تقرير دولي يوضح موقف الإخوان من البرهان، وبديله المنتظر

تقرير دولي يوضح موقف الإخوان من البرهان، وبديله المنتظر

تقرير دولي يوضح موقف الإخوان من البرهان، وبديله المنتظر


28/01/2025

‏ يرتمي قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان في أحضان أعدائه وأعداء التحول الديمقراطي، وهم الحركة الإسلامية ‏السودانية (جماعة الإخوان المسلمين) والنظام السابق، ظنّاً أنّها ستخلصه نهائياً من القوى الديمقراطية التي تقف عقبة في ‏طريق تحقيق حلمه السلطوي. وربما كان ذلك صحيحاً بالنظر إلى ماضيها الدموي، لكنّه بذلك لا ‏يطيح بخصومه فحسب، بل يقوّض مستقبله، ويقدّم رأسه للذبح أيضاً، دون وعي منه‎.‎

ووفق ما نقل موقع SPT في تقرير له ‏عن مراقب سياسي، فإنّ حلم السلطة أعمى البرهان وجعله غير متزن التفكير. فالحركة الإسلامية، ‏التي أشعلت الحرب في 15 نيسان (أبريل) 2023 مستغلة نفوذها وعناصرها داخل الجيش والأجهزة الأمنية ‏الأخرى، لم تفعل ذلك من أجل أن يصل هو إلى الحكم، بل لاستعادة حكمها الذي أسقطته الثورة ‏الشعبية في 2019، وهي تعتبره مجرد أداة لتنفيذ أوامرها لا أكثر‏‎.‎

وأشار التقرير إلى أنّ البرهان، الذي خدع العالم بتقديم نفسه بعد ثورة الشعب السوداني كمناصر للتحول المدني ‏الديمقراطي وشريك للمدنيين في إدارة المرحلة الانتقالية، قادته أطماعه السلطوية إلى الوقوع في ‏فخ "الحصان الميت". فقد تورّط في أزمات ضخمة حالياً ومستقبلاً لحل مشكلات بسيطة كان يمكن ‏تجاوزها بتنازلات محدودة. وفي اندفاعه للتحالف مع الإسلاميين ضد القوى الديمقراطية ‏السودانية، بات أشبه بكلب برّي يحاول افتراس فريسته وسط قطيع من الضباع المتوحشة‎.‎

 قائد الجيش السوداني: الفريق أول عبد الفتاح البرهان

وأضاف موقع SPT أنّ البرهان الذي يستقوي بالحركة الإسلامية السودانية ويتحالف معها، يظنّ أنّه يستطيع استغلالها ‏كجسر لوصوله إلى الحكم. فهو يسعى لحكم السودان تحت مظلتها، لكنّ الحركة الإسلامية نفسها ‏تضمر له أكثر ممّا يضمر لها، إذ تعتبره مجرد انتهازي ودخيل على مشروعها. ومع ذلك، تؤجل ‏معركتها معه إلى حين إنهاء حربها ضد قوات الدعم السريع. فهي لا ترغب في خوض معارك جانبية ‏صغيرة مع جزء من الجيش في الوقت الراهن، بل تخطط لاستبداله بأحد عناصرها الأكثر موثوقية ‏وتنظيماً من ضباطها داخل الجيش، عبر عملية تخلّص سلسة لا تثير أيّ ضوضاء أو مشاكل داخل ‏المؤسسة العسكرية‎.‎

وفي الإطار ذاته أورد الموقع معلومات حول مقطع فيديو انتشر في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، لندوة أقامها فصيل سوري من ‏فصائل جماعة الإخوان المسلمين في تركيا. وتحدث في الندوة عبد الحي يوسف، وهو يُعدّ من أبرز قادة الحركة الإسلامية السودانية الذي يعيش في تركيا منذ سقوط النظام ‏السابق في 2019، وأشار إلى أنّ الحركة ‏الإسلامية لا تثق بعبد الفتاح البرهان، وسخر منه ومن شخصيته، واصفاً إيّاه بأنّه صاحب شخصية ‏غير محترمة. وأضاف مؤكداً: "البرهان لا يستطيع القضاء على الإسلاميين لأنّهم موجودون داخل ‏مكتبه‎."‎

البديل هو اللواء نصر الدين عبد الفتاح، قائد سلاح المدرعات الحالي، وأحد ‏العناصر الملتزمة داخل الحركة الإسلامية، وتم اختياره بالتنسيق مع دولة قطر.

وقد أثار حديث عبد الحي يوسف، الذي نُشر في مواقع إسلامية سورية، قلقاً وتوتراً كبيراً داخل الحركة ‏الإسلامية، إذ كشف عن نواياها ورأيها الحقيقي في البرهان‎.‎

تحت وقع هذا الحرج الكبير اضطرت الحركة الإسلامية السودانية إلى إصدار بيان خجول في الفترة ذاتها، قالت فيه إنّها تُقدّر الجيش وقائده، ونفت أن يكون عبد الحي يوسف عضواً في الحركة ‏الإسلامية. وأضاف البيان أنّ عبد الحي هو ـ وفق تعبيرهم ـ "داعية إسلامي تقدّر وتحترم أعماله ‏الجليلة للإسلام‎."‎

هذا النفي أثار موجة سخرية واسعة بين السودانيين، فقد تساءل كثيرون عبر وسائل التواصل ‏الاجتماعي بسخرية: "إن لم يكن عبد الحي يوسف إسلاميّاً، فمن هو الإسلامي؟‎".‎

من جهته، استغل قائد الجيش عبد الفتاح البرهان زيارته إلى إحدى الوحدات العسكرية في اليوم ‏التالي، وتحدث أمام الجنود واصفاً عبد الحي يوسف بـ "التكفيري‎."‎

بالطبع، كانت الحركة الإسلامية السودانية تكذب في نفيها، إذ لم يكن لديها أيّ خيار سوى إنكار ‏انتماء عبد الحي يوسف إليها، رغم أنّ هناك الكثير من الدلائل التي تؤكد أنّه أحد قادة الحركة البارزين، لأنّه وضعها في موقف حرج عندما كشف رؤيتها الحقيقية حول مستقبل ‏البرهان‎.

الداعية السوداني: عبد الحي يوسف

وبحسب مصادر موثوقة مقربة من مراكز القرار داخل الإسلاميين، فإنّ عبد الحي يوسف ليس عضواً ‏عادياً، وإنّما هو أحد قيادات مجلس الشورى في الحركة الإسلامية. وأشارت المصادر إلى أنّ حديثه ‏المسرّب يعكس رأي القيادات العليا في الحركة، التي ترى التحالف مع البرهان تحالفاً مرحلياً ينتهي ‏بانتهاء الحرب، وتُعدّ الحركة العدّة لاستبداله بضابط أكثر موثوقية وتنظيماً من عناصرها داخل ‏الجيش‎.‎

وأكدت المصادر لموقع SPT أنّ البديل هو اللواء نصر الدين عبد الفتاح، قائد سلاح المدرعات الحالي، وأحد ‏العناصر الملتزمة داخل الحركة الإسلامية. وتم اختياره بالتنسيق مع دولة قطر التي ترى في ‏البرهان شخصية غير جديرة بالثقة، وقد رتبت لنصر الدين زيارة إلى الدوحة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ‏شهدت لقاءات له مع مسؤولين أمنيين قطريين تم خلالها الموافقة عليه كبديل للبرهان، كما منحته ‏قطر سكناً ومخصصات واستقدمت أسرته للإقامة هناك‎.‎

وكشفت المصادر عن تصاعد النفوذ القطري داخل الجيش بشكل غير مسبوق، حيث تكفلت قطر منذ ‏أكثر من عام بدفع رواتب الجيش والميليشيات الإسلامية المتحالفة معه، إضافة إلى تمويل صفقات ‏السلاح، بما في ذلك شراء الطائرات المسيّرة‎.‎

اللواء نصر الدين عبد الفتاح ضابط في الجيش السوداني تخرّج في الكليّة الحربية (الدفعة 36)، و‏قضى معظم فترة خدمته في سلاح المدرعات، وتقلّد عدة مناصب إلى أنّ أصبح قائداً لمعهد ‏المدرعات، ثم قائداً لسلاح المدرعات. انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين السودانية أثناء خدمته برتبة ‏نقيب، وتم فصله من الجيش بعد اتهامه بالتورط في محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تموز (يوليو) ‏‏2019 التي قادها رئيس أركان الجيش آنذاك هاشم عبد المطلب، المعروف بانتمائه إلى الحركة ‏الإسلامية‎، وأعيد إلى الخدمة يوم اندلاع الحرب في 15 نيسان (أبريل) 2023‏‎.‎




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية