تعنت وعدم اكتراث بالقوانين... أردوغان ينشر خريطة تواجد قواته في العراق

تعنت وعدم اكتراث بالقوانين... أردوغان ينشر خريطة تواجد قواته في العراق


07/07/2020

أظهرت تركيا تعنتاً وعدم اكتراث بالقوانين والأعراف الدولية بما يتعلق بانتهاكها سيادة الجمهورية العراقية، حيث ردّت وزارة الخارجية التركية أول من أمس على موقف الحكومة العراقية ببيان باهت، مجدّدة التأكيد أنّ أنقرة ستدافع عن نفسها ضد أي نشاط تخريبي ينطلق من الأراضي العراقية، مدعية أنها ملتزمة بالقانون الدولي.

ولم تتوقف المسألة عند البيان الباهت، بل نشرت رئاسة دائرة الاتصال بالرئاسة التركية أمس خريطة تبين عليها أماكن تواجد قواتها في 37 موقعاً بالعراق، في خطوة وصفها مراقبون بـ"الخطيرة"، وتُعتبر تقسيماً للأراضي العراقية لرسمها حدوداً مختلفة لها.    

وزارة الخارجية التركية تردّ على الحكومة العراقية ببيان باهت وتزعم أنها تدافع عن نفسها وفق القانون الدولي

وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" التركية المعارضة، حدّدت تركيا، أماكن نقاطها العسكرية ضمن حدود شمال شرق إقليم كردستان العراق حتى حدود زاخو، بالإضافة إلى ثلاث نقاط عسكرية، قرب كلٍّ من أربيل وبعشيقة ودهوك.

وتظهر الخريطة، بالطريقة نفسها، تلك المناطق التي حدّدتها تركيا مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي حزب العمال الكردستاني، وقد حدّدت المناطق العسكرية التركية بعلم تركيا على الخريطة.

وبحسب الخريطة التي نشرتها تركيا، فقد تحوّلت كل المناطق التي تتواجد قوات حزب العمال فيها، ما عدا جبل قنديل وموقع قريب من قلعة دزة وسنجار ومخيم مخمور، إلى مناطق اشتباك مباشر استقرّت القوات التركية فيها.

وتعليقاً على نشر الخريطة بهذا الشكل، أعرب النائب البرلماني عن حزب "الخير" المعارض، رئيس لجنة سياسات الأمن الوطني بالحزب، آيتون تشيراي، عن استنكاره لهذه الخطوة.

وقال تشيراي في تغريدة نشرها على حسابه الشخصي بموقع "تويتر": إنّ "نشر رئاسة الاتصال للخريطة المقسمة، يتعارض مع طرح تركيا القائل إنها تحافظ على وحدة أراضي العراق".

وأضاف قائلاً: "وهذه الخطوة من شأنها أن تضفي شرعية على أيّ محاولة لجهات رسمية ببلدان أخرى لنشر صور لتركيا، مقسّمة على الشاكلة نفسها".

الرئاسة التركية تنشر خريطة تبين عليها أماكن تواجد قواتها في 37 موقعاً بالعراق ومراقبون يؤكدون أنها خطوة خطيرة

وأردف تشيراي قائلاً :"إنّي أحذّر من هذه الخطوة، باعتباري رجل دولة سابقاً"، مضيفاً: "لا شكّ أنّ قيام جهة رسمية بالدولة بنشر مثل هذه الخريطة، أمر في أشد الخطورة".

وفي 17 حزيران (يونيو) الماضي، أعلنت وزارة الدفاع التركية انطلاق عملية "مخلب النمر" البرية في منطقة حفتانين، ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني، ولا تزال مستمرة.

خريطة نشرتها تركيا بشأن قواتها في العراق

وأكد العراق، السبت الماضي، أنّ الهجمات التركية على أراضيه تسيء للسلم الإقليمي وتعتدي على سيادة البلاد وأرواح وممتلكات العراقيين.

وطالب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في بيان نشر عبر وكالة الأنباء الرسمية، بالوقف الفوري لهذه الاعتداءات التي قال إنها "تسيء لعلاقة الشعبين في البلدين".

وأضاف أنّ "القوات التركية تقوم منذ مدة باعتداءات متكررة تجاه الأراضي العراقية"، متابعاً: "ونرفض وندين بشدة هذه الأعمال التي تسيء للعلاقات الوثيقة، الراسخة وطويلة الأمد بين الشعبين الصديقين".

وفي الشأن العراقي التركي أيضاً، دعا وزير الموارد المائية العراقي مهدي رشيد الحمداني، إلى التعجيل بإجراء مفاوضات فنية مشتركة مع تركيا للتوصل إلى اتفاق لضمان حقوق العراق المائية .

وشدّد الوزير العراقي خلال اجتماعه بسفير تركيا في العراق فاتح يلدز على "ضرورة التعجيل بالبدء بالمفاوضات الفنية المشتركة بين البلدين لغرض التوصل إلى اتفاق يضمن حقوق العراق المائية على نهري دجلة والفرات وفق مبادئ القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة ذات الصلة"، وفق بيان أوردته وزارة المياه عبر موقعها الإلكتروني.

العراق تدعو للتعجيل بالبدء بالمفاوضات مع تركيا للتوصل إلى اتفاق يضمن حقوق العراق المائية على نهري دجله والفرات

من جانبه، زعم السفير التركي رغبة واهتمام "الحكومة التركية والرئيس رجب طيب أردوغان بحسم هذا الملف في القريب العاجل".

وتعهد بأنه "سينقل للحكومة التركية طلب الجانب العراقي بالبدء بمفاوضات عاجلة تكون على المستويين الوزاري والفني لغرض حسم كافة الأمور المتعلقة، سواء عن طريق الزيارات المتبادلة بين الطرفين أو عن طريق دائرة تلفزيونية مغلقة بسبب جائحة كورونا".

وبحسب بيان لوزارة الموارد المائية، فإنّ الطرفين بحثا ملف المياه المشتركة بين البلدين الجارين وسبل تطويرها والارتقاء بها، بما يخدم المصالح المشتركة والاستفادة من الخبرات التركية في مجال المشاريع الإروائية واستصلاح الأراضي، وخصوصاً في مناطق وسط وجنوب العراق .

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن في وقت سابق أنّ تركيا بدأت في تشغيل أول توربين في سد إليسو بجنوب شرق تركيا.

وتسبّب السد، الذي وافقت عليه الحكومة التركية عام 1997 من أجل توليد الكهرباء للمنطقة، في تشريد نحو 80 ألف شخص من 199 قرية، وأثار قلق السلطات في العراق المجاور الذي يخشى من تأثيره على إمدادات المياه لنهر دجلة.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية