6) من أنصار الجماعة الإسلامية أصيبوا خلال الاشتباكات، وأنّ نحو (10) آخرين في عداد المفقودين.

في وقت لاحق، قال الوزير الإقليمي شارجيل ميمون، أثناء حديثه لوسائل الإعلام: إنّ (10) أشخاص أصيبوا في الاشتباك بين أنصار الحزبين، نافياً وجود مفقودين.

وبحسب المتحدث باسم الجماعة الإسلامية قيصر شريف، سيتم تسمية يوم الانتخابات، بوصفه اليوم الأسود، احتجاجاً على وحشية الشرطة. وقال إنّه يدين بشدة قيام الشرطة في كراتشي بالتواطؤ، وتسهيل تزوير الانتخابات.

رفض عدد من أعضاء حركة الإنصاف، بقيادة أسد أمان، الانصياع لتعليمات الحزب، وأعلنوا امتناعهم عن التصويت

وبحسب المتحدث باسم الجماعة الإسلامية، قيصر شريف، فإنّ اجتماع مجلس الشورى المركزي للجماعة الإسلامية، والذي بدأ صباح الجمعة الماضية في المنصورة، سوف يتخذ إجراءات التصعيد.

وزعم أمير الجماعة الإسلامية في كراتشي حافظ نعيم الرحمن أنّ ولاية كراتشي تعرضت لهجوم سافر، وأنّ أهل كراتشي يريدون نظاماً خالياً من الفساد، وأنّ الجماعة ترفض العملية الانتخابية برمّتها.

بدوره، قال أمير الجماعة الإسلامية الباكستانية سراج الحق، مخاطباً المشاركين في مسيرة للإخوان في كراتشي: إنّ مدينة كراتشي سوف تثور الآن، وسوف يصبح حافظ نعيم الرحمن عمدة لهذه المدينة، رغماً عن أنف الجميع. وأضاف: "الأمّة استيقظت الآن، ولا يمكنهم قمع صوت الشعب من خلال التزوير".

وقال أمير الجماعة الإسلامية: إنّه بسبب فشل لجنة الانتخابات في إجراء انتخابات شفافة في كراتشي، أصبحت قدرة اللجنة على إجراء الانتخابات في جميع أنحاء البلاد تشكل علامة استفهام. وأضاف: انتخاب رئيس بلدية كراتشي يمثل علامة استفهام على الدستور والديمقراطية، في ظل شراء الأصوات والتنمر والتزوير".

سراج الحق اتهم الشرطة بإجبار السياسيين على التصويت لحزب الشعب، وزعم أنّ ممثلي الهيئات المحلية تعرضوا لضغوط وتهديدات قبل الانتخابات، من أجل عدم التصويت لمرشح الجماعة الإسلامية. وأضاف: "استخدمت حكومة السند الأجهزة والموارد الحكومية دون داعٍ أثناء انتخابات الهيئات المحلية".

قال الوزير الإقليمي شارجيل ميمون أثناء حديثه لوسائل الإعلام: إنّ (10) أشخاص أصيبوا في الاشتباك بين أنصار الحزبين، نافياً وجود مفقودين

من جهته، قال رئيس حزب الشعب الباكستاني، ووزير الخارجية بيلاوال بوتو زرداري، أثناء تهنئته لمرتضى وهاب، كرئيس لبلدية كراتشي، وسلمان عبد الله مراد كنائب لرئيس البلدية: إنّ حزب الشعب الباكستاني قد حقق نجاحاً تاريخياً، وهذا النجاح هو انتصار لباكستان كلها. هذا النجاح هو نتيجة الكفاح الطويل في مواجهة سياسات الكراهية والانقسام. مؤكداً أنّ نجاح الديمقراطية هو أفضل انتقام من أنصار الكراهية والتعصب.

كما هنأ الرئيس السابق آصف علي زرداري جميع رؤساء البلديات ونوابهم ومجالس المقاطعات ورئيس البلدة ونائب رئيس البلدية في السند. وهنأ الرئيس السابق مرتضى وهاب على انتخابه عمدة لمدينة كراتشي، وقال: إنّ نجاح النواب المحليين المنتخبين هو نتيجة العمل الجاد.

مواضيع ذات صلة:

- توحش "طالبان باكستان"... ما التداعيات الإقليمية والدولية المحتملة؟

- الإخوان المسلمون واستراتيجية توظيف قضايا العمال في باكستان

- أمير الإخوان هدّد بفتحه.. ما هو صندوق باندورا الذي ربما يشعل باكستان؟